تلوح في الأفق العالمي حرب جديدة مختلفة عن تلك التي يخوضها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية( داعش) هي حرب الطاقة ،والصراع المحتدم على مد أنابيب نقل الغاز من دول منتجة له الى دول مستهلكة الذي يتصاعد مع إعلان الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته الأخ
تلوح في الأفق العالمي حرب جديدة مختلفة عن تلك التي يخوضها التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية( داعش) هي حرب الطاقة ،والصراع المحتدم على مد أنابيب نقل الغاز من دول منتجة له الى دول مستهلكة الذي يتصاعد مع إعلان الرئيس الروسي بوتين خلال زيارته الأخيرة الى انقره تغيير مجرى انبوب " ساوث ستريم" ليمر بتركيا بدلا من بلغاريا التي اتهمها بأنها دولة فاقدة السيادة لقيامها بايقاف مشروع تمديده في أراضيها استجابة لضغوط أميركية وأوروبية ،وترى فيه المفوضية الأوروبية محاولة من سيد الكرملين لاستخدامه لفرض مزيد من الضغوط عليها، و التحكم و للتأثير على سياسات أوروبا الإقليمية و الدولية ،عبر تحويل إمدادات الغاز الروسي الى دولها كسلاح خاصة وانها تستورد ما يصل الى اكثر من 40% منه لتغطية احتياجاتها السنوية.ولكنها أكدت في الوقت نفسه بأنها ليست ضد المشروع بالمطلق و في حال التزمت موسكو في عملية تنفيذه بالمعايير الأوروبية بحيث لا تحتكره فقط لنقل غازها ،وانما جعل استخدامه متاحا امام الدول الاخرى المنتجة لإيصال غازها الى الاسواق الأوروبية فأنها ستدعمه وتسهل تشييده.
خط غاز إسرائيل
ومن جانبها تضغط قبرص و اليونان ،وفق موقع" والا" الإخباري الإسرائيلي على الاتحاد الأوروبي لتمويل خط انابيب غاز من حقول الغاز الإسرائيلية الى أوروبا عبر قبرص،وكان وزيرا الطاقة في الدولتين العضوتين في الاتحاد سلمتا مفوض شؤون الطاقة الأوروبي الأسبوع الماضي طلبا لتمويل مشروع في إطاره مد أنبوب لنقل الغاز الطبيعي من إسرائيل الى ايطاليا.
ويبدأ هذا الأنبوب من إسرائيل ،ويصل الى قبرص و اليونان ،ومن هناك الى ايطاليا ،ومنها الى باقي دول اوروبا،ووفقا للخطط الموضوعة، فأن الانبوب سينقل ايضا في طريقه الغاز من حقول الغاز البحرية القبرصية الكبيرة.وترى الدول الثلاث المعنية : اسرائيل و قبرص و اليونان ان هذا الخط سيوفر لها فرصة تصدير غازها بسرعة الى قلب اوروبا ،و تنويع مصادره وعدم حصرها بروسيا .
وطلبت اثينا و نيقوسيا من بروكسل بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام اليونانية و القبرصية توفير تمويل للمشروع بقيمة 5 مليارات يورو.وقال وزير الطاقة الاسرائيلي سيلفان شالوم" ان الانبوب سيتيح لاوروبا الحصول على مصدر اضافي للغاز بثمن اقل ،وتقليص مخاطر وقف تدفقه من مصادر اخرى".ووفقا لما نقلته جريدة " Gyprus Mail" عن مصدر حكومي فأن " ابوب الغاز الاسرائيلي ليس وحده المطروح على الطاولة ،بل يجري البحث في أنبوب اخر لنقل الغاز من مياه قبرص الإقليمية الى منشآت تسييل الغاز المصرية"،وقالت " ان اجتماعا ثلاثيا عقده وزراء الطاقة القبرصي و اليوناني والمصري للبحث في هذا المشروع الذي ستكون عوائده المالية اكبر ،فضلا عن انه سيمكن مصر من تشغيل منشآتها الغازية ".
ولا تخفي تركيا مخاوفها من هذا المشروع لاسيما و انها العدو الاكبر لقبرص حسب تعبير موقع ( والا) ،وقال " ان قبرص و اليونان وايطاليا هي الدول الأكثر اقترابا من مصر في الاتحاد الأوروبي وهي تعمل داخله لتأييد مصر و دعمها في خصومتها مع تركيا الاردوغانية".ويرى مراقبون ” ان تبني هذا المشروع و تنفيذه سيعمق العزلة الاقليمية لتركيا".