كنت، والى اليوم، لا أرتجي خيرا من زيارة أي مسؤول عراقي لأية دولة برأسها خير. أسمع واقرأ وسائل الإعلام الرسمية التي ما من زيارة قام بها مسؤول كبير أو صغير إلا وقالت إنها كانت مثمرة. لكني انتظر واحسب الأيام فلم اجد طعما لثمرة ولا موسما لحصاد عاد بالخير على العراق.
اليوم، يزور حيدر العبادي دولة الإمارات في فترة هي الأهم بتاريخ العراق حيث يتعرض وجوده كدولة لخطر حقيقي. يذهب الى هناك بعد ثماني سنوات من العزلة والخراب والرجوع الى الوراء. برأيي انه أجاد الاختيار، وأنها أهم زيارة يرتجى منها خيرا للعراق ان استثمرها استثمارا صحيحا. أتمنى على العبادي ان لا يكتفي بلقاء المسؤولين بل ليذهب الى الناس. ليته يزور المواطن الإماراتي في بيته وفي مدرسة أولاده وليرى كيف يتعاملون معه حين يراجع دائرة رسمية او مستشفى. ليسأل هناك عن معنى "مواطن" وما هي الاستحقاقات والامتيازات التي ينعم بها.
هذه الإمارات المرفهة والسعيدة أرضا وشعبا كان حلمها يوم تأسست في العام 1971 ان تكون بصرة ثانية. لقد أوعد المرحوم الشيخ زايد شعبه بانه سيجعل بلاده مثل البصرة بعد عشرين عاما. ومرت العشرون وما بعدها فأين هي البصرة اليوم من دبي او أبو ظبي؟
كانوا يقولون في أمثالهم "اللي ما يشوف البصرة يموت بالحسرة". فهل يعلم العبادي ان العراقي يتحسر اليوم على عيشة تساوي ولو ربع عيشة أهل الإمارات؟
وأنت هناك يا رئيس وزرائنا الجديد أتمنى ان تعود لنا سالما وبيدك "صوغة" من خير الإمارات تطشها على شعبك الذي نهب ماله الأغبياء ويحاصره الهمج الغرباء ليسرقوا منه بقايا نفسه الذي يعيش بطركه.
وأنت في الإمارات
[post-views]
نشر في: 15 ديسمبر, 2014: 09:01 م