لا يميز الناظر لوجه "زينب"جنسها الا بعد حديثه معها، فقد حلقت شعرها بطريقة أشبه بحلاقة الذكور، اضافة لثيابها الذكورية بامتياز، وعن ذلك تتحدث لا اذكر بأن شعري كان طويلاً، فقد وعيت على الحياة وشعري بطوله الحالي".. وعما اذا كانت تعرف اسمها الثلاثي ردت مب
لا يميز الناظر لوجه "زينب"جنسها الا بعد حديثه معها، فقد حلقت شعرها بطريقة أشبه بحلاقة الذكور، اضافة لثيابها الذكورية بامتياز، وعن ذلك تتحدث لا اذكر بأن شعري كان طويلاً، فقد وعيت على الحياة وشعري بطوله الحالي".. وعما اذا كانت تعرف اسمها الثلاثي ردت مبتسمة: انا اعرف بأن اسمي زينب فقط، آتي الى هذا المكان ظهراً، واطلب مساعدة"أهل الرحم"، ومن ثم أعود ليلاً الى منزلي.
أثر وحاجة
الأثر الموجود على بطن زينب يُظهر بوضوح إصابتها بالتهاب ما بعد الحرق في المنطقة المذكورة، وهذا يشير كذلك وبما لايقبل الشك الى عدم حصولها على الرعاية الطبية الكافية التي تمكنها من التماثل للشفاء.
تقول زينب"لا اذكر إصابتي بهذا الحرق، حيث أخبرتني أمي بأنني أصبت به في سن صغيرة جداً."
وأضافت"عندما بدأت بالنزول الى الشارع للتسول، طلبت مني والدتي أن اكشف عن بطني في كل مرة اطلب فيها مساعدة الآخرين، لأنني سأثيرعطفهم واجذب انتباههم حتماً."
وتابعت"أذكر مرة، انني تقدمت نحو سيدة كانت مارة في الشارع الذي كنت اقف فيه، هرولت نحوها طلباً للمساعدة، فبكت من فورها على منظري، لم افهم سبب بكائها في الحقيقة، أعطتني حينها عشرة الاف دينار، اما الغريب في القصة فقد طلبت مني وهي تهم بمسح دموعها، ان لا اظهر بطني للمارة مرة اخرى، وقد وعدتها بذلك."
وأردفت"أخبرت أمي بأمر هذه السيدة، ووعدي لها فردت عليّ: خل تولي معليچ بيهه."
المكان المناسب
اعتادت زينب التسول في منطقة تكثر فيها المحال التجارية والعيادات الطبية، حيث ترافقها والدتها التي تجلس على الرصيف لاستعطاء أصحاب المركبات، بينما تستمر هي بجولتها المكوكية على العيادات الطبية القريبة، وعن ذلك تقول "كلما دخلت عيادة طبية، فإنني أقابل الكثير من المرضى وذويهم ممن يسارعون لإعطائي بعض المال، لكن غالباً ما تقوم السكرتيرات بطردي قبل دخولي."
وأضافت"كل أصحاب المحال التجارية هنا تقريباً يعرفونني، وبعضهم يقوم بمساعدتي باستمرار."
وعما اذا تلقت هي ووالدتها أية مساعدة من جهة حكومية او منظمة مجتمع مدني تقول:
"لا زلت اذكر تلك السيدة التي قامت بزيارتنا في المنزل، وقالت حينها انها تنتمي لجهة حكومية لا اذكرها بالضبط، لكنهــــــــــــــا تريد مســـــــــــــــاعدتنا، وقامت بتسجيل اسمائنا انا ووالدتي، لكنها غادرت ولم تعد مرة اخرى."
وجبة يومية
تصف زينب طبيعة الوجبات التي تتناولها بقولها "أتناول نفس الوجبة وبشكل يومي تقريبا وهي عبارة عن لفة فلافل يزودني بها العم ابو تحسين – ابو الفلافل- مجاناَ , وهي تمثل بالنسبة لي وجبة الغداء. اما العشاء فغالباً ما أنام قبل وصولي الى المنزل لتناوله.
وتضيف"سألت والدتي في احدى المرات عن فائدة الذهاب الى المدرسة، لم تجبني، وبعد الحاح مني أجابت بأن لا فائدة منها.. ترى، هل كانت والدتي صادقة معي؟"