TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > إيران.. والخروج من عنق التأريخ

إيران.. والخروج من عنق التأريخ

نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 05:47 م

محمد مزيد العرض الإيراني الجديد الذي قدمته للامم المتحدة الخاص بملفها النووي، قوبل بالتحفظ من قبل واشنطن، والرفض من قبل بعض الدول الغربية، ومضمون العرض ان ايران اقتنعت اخيرا بأن تسمح بمبادلة 1200 كيلو غرام من اليورانيوم المخصب مقابل قضبان الوقود النووي.
لانريد هنا، الخوض في تفاصيل وتداعيات هذا الملف الشائك، الذي نرى ان طهران، قد اجادت اللعب بالوقت فيه الى الحد الذي اخذ العالم يتململ وبدأ يختلق او يفكر باختلاق بدائل في معالجة القضية، ربما ستكون هذه المرة حاسمة وذات تكاليف عالية. ففي الوقت الذي تتباحث فيه واشنطن مع موسكو لاستبدال الاتفاقية ستارت 1 الخاصة بخفض الترسانة النووية لدى البلدين وقد قطعت تلك المباحثات اشواطا مهمة من المرجح انها ستسفر قريبا عن اعلان الموعد بتوقيع الاتفاقية الجديدة، نجد العالم يصعّد من منسوب ضغطه على ايران للقبول بمقترحات اممية سبق ان قدمت لطهران في سبيل انهاء ازمة هذا الملف. تصعيد الضغط الدولي ضد طهران يقابله في الجهة الأخرى، سواء في الكواليس او على السطح، دعوات إسرائيلية، جاءت على لسان مسؤولين كبار، الى ضرورة ضرب ايران، وسعي إسرائيلي واضح، في القنوات الدبلوماسية او القنوات الاخرى لمناشدة اميركا ان تسمح لها بالقيام بتلك الضربة كي تنجح في انهاء الازمة برمتها. نعتقد ان التصعيد بالضرب من قبل إسرائيل، والوعيد الذي تطلقه ايران بين حين واخر في مقابل ضربها بأن ترد بشكل تصفه على الدوام بالمؤذي، وانه سيسحق إسرائيل، نقول، ان هذا التصعيد، لا يؤدي الا الى نتيجة واحدة.. وهي الكارثة. والكارثة هنا، لا تشمل البلد الذي ضرب، ولا البلد الضارب، بل ستعم المحيط الاقليمي كله، ما يعني ان الشرق الاوسط سيكون على قرن ثور، او على حافة برميل بارود قابل لان ينفجر وقد يحرق كل شيء. لذلك فإن المحللين والمراقبين وجهات دولية عديدة يرون ان على ايران الا تنساق الى خطاب "الجعجعة" التي سبق لصدام الخوض فيها حينما زعم انه سيحرر الفلسطينيين باطلاق صواريخ تحمل الكيمياوي المزدوج وانه سيحرق نصف إسرائيل، ورأينا كيف كانت النتيجة، ان نصف العراق احترق بالحصارات المدمرة والعقوبات شديدة الوطأة التي مازال الشعب الى يومنا هذا يئن منها. ان المشكلات التي تعصف بالجارة ايران لاتؤهلها لخوض اللعبة النووية الى آخر المشوار من دون اللجوء الى مساعدة دول كبرى كروسيا والصين لايجاد الحلول المناسبة لها من دون ان يستمر التصعيد الى مستوى الكارثة.. ويكفي ان نلقي نظرة سريعة الى الغليان الشعبي والمظاهرات التي تؤجج بين وقت واخر بقيادة المعارضة، بسبب إعادة الرئيس الإيراني احمدي نجاد لدورة رئاسية ثانية وما سببه ذلك من امتعاض شعبي عارم، يؤشر الى اي مدى يمكن لهذه الدولة ان تصمد امام حزم العقوبات التي يصدرها مجلس الامن الدولي ضد ايران بسبب مماطلتها بالوقت وعدم قبولها المقترحات الأممية الأخيرة التي يرى المراقبون انها ستحفظ ماء وجه ايران قبل ان يتبدد كل شيء في لحظة واحدة خارجة من عنق التاريخ.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram