قال ناطق باسم البيت الأبيض أنه لا يستبعد إمكانية زيارة الرئيس باراك أوباما إلى كوبا بعد استعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وإن كان أوباما ليست لديه خطط ملموسة لمثل هذه الزيارة.
وقال الناطق جوش أرنست للصحافيين: "ليس هناك أي شيء مقرر حتى
قال ناطق باسم البيت الأبيض أنه لا يستبعد إمكانية زيارة الرئيس باراك أوباما إلى كوبا بعد استعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين وإن كان أوباما ليست لديه خطط ملموسة لمثل هذه الزيارة.
وقال الناطق جوش أرنست للصحافيين: "ليس هناك أي شيء مقرر حتى الآن (..) لكني لا أستبعد زيارة رئاسية" لكوبا، مضيفاً: "إذا لاحت فرصة للرئيس للقيام بالزيارة فأنا متأكد أنه لن يرفضها".
وسلّم أرنست بأن الرئيس التالي للولايات المتحدة يمكن أن يتراجع عن سياسات أوباما الجديدة بشأن كوبا ، لكنه قال إن البيت الأبيض يأمل أن يتخذ الكونغرس خطوات ليرفع الحظر الأميركي تماماً قبل ترك أوباما لمنصبه. وكانت الولايات المتحدة وكوبا قد أعلنتا قبل يومين عن استئناف العلاقات بينهما بعد جمود استمر خمسة عقود، ونفذ الجانبان في هذا الإطار عملية تبادل للسجناء فيما أفرجت كوبا عن معتقلين سياسيين.
فقبيل خطابين للرئيسين باراك أوباما وراوول كاسترو أعلنا فيهما بدء عملية تطبيع العلاقات، أعلنت الولايات المتحدة أن كوبا أفرجت عن عامل المساعدة الأميركي آلان غروس الذي كان معتقلاً في كوبا منذ خمس سنوات، وذلك لأسباب إنسانية وبطلب من واشنطن.
وأفرج عن غروس الذي اتهم بالتجسس في كوبا مقابل إطلاق سراح ثلاثة كوبيين أوقفوا في 1998 في الولايات المتحدة وحكم عليهم بالسجن بتهمة التجسس في 2001. وجاء الإعلان عن الإفراج عن الثلاثة على لسان الرئيس الكوبي الذي قال إنهم عادوا إلى كوبا الأربعاء بعدما قضوا 16 عاماً في السجون الأميركية في إطار اتفاق لتبادل السجناء أطلقت كوبا بموجبه غروس.وينتمي الثلاثة إلى مجموعة تعرف بـ"الكوبيون الخمسة" الذين اعتقلوا في فلوريدا وأدينوا بالتآمر عام 2001 بعد أن أرسلتهم كوبا كجواسيس. ولا يزال الاثنان الآخران يكملان عقوبتيهما.
وبموازاة ذلك، وافقت كوبا أيضاً على الإفراج عن 53 سجيناً سياسياً في سياق التقارب التاريخي مع الولايات المتحدة، وفق مسؤول أميركي.
وقال المسؤول إن "الحكومة الكوبية وافقت على الإفراج عن 53 سجينا نعتبرهم سجناء سياسيين ونحن نرحب كثيرا بهذا الإفراج"، موضحاً أنه تم الإفراج عن بعضهم "ونتوقع ان تتواصل عملية الإفراج".
وأفرجت كوبا كذلك عن رجل كوبي عمل كمصدر استخباراتي أميركي وكان محتجزاً في كوبا منذ قرابة 20 عاماً بتهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة.
ووصف براين هايل، مدير الشؤون العامة في مكتب مدير الاستخبارات القومية الأميركية، الإفراج عن الرجل الذي وصفه أوباما مرة بأنه "واحد من أهم عملاء الاستخبارات الأميركية في كوبا"، بأنه "ختام لفصل الحرب الباردة في العلاقات الأميركية الكوبية".
وقال أوباما وهايل إن الرجل قدم معلومات سمحت للولايات المتحدة باعتقال العملاء الكوبيين بينهم الذين أفرج عنهم اليوم.
من جانب آخر كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن كواليس ما جرى في الأشهر الماضية، قبل استعادة العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة في خطوة مفاجئة أنهت عقودا من الخصومة التاريخية بين البلدين. وقالت الصحيفة إن الدبلوماسية السرية التي أنهت خمسين عاما من العداء استغرقت عاما ونصف العام، وبدأت بمبادرة أمريكية لكوبا وسلسلة من تسعة اجتماعات في كندا بدأت في يونيو/حزيران 2013، حسبما قال كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية. وشملت العملية تدخلا غير معتاد من البابا فرانسيس الذي فتح الفاتيكان للمساعدة في التوصل إلى اتفاق وكتب خطابات شخصية إلى الرئيسين الأمريكي باراك أوباما والكوبي راؤول كاسترو يدعو فيها إلى تبادل السجناء واستئناف العلاقات الدبلوماسية. وتوقفت المحادثات لفترة بسبب تعريف من كان جاسوسا، لكن الأمر انتهى مع قيام ثلاث طائرات بنقل السجناء المطلق سراحهم بين البلدين. وأجريت المفاوضات عبر القنوات الخلفية ليس من قبل دبلوماسيين محترفين، ولكن من قبل اثنين من مستشاري الأمن القومي لأوباما، وأوضحوا للكوبيين أن الانفتاح يأتي بشكل مباشر من البيت الأبيض. وعلى مدار التفاوض، استخدم مسؤولو الإدارة الأمريكية بدءا من وزير الخارجية جون كيري كل فرصة، ليؤكدوا أن مستقبل العلاقات الأمريكية الكوبية يتداخل مع مستقبل المقاول الأمريكي آلان جروس، الذي كان محتجزا لدى هافانا. وخلال أربع محادثات أجراها كيري خلال الصيف الماضي مع نظيره الكوبي بورنو رودريجيز باريا، قال الوزير الأمريكي "إن العلاقات بين البلدين لن تتحسن أبدا أبدا طالما ظل جروس في السجون الكوبية، حسبما كشف مسؤول رفيع المستوى بالخارجية الأمريكية، رفض الكشف عن هويته". وقالت واشنطن بوست إن إعلان أمس الأربعاء بتحرك الولايات المتحدة وكوبا نحو تطبيع العلاقات بينهما كان تغيرا في السياسة طالما تعهد أوباما بإجرائه. ورغم أن الرئيس كان قد سهل على الأمريكيين من أصل كوبي إرسال مبالغ من المال إلى أقاربهم في الجزيرة، وأيضا سهل عليهم زيارتها، فإن التداعيات المحتملة لهذا التغير الجذري كانت شاقة جدا في فترة ولايته الأولى. إلا أن أوباما اعتقد أن القطيعة المستمرة والدائمة لا يمكن الدفاع عنها.. وخلال قمة الأمريكتين في عام 2012ـ تلقى شكاوى من زعماء أمريكا اللاتينية مما رأوه هاجسا أمريكيا إزاء كوبا. ومع بداية عام 2013، عندما بدأت فترة الولاية الثانية للرئيس الأمريكي، وفوض ببدء محادثات استكشافية مع كوبا. وقررت حكومتا الجانبين التخلي عن القنوات الدبلوماسية التقليدية وجعل المحادثات على مستوى الإدارة الرئاسية. واختار البيت الأبيض نائب مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض بنجامين رودس، وهو مساعد لأوباما يحظى بثقته، وريكاردو زونيجا، مدير مجلس الأمن القومي لأمريكا اللاتينية والذي خدم سابقا في قسم رعاية المصالح الأمريكية في هافانا، واختارت كوبا مساعدين مشابهين. وأكد مسؤول أمريكي أنه كان من المهم أن يكون المشاركون يتحدثون باسم رئيسي البلدين. وأضاف المسؤولون أنه تم فريق كل جانب كان صغيرا، لأنهم لم يريدوا أن تعقد محاولات إطلاق سراح آلان جروس. وكانت المحادثات المباشرة الأولى في أوتاوا في يونيو 2013، حيث تتمتع كندا بعلاقات صداقة دبلوماسية مع كوبا، وعلى مدار الثمانية عشر شهرا التالية، عقد الفريقان اجتماعاتهما في العاصمة الكندية. وفي مارس/آذار الماضي، زار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بابا الفاتيكان وتحولت محادثاتهما إلى كوبا، وعرض فرانسيس، وهو أول بابا للكنيسة الكاثوليكية من أمريكا اللاتينية، المساعدة في حل الصعوبات بين البلدين وأرسل خطابات لكل من أوباما وكاسترو في ما بعد.