تعد الفترة الحرجة لإعداد منتخبنا الوطني بكرة القدم لكأس أمم آسيا في استراليا التي تنطلق في التاسع من الشهر المقبل محط اهتمام الاعلام والشارع الرياضي معاً وتنشغل الاقلام بتحليل الآليات المحدودة بيد الكابتن راضي شنيشل الذي أوكلت اليه مهمة اسعاف المنتخب بهذه البطولة الكبيرة وانقاذ ماء وجه الكرة العراقية التي فقدت الشيء الكثير من سمعتها في دورة خليجي 22 الاخيرة في العربية السعودية ويشترك الجميع بما فيهم شخوص الاتحاد المركزي على عسر المهمة المرتقبة لشنيشل وتأخر الاعداد الذي تسببت به الادارة ربما عن دون قصد بين اقالة المدرب السابق حكيم شاكر والتوجه الى البديل الاجنبي وما خلفته المفاوضات مع البرازيلي لازاروني ومن ثم التوجه الى المحلي راضي شنيشل الذي سيتولى المهمة بالإعارة من نادي قطر كمدرب طوارىء ليكمل بذلك حلقات متواصلة دأب الاتحاد على الاعتماد عليها وتعود الى ايام مونديال العالم في المكسيك 1986 يوم تم استقدام البرازيلي ايفرستو كمدرب طوارىء ايضا ومن المعلوم ان الطوارىء هي حالة ليست اعتيادية تتوقف معها الحسابات المستقبلية الطبيعية لفترة زمنية قصيرة وتصلح ان تكون درساً بالغ الأهمية لتجنب التكرار في مناسبات اخرى ولو اعدنا المسلسل الطويل فاننا سوف نرى حالات الطوارىء تتكرر مراراً لدينا حتى لتبدو انها الاكثر لأن تكون طبيعية مستدامة وما عداها هو الشاذ وصولاً الى تحضيراتنا اليوم والعمل المنتظر لفريق الكابتن راضي شنيشل الذي استعان بفريق عمل منطقي الى حدود بعيدة لإسعاف المنتخب حيث اعتمد على نزار اشرف ويحيى علوان وعماد هاشم وهم على دراية جيدة باحوال اللاعبين والكرة العراقية عموماً وسيتعاملون حتما بالمنطق الذي تفرضه البطولة وما نصل اليه من استعدادات لخوض غمارها ويدركون ايضاً ان الحال لن يكون مثالياً بعد ما حصل في خليجي 22 وما تلى ذلك من مطبّات كثيرة وتخبّط في العمل الاداري وهي اخطاء مشخصة ومعروفة للقاصي والداني ولعل من بينها الاعلان عن المباريات التجريبية حيث سمعنا من اعضاء الاتحاد ان الفترة المقبلة ستشهد اجراء 6 مباريات ودية تبدأ بايران وتنتهي باوزبكستان بغية مساعدة الكابتن راضي على عمل توليفة نهائية للمنتخب يخوض بها البطولة الآسيوية امام الاردن واليابان وفلسطين ، ولن يكون للاتحاد أي عذر يكفله الزمن في حال تقلص العدد الى الثلث كما تناهى الى مسامعنا وهي ليست بجديدة على الاتحاد واعلاناته الصحفية الكثيرة ، كما ان الرقم 6 في عدد المباريات الودية بأقل من شهر لا تبدو من الامور المعقولة مع عقدة الضعف الاداري الذي اعتدنا عليه في مثل هذه الحالات والتحضير لمباريات ودية خارج ارضنا وضمانها بنسبة كبيرة.
ولو تتبعنا ذات الظروف التي تشاركنا بها منتخبات السعودية والبحرين والكويت مثلاً حيث غيرت هذه البلدان اسماء المدراء الفنيين لديها ولكنها لم تلغ الملاك بالكامل واستمر العمل بعد دورة خليجي 22 بصورة طبيعية لحين وصول المدرب الجديد الذي لن تعجزه الامور الادارية او التنقل لأجل كسب الوقت وضمان تشكيلة مناسبة من اللاعبين يتم تداولها سريعاً من مباريات ودية مؤمنة وجهاز فني اوصله الى منتصف الطريق ليأتي المدرب الجديد ويكمل المسيرة.
لو تتبعنا كل ذلك لعرفنا الفرق بين ما يحصل معنا كل مرة وما يحصل هناك خلف الحدود، ونعتقد ان ما وصلنا اليه الى اليوم بعد الانتهاء من مشكلة التسمية للمدربين واختيار اللاعبين هو ان نشرع بالعمل بعدد الساعات وليس الأيام وعلى الاتحاد ان يقلص من حجم العقبات المحتملة التي قد تواجهنا بعد أول وحدة تدريبية ويسابق الزمن في التحضير للأمور المرافقة للاعداد المكثف بسرعة وحزم.
إعداد بحساب الساعات
[post-views]
نشر في: 15 ديسمبر, 2014: 09:01 م