الدستور العراقي يلزم السياسيين والمسؤولين بمبدأ التداول السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع ، وطبقا للقواعد الديمقراطية لا يجوز لرئيس الجمهورية او الحكومة التشبث بمنصبه مدى الحياة او نقله الى احد ابنائه ، والمنطقة العربية شهدت منح مناصب الآباء للأبناء فأصبح الأخير وريثا لأبيه بدعم وتأييد من الحزب الحاكم ، وبرقيات تجديد البيعة من شيوخ العشائر ورجال الأعمال .
يقول المطلعون على خفايا المنطقة الخضراء المحصنة ، ان رئيس الحكومة السابق نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية في الوقت الحاضر ، لم يسلم لخلفه العبادي مكتبه وملحقاته الاخرى وحتى منزله ، ورئيس مجلس النواب السابق اسامة النجيفي ، وهو الآخر يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية ، مازال محتفظا بمكتبه ومنزله ، فيما شغل رئيس مجلس النواب الحالي منزلا صغيرا منتظرا رحمه الله ليتحول الى مقر سلفه ، اما نائب رئيس الجمهورية السابق خضير الخزاعي القيادي في حزب الدعوة تنظيم العراق المنضوي ضمن ائتلاف دولة القانون ، فهو لا يختلف عن المالكي والنجيفي،ولا يقل عنهما شانأ ومكانة ودورا في دفع العملية السياسية نحو الامام ، وتوطيد الديمقراطية في العراق لتكون مثالا وتجربة "فريدة وحبابة وبنت حلال " ونموذجا متميزا لشعوب المنطقة الخاضعة لانظمة ديكتاتورية ، يحكمها اصحاب السيادة والجلالة وديناصورات حافظت على سلالتها من الانقراض بدعم خارجي ، وبناء قواعد عسكرية اميركية وبريطانية بجوار القصر الجمهوري والبلاط الملكي .
رفض المالكي والنجيفي والخزاعي اخلاء مقراتهم فضلا عن اخرين من مسؤولين وسياسيين فشلوا في الانتخابات التشريعية ، يعطي مؤشرا خطيرا على انتهاك الدستور، وضرب مبدأ التداول السلمي للسلطة في العراق عرض الحائط ،واذا كان المسؤول العراقي يرغب في الحصول على السرقفلية ، فله الحق في الحصول على مبالع مالية من الدولة ، تقديرا لخدماته الوطنية ، ومع تقديم ثمن السرقفلية بالعملة الصعبة ، يجب ان يحصل على وسام رفيع المستوى وامتيازات تبدأ من جوازات السفر الدبلوماسية ، والسيارات المدرعة ، وعناصر حماية وتنتهي بتوفير خدامة وطباخة لام الجهال ، لتتفرغ الزوجة لرعاية المسؤول ابو السرقفلية ، لكي يرسم ويضع خريطة وبرنامج المرحلة المقبلة ، لخدمة الشعب وتحقيق التنمية .
المطلعون على التفاصيل الشخصية لبعض المسؤولين والسياسيين يشيرون الى اقامة رؤساء كتل نيابية ، ووزراء في الحكومة السابقة ، في منازل تعود لقياديين في حزب البعث المحظور، طبقا للدستور العراقي ، منحهم قرار مصادرة ممتلكات وعقارات رموز النظام السابق حق الاقامة من دون دفع السرقفلية ، فحصلوا على امتياز ، من المستبعد في الوقت الحاضر فقدانه الا بتشريع قانون جديد يلغي القرار السابق.
الرئيس الاميركي الحالي باراك واوباما بعد انتهاء ولايته ، سيستقبل خلفه الجديد مع السيدة الاولى في البيت الابيض ، ثم يغادر المقر الرئاسي الى منزله ، واعتاد الاعلام الاميركي نقل المشهد مباشرة عبر الفضائيات ، وسط حضور جمهور كبير ، لاعطاء صورة ناصعة للديمقراطية الاميركية ، ولكنها بالنسخة العراقية "سودة مصخمة" وبسرقفلية .
سرقفلية ديمقراطية
[post-views]
نشر في: 19 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ابو اثير
ليش ألأستحواذ على فلل وبيوت وقصور مقتصر على أملاك الدولة ؟؟؟ الجواب لا .. فمعظم القصور الواقعة في المنطقة الخضراء تعود الى مواطنين عراقيين أستحوذ عليها المسؤولين بدافع الوضع الأمني والجماعة ياسيدي متعودين على العيش برفاهية وبذخ وفخفخة مثلما كانوا يعيشون ف