منذ البارحة ، وانا ابحث عن وصف دقيق يشفي القلب ويليق بنوع من البشر يحزنهم الفرح ويغيظهم انتصار الخير على الشر، فلم أجد.
حتى العلامات التي تميز وجوه هؤلاء، من الصفرة التي تعلوها إلى رائحة الكره التي تفوح منها، يصعب علي أيضا حصرها في كلمات. خذوا اندحار الدواعش في سنجار أمام تقدم قوات البيشمركة. أتصدقون بان هناك من يدعي العداء لداعش انزعج، من اندحارهم وصار يتكلم مثل "صون الغايرة" كما يقول أهل العمارة؟
أول البارحة استضافت قناة "العربية" محللا سياسيا عراقيا يحمل صفة مدير برنامج للأمن والدفاع في مركز للأبحاث ببلد خليجي. عندما سألته المذيعة عن تفسيره لاندحار الدواعش عند جبل سنجار ومن ثم هروبهم من سنجار كلها، أجابها بان السبب يعود الى أن الأكراد قد استحوذوا على سلاح أربع فرق عراقية بالكامل! قالت له المذيعة : لكن المعروف ان داعش هي من سيطرت على سلاح الفرق الأربع والأكراد اكدوا أنهم يوم سقوط سنجار لم تكن لديهم أسلحة ثقيلة كافية ما دفع دولا كثيرة لمدّهم بالسلاح. رد متقمصا رداء البرود ليخفي عدم ارتياحه بانه لا يرى مبررا ولا حاجة لاستعمال السلاح الثقيل ضد داعش، وكأنهم"خطية" لأنهم قد هدّوا علينا بطرك التواثي. ليت المذيعة سألته عن رأيه إذن في استخدام طائرات التحالف الدولي وكذلك سلاح الجو العراقي في محاربة الإرهاب وان كان يراه مبررا ام لا. ولأني لا أظنه ساذجا لهذا الحد ليضحك على نفسه قبل ان يضحك علينا، فلا بد من أن هناك شيئا دفينا جعله ممتعضا من الطريقة التي انتصرت بها قوات البيشمركة. لم أجد الجواب عنده بل اكتشفته عند النائبة المخضرمة عالية نصيف التي لم تنزعج من انتصار الأكراد على الجبل فقط، بل وفقدت آخر ما تبقى عندها من صواب. غدا بإذن الله سأطكطك لكم عمودا عنها، فإلى اللقاء.
مع الحزانى من انتصار البيشمركة
[post-views]
نشر في: 21 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
خليلو...
اثلجت صدري الله الذي اغاضه هذا فانه يتكلم كاشباهه من المحللين فهم ينطلقون في تحليلاتهم من ال wishful thinking انا في شوق الى ما وعدت به في ذيل المقال