في سعيه لتأكيد جدارة بلاده في تضييف أقوى المباريات لاسيما تلك التي تستقطب النجوم الكبار وهم يشدون انتباه الملايين نحوهم من جميع أصقاع الأرض، أنجز الاتحاد القطري لكرة القدم جميع مستلزمات إنجاح مباراة كأس السوبر الإيطالية اليوم الاثنين في ملعب الســد الرياضي بعدما حشّد من أجلها ملاكات فنية وإدارية وأمنية لتكون واحدة من شهادات الاستحقاق لمنحه ملف المونديال 2022 الذي من المؤمل أن يحسم (فيفا) موعد إقامته شتاءً أم صيفاً في آذار المقبل بعدما أغلق رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر باب التشكيك بإمكانية إعادة التصويت عليه.
صراحة لا يمكن للمرء إلا أن يُثني على جهود اللجنة المنظمة لسوبر الســد التي تواصل الليل بالنهار من اجل تحقيق الغاية وهي أن سمعة المواطن من سمعة بلده تراه يخلص في واجبه ويتحلى بنكران الذات ويضاعف من طاقته خارج حدود الوقت لإنجاز مهمة تتعلق بضيافة هكذا نوع من الأنشطة المرتبطة بتحدي الإنسان مع نفسه ليثبت للعالم انه لا شيء مستحيل ليساوي الآخرين ممن سبقوه أشواطاً طوالا في تجربة التنظيم الاحترافي أو يكون أفضل منهم، وهذا ما شعرنا بـه هنا ونحن نراقب عن قرب خلية العمل الاتحادي مع بقية مؤسسات الدولة في بودقة واحدة تذوب فيها العناوين والصلاحيات والوجاهة من اجل بياض وجه الوطن أمام الغرباء فكيف وحال بعض الاتحادات العربية التي لا تأخذ انتكاساتها بعناية مركزة وتبحث عن أسباب خمولها وأسرها في أفكار بليدة لا تحقق تطوراً لافتاً لكرتها إلا بحدود مشاركة المنتخبات أو إقامة الدوريات بصورة متوالية تكاد تستنسخ نفسها كل موسم بلا إضافة أو تجديد؟!
السوبر الإيطالي رسالة لا تقتصر على الغرب وهو يواصل حملاته المستهدفة للعرب وليس قطر وحدها مفادها "أنكم لا تجيدون سوى اجترار الأقوال وبذخ الأموال"، كلا ما يحصل في الســد يشكل "مفاعل وطني" حريّ أن يكون تجربة رائدة لجميع الاتحادات والقطاعات الرسمية المعنية برعاية الرياضة والشباب حيث يبدأ الوعي من الجمهور البسيط الذي اشترى 97% من التذاكر بالتعاون مع المجمعات التجارية وانخراط الطلاب في أنشطة تطوعية لإرشاد السيارات وتسهيل انسيابية دخول المشجع وجلوسه في مقعده المحدد بموجب رقم التذكرة إلى استقبال الضيوف من كبار الشخصيات والإعلاميين لتكون الأمسية بمستوى اللقاء الكبير بين الناديين العريقين (يوفنتوس ونابولي) اللذين يتمتعان بمساندة عربية واسعة كما شاهدنا من خلال تجمع رابطتيهما بالقرب من مسرح الحدث يهتفان حباً بنجومهما ويحفزانهما على تقديم أفضل أداءً في نهائي الكأس.
كما أن سوبر الســد لا يخلو من فائدة كبيرة على صعيد التنظيم لاتحاد مشهود له بالنجاحات والإنجازات الكبيرة كان آخرها تتويجه بلقب أفضل إتحاد كروي لعام ٢٠١٤ بعد حصوله على (١١١٨) نقطة متصدراً الاستفتاء الذي نظمه الاتحاد الخليجي للإعلام الرياضي خلال دورة كأس الخليج 22، ويفترض باتحادنا أن يستفيد من هكذا مناسبات للتعرف على أحدث برامج تضييف اللقاءات الكروية وأبرز النقاط المهمة التي تسهم في إنجاحها وما البدائل المتاحة في حالة حصول مشكلة أو نقص أو مباغتة فعل حرج، فالخبرات الموجودة في اتحاد الكرة لا تسعفه على تفادي هكذا أمور عندما يصبح ملف خليجي 23 جاهزاً للتنفيذ من قبله، والأمر مرتبط أيضاً بالدور المسؤول الذي توليه وزارة الشباب والرياضة بعدما مسكت أولى ثمار تحركها الخليجي الناضج بموافقة (فيفا) على زيارة لجنة تفتيشية برئاسة نائب رئيس الاتحاد الدولي لمنطقة آسيا الأردني علي بن الحسين في كانون الثاني المقبل لتفقد ملعبي مدينتي البصرة وأربيل وتعليق الوزير عبد الحسين عبطان أنها "البداية الحقيقية نحو رياضة يسودها الحب والتفاؤل والابتعاد عن التقاطعات التي أدت إلى الابتعاد عن القيم الحقيقية للرياضة".
الواجب الوطني اليوم يُحتـِّم عدم الركون للقرار، بل تنشيط اللجان وسرعة انجاز النواقص لنحصل على القرار النهائي برفع الحظر وبالتالي يمكننا من إقامة الدورة الخليجية وغيرها بثقة مطلقة والتفكير الجدي باحتضان الكأس الإيطالية أو الفرنسية أو حتى التجربة الدنماركية بواقعية مدروسة.. لا على طريقة عادل إمام!
رسالة السوبر الإيطالي
[post-views]
نشر في: 21 ديسمبر, 2014: 09:01 م