اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > كيفية تطبيق القانون الإنساني فـي بيئة الحرب الافتراضية

كيفية تطبيق القانون الإنساني فـي بيئة الحرب الافتراضية

نشر في: 21 ديسمبر, 2014: 09:01 م

بعد أن أصبح عنف الألعاب الرقمية الإلكترونية واقعا بفرض نفسه من خلال حجم الرغبة في القتل خلال الحروب، فهل من قواعد يجب تطبيقها لعلها على أقل تقدير تكون ذات جدوى في تقليل خسائر البشر. فعلى سبيل المثال دعونا نتأمل مثل هذا المشهد العنفي: أنت في عنبر مهجو

بعد أن أصبح عنف الألعاب الرقمية الإلكترونية واقعا بفرض نفسه من خلال حجم الرغبة في القتل خلال الحروب، فهل من قواعد يجب تطبيقها لعلها على أقل تقدير تكون ذات جدوى في تقليل خسائر البشر. فعلى سبيل المثال دعونا نتأمل مثل هذا المشهد العنفي: أنت في عنبر مهجور يتعرض لإطلاق نارٍ كثيف، ولأنك عضو في فريق عمليات عسكري سري للغاية، تقوم باستجواب عدو تم أسره لكنه يرفض الإدلاء بأي شيء، فتأخذ بعض شظايا الزجاج المكسور وتحشوها في فم الأسير.
هذا السيناريو الوحشي هو في الواقع سياق لعبة (كول أوف ديوتي: بلاك أوبس) "نداء الواجب": العمليات السوداء التي تصوّر عمليات سِرِّية لفريق قوات خاصة سري وخيالي بالكامل. ولكي يتم إحراز تقدم في اللعبة، يجد اللاعب نفسه مجبرا على إعطاء أمر للحاسوب أو "البلاي ستيشن" ليسدد للمعتقل لكمة في وجهه. وهذا مجرد مثال واحد يُظهرُ كيف أقحمت ألعاب الفيديو الحديثة (ألعاب تصويب منظور الشخص الأول) اللاعب في خضم سيناريو حرب افتراضية، لكنها واقعية بصريا ولا حدود لوحشيتها كما يظهرُ أن العديد من هذه الألعاب تحتوي على مشاهد تخرق قواعد الحرب الأساسية.
في وقتنا الحالي هناك ملايين الناس الذين يلعبون ألعاب الفيديو هذه كل يوم، كما تلعبها الوحدات العسكرية أيضا خلال عمليات التدريب، وقد أثار ذلك قلق البعض، والسبب هو من تأثير الألعاب على تصورات المستخدِمين بخصوص ما هو مسموح للجنود القيام به خال الحرب. وقد صرَّح فرانسوا سينيشو وهو ضابط احتياط في الجيش السويسري، يعمل الآن كضابط اتصال بين اللجنة الدولية للصليب الأحمر والقوات المسلحة: (من المستحيل ألا يتأثر الناس الذين يلعبون هذه الألعاب لساعتين يومياً بهذه التجربة. فهم يكررون التصرفات عينها. وهذا أمر يسميه الجيش (التدريب العسكري) وهكذا تغرس رد فعل معين لدى الناس .

مخالفات للقانون الدولي
لقد وجدت دراسات عديدة في السنوات الأخيرة مخالفات افتراضية لا تحصى للقانون الدولي الإنساني ،منها تدمير أملاك المدنيين، وتنفيذ هجمات مقصودة ضد المدنيين، إضافة للعديد من الأمثلة الأخرى. وتسمح ألعاب كثيرة أيضاً بإطلاق النار على الجنود المصابين العاجزين عن القتال. كما احتوت بعض الألعاب حتى على إطلاق نار على وحدات طبية تحمل شعار الصليب الأحمر، أو الهلال الأحمر، أو الكريستالة الحمراء. وتستخدم وحدات الجيش العديد من هذه الألعاب للتمرين، وحتى كوسائل لتجنيد مقاتلين. ويقول من خلال تلك الألعاب، نخاطب المقاتلين المستقبليين وصانعي القانون المستقبليين وصانعي القرار أيضا إضافة إلى الأشخاص المتواجدين في أرض المعركة المعاصرة.

ما الحروب الافتراضية؟
إن الحرب الافتراضية تعبير أو مُصطلح يشير إلى حرب تخيّلية، والإصطلاح مُتفرّع من مصطلح (الواقع الافتراضي)Virtual Reality الذي يصف تقنية يعمل خلالها الكومبيوتر على صنع (مشاهد) إلكترونية تُشبه ما يحصل واقعياً وتحكي عنه بطريقة رقمية، أي بواسطة البرامج المعلوماتية المتطوّرة.
ويتيح ذلك «التشبيه الافتراضي» Virtual Simulation صُنع برامج تستطيع أن تقلد إلكترونيا، ما يمارسه البشر من أفعال وسلوكيات وخبرات، وبصورة تُقارب ما يجري على أرض الواقع. ويُشار إلى تلك البرامج بأنها ما يصنع تقنية «المُحاكاة الافتراضية» في العالم الرقمي. وكذلك تندرج في سياق تلك البيئات الافتراضية، برامج المُحاكاة الافتراضية التي تُستخدم في التدريب على الطيران، أو الملاحة البحرية، وغيره.
في ضوء ذلك فإن «الحرب الافتراضية» ليس لها وجود مادي ملموس على أرض الواقع، لكنها تُحاكي هذا الواقع. وبذا، فإنها حرب بلا دماء كونها صراعاً بين الموجات والإلكترونيات والبرمجيات.
ويعمل «جنودها» من خلال لوحات المفاتيح وأزرار الحواسيب. وتتألف ميادين القتال فيها من الألياف الضوئية وأشباه الموصلات والفضاء الإلكتروني. وتضم ترسانة أسلحتها فيروسات الكومبيوتر والنبضات الإلكترونية وإشارات الليزر، وطلقات معلوماتية مُعدّة في شكل يمكن أن تحدث تدميراً جوهرياً في بعض مظاهر البنية الأساسية للعدو.
ولهذا، بدأت الدول المتقدمة بالتركيز على التدريب بالواقع الافتراضي، من خلال أدوات التشبيه الافتراضي (سميولايتر) Simulator المُتخصصة في صنع المُحاكاة الافتراضية للواقع. وفي حال الحرب، تتناغم مجموعة من أدوات التشبيه الافتراضي لصنع مباريات الحرب، أو بالأحرى معاركها الافتراضية، التي تُعرض على الشاشات في صورة مجسمة.

تكنولوجيا المحاكاة لاختصار الزمن
تُستَعمل تكنولوجيا المحاكاة نفسها على نطاق يزداد اتساعاً على المنظومات العسكرية، لأنها تختصر الزمن الذي تستغرقه عمليات تطوير الأسلحة ونماذجها بالطرق التقليدية. ويظهر تأثير المحاكاة بالكومبيوتر في التدريب العسكري. إذ تسعى القوات المسلحة إلى محاكاة الواقع الفعلي من خلال تدريبات ومناورات ميدانية. وباتت الواقعية التي تستطيع بها أن تتدرب افتراضياً، عنصراً أساسياً في نجاحها في القتال؛ مع ملاحظة أن المحاكاة بالكومبيوتر لا تستطيع أن تحل محل التدريب الميداني، أو أن تبدد ضباب الحرب في صورة كاملة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram