عبدالله السكوتي اتفق ان تصادق اثنان من الجرذان ولكن فرقت بينهما الظروف والايام ، اندفع احدهم باتجاه الغرب وآخر باتجاه الشرق ، وصادف ان التقيا بعد فترة من الزمن ، فكان جرذ الغرب متورد الوجنتين منتفخ الاوداج والبطن وكبير الرأس بينما بقي جرذ الشرق على حاله ان لم نقل نزل وزنه اكثر فاكثر ضعيفا متهالكا ، فسأل جرذ الغرب صاحبه جرذ الشرق مالك هكذا مشرف على الهلاك ؟
فقال: انا اعيش بمحل لحلاق ولذا لا اجد ما اقتات عليه سوى (سير موس الحلاقة الحس جلدته عدة مرات) وانت ياصاحبي ماالذي غير احوالك هكذا ، فاجابه جرذ الغرب: انا احيا داخل محل لبيع(الكرزات) وانا وسط الجوز واللوز والفستق اتأتي معي ، اجابه صديقنا بالايجاب وذهبا سويا الى (محل الكرزات) دخلا (المحل) واخذا يأكلان مما طاب وغلا فصادف ان عاد صاحب المحل ليتفقد حاجة قد نسيها ، عثر عليهما متلبسين واقسم ان يعذبهما سوء العذاب فقام بغلي ابريق من الماء واخذ يصبه على رأس جرذ الشرق وهو يعاتب صاحبه بالقول لماذا فعلت هذابي ؟ فقال له جرذ الغرب (ولك اللي يفكر ياكل هيج اكل لايستبعد هيجي موته). نعم لقد صدق الجرذ من يأكل هذا الاكل ويستأثر بكنوز البلاد يجب ان يحسب انه سيحاسب على كل قرش ان لم يكن اليوم فغدا لان اموال العراق طالما ازهقت بطون آكليها والزمت الناس الحجة عليهم وقد رأينا ماتحقق من امر النظام السابق، ان الذي يأكل الاموال ويسرق قوت المساكين ويتسابق على الاستحواذ على ثرواتهم ، سيدفع ثمن ما اقترفت يداه. لا ادري لماذا يراودني احمد فؤاد نجم ألأنه شاعر البسطاء فيطلع لي وجها لوجه يذكرني بالعامل والفلاح والناس الذين حرموا من كل شيء وهم يعالجون سكرات الجوع والفاقة والحرمان ، في حين ان الجرذان اصبحت كبيرة وانتفخت على اساس هم وجوع السواد الاعظم من الشعب : انا رحت القلعة وشفت ياسين حواليه العسكر والزنازين ××× اسمعي يبلادي خلاصة القول وبقلك اهو وانا قد القول مش ممكن كده حيحول الحول على كده والناس يفضلو ساكتين انا رحت القلعة وشفت ياسين نعم هذا حال ياسين في ديمقراطية النخب وحكومة الشعب اخذت المركز المئة او الالف، ديمقراطية اتخمت النخبة وتركت عامة الناس لمصيرهم الذي يلاقوه تحت وقع المفخخات والمساءلة العشوائية ، لان ماموجود حاليا مختلط ولحين تستطيع ان تثبت انك ارنب وذلك امر عسير (جلدك رايح للدباغ) لقد هبط الجيد الى حدوده الدنيا وتسيد الرديء لما لاقى من ظرف عيش سهل ويسير ودنيا مبتسمة لايرتاد التجمعات ولايخشى المفخخات في حين اكل اللقمة الهنية بلا نصب ولاجهد ، ترك ياسين للجوع رهين السجون والمعتقلات والقلاع التي تأكل شبابه وتعطي ثمار روحه للنار التي تلتهم وقته حتى يصحو على فراغ في فراغ ، بينما الذي يأكل المكسرات الجيدة والاطعمة الفاخرة منتفخ الاوداج والبطن يستبعد ميتة السوء.
( الياكل هيج اكل لايستبعد هيج موته)
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 05:32 م