أرجوك أن تبتسم ولو للحظات برغم المآسي والأحزان، شاغلة الفرنسيين في الماضي والحاضر برجيت باردو طالبت حكومات بلدان مثل بولندا والمجر واستراليا، بحظر نتف ريش الأوز والبط وهي حية، بعدما شاهدت تقريراً يظهر وقوع هذه العمليات في مزارع هذه البلدان. هل تريد ان تواصل الاستمتاع بالاخبار العجيبة والغريبة؟، اذاً اقرأ: لاجئ إيراني يحتجز عددا من الرهائن في مقهى بسيدني.. لا تعتقدوا ان الرجل يحتج على سياسة الاستيطان الاسرائيلي، لا يذهب بكم الخيال بعيدا، فمطالبه بسيطة جدا يريد ان يرفع علم داعش على المقهى.. قبل ايام تابعنا حكاية المرأة الإماراتية المنقبة التي ذبحت مدرسة أميركية في حمامات مركز تجاري في أبوظبي، وحاولت بعد تفجير منزل وافد أميركي في العاصمة الإماراتية.. ما هي هموم هذه"المناضلة"لا شيء سوى انها استلهمت افكارها من خطب شيوخ الفضائيات.. وارجوك لا تسأل ماذا ستقول الممثلة الفرنسية وهي ترى جنود داعش تنتف ريش"الاوادم"وتصلبهم في الساحات بحجة مخالفة الشرع والدين.
اما إذا كنت من الذين يتابعون أخبار هذه البلاد العجيبة، فعليك ان تطمئن فلا تزال هذه البلاد تحصد المراكز الأولى في عدد القتلى كل ساعة وكل يوم، وكل اسبوع وكل شهر.. ولا تزال طائرة فخامة نائب رئيس الجمهورية تشغل مواقع التواصل الاجتماعي، اكثر من مصير 1500 ايزيدي ينتظرون الفرج في جبال سنجار.
هل هناك ما هو مفرح، لايا سيدي بل هناك ما يجعلك تبتسم قليلا.. فقد نقلت الينا الانباء أن بعض المحسوبين على الاحزاب الدينية ساءهم ان يجدوا في مدينتهم"المحافظة"الناصرية، امرأة تخالف قوانين هذه المدينة"المقدسة" فخيروها بين مغادرة الناصرية أو تغلق هذا الباب و"تستريح"بان ترتدي الحجاب، وستبتسم اكثر حين تعرف ان السيدة هي الناشطة المدنية هيفاء الأمين التي حصلت على اكثر من 12000 صوت في الانتخابات البرلمانية السابقة، لكنها لم تستطع الدخول الى البرلمان لأنه محجوز"للناشطة"عالية نصيف التي جلست على كرسي النيابة بـ 3000 صوت لا غير.
ستقولون لماذا تجعل من الحبة قبة، فما جرى هو مجرد خلاف بين احزاب تريد تطبيق الشريعة على اصولها، وبين امرأة ترى ان حجاب المرأة في سلوكها ومعاملتها للآخرين، ولكن الحقيقة يا سادة تقول إننا نعيش وسط عقليات ظلامية تسعد وتفرح في مطاردة الآخرين.. لا يهم مَن قتل الايزيديين في بغداد، ولا يهم من كان يصر على محاصرة المسيحيين، واجبارهم على ترك بيوتهم.. ولا يهم من يصر على فرض الحجاب في المدارس والجامعات كلها كانت أوامر وقرارات اتخذت بمعرفة وتخطيط من أوامر الطوائف، لأننا عشنا ونعيش في ظل مشاعر من الكراهية تضخمت عند الكثير من الساسة، قابلتها هواجس من الخوف جعلت المواطن البسيط يرضخ لتهديد ميليشيات تختفي تحت جلــد الأحزاب السياسية.
مضحك أن يتصور البعض أنهم يملكون ماء السماء الطهور ليمسحوا به نجاسة المجتمع، ومثير للسخرية أن تستخدم هذه الشعارات للتغطية على نهب أموال الدولة وانتشار المحسوبية والرشوة.
ومثير للسخرية أن نعيد على أسماع الناس خطب طلفاح، ووصايا"القائد الضرورة"التي استخدمت، لصناعة الدكتاتوريات والخراب.
لا فرق بين ماجرى في مقهى سيدني وهؤلاء الذين يطاردون هيفاء الامين لأن جميعهم يريدون تحوّيَل البلدان إلى سجن معتم، وكهف من مغارات القرون الوسطى، وإذا ظهر المتطرفون اختفت الحرية وظهر الرعب والخوف والدمار.
مثير للسخرية أن يبحث مسؤولو أحزابنا الدينية عن عراق يعيش أبناؤه متجهمي الوجوه، نادبين حظهم، يهربون من ملاذات الدنيا طلبا لنعيم الآخرة، فيما يتنعم السادة"المتدينين" وأقاربهم والمقربون منهم والمتزلفون لهم بكل نعم الحياة، حتما سنصرخ جميعا وبصوت واحد لنقول لهم إن مثل تلك البلاد لم تعد تعيش في ضمائر العراقيين، فقد انتهى زمن طلفاح ووصايا"القائد المؤمن".
حكاية هيفاء الأمين من سدني إلى الناصرية
[post-views]
نشر في: 15 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 2
رمزي الحيدر
لا تنتظر خيراً من شعب سلم أموره الى الطائفية والعشائرية و من لَبْس لباس الدين ، أوصلونا الى أعمق نقطة من الرذالة والفساد والخراب !!. أنه مجتمع متهدم .
داخل السومري
لقد ضاق صدري وجزعت نفسي لما ارى شعبي ينكل به ازلام الاستعمار الامريكي ويدوسوا على كرامة شعب وادي الرافدين في كل خطوة يخطوها.اليست داعش هي صناعة امريكية وهابية،الم يقتل هؤلاء ابناءنا ونساؤنا ورجالنا بالالاف بتفجيرات ارهابيهم الممسوخين.الم تكن السعودية الوه