علاء المفرجيدبيتتواصل فعاليات مهرجان دبي السينمائي السادس بتواصل العروض السينمائية بمختلف برامج المهرجان، واثارت عدد من هذه العروض ردود افعال نقدية بين نقاد المهرجان. العراق كان حاضرا هذه المرة بقوة إن من خلال الموضوعات التي تضمنتها افلام من جنسيات اخرى او من حيث المشاركة النوعية لعدد من السينمائيين العراقيين خارج وداخل الوطن،
 والذين اكدوا اصرارهم على الاستمرار في رسم ملامح لسينما عراقية لها تقاليدها وشخصيتها. وكان لمهرجان دبي السينمائي دور ملحوظ في منح السينمائيين العراقيين فرصة الظهور وتقديم ابداعاتهم، وقد صرح المدير الفني لمهرجان دبي مسعود امر الله للمدى ان الافلام العراقية تبرهن على مرونة ابداعية للسينمائيين الذين مازالوا يسعون وراء شغفهم لخلق روايات واعمال تاسر القلوب. ومن الافلام السينمائية التي تناولت الموضوع العراقي فيلم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي صاحب فيلم (حيفا) الذي شارك في احدى دورات مهرجان كان السينمائي ونال قبولا نقديا مهما.. في هذا المهرجان يقدم مشهرواني وضمن مسابقة المهر العربي فيلما يحمل عنوان (الجنحة الصغيرة) والذي صور مشاهد كثيرة في بغداد، ويتحدث عن اطفال العراق الذين اجبروا على العمل، وهم لايختلفون كثيرا عن اطفال غزة.. يعيشون في عالم اجبر جميع افراده، مهما كانت اعمارهم على العمل لكسب قوت يومهم، ومشهراوي الغزاوي يدرك تماما حجم المعاناة التي يعيشها هؤلاء الاطفال.. فيتابعهم عن كثب.. عين تحاول استشراف مصير هؤلاء الاطفال في بغداد، واخرى تتابع ما في غزة من احداث. الفبلم الاخر هو للمخرج الالماني كريسوف هيلر(خالي ابي) ويتحدث عن طفل اسمه سنان يتبناه عمو وزوجته الالمانية وبعد عدة سنوات يقرر الزوجان الانفصال فتعود الام المتبنية بطفلها الى المانيا، ليقضي سنوات عمره.. الفبلم يتتبع قصة سنان بعد ان بلغ من العمر 28 عاما، واستعداداته للقاء عائلته الأصلية التي تركت بلدها العراق الى الشارقة بالامارات ويسلط الضوء على خوفه من هذه اللحظة، وهو العربي الذي لايعرف شيئا عن العرب وعاداتهم وتقاليدهم. واخيرا يلتم شمل العائلة في فيض من العواطف الجياشة. ومن الافلام العراقية التي شاركت في المهرجان الفيلم الوثائقي (انهيار) للمخرج هادي ماهود وشارك فيه في مسابقة المهر العربي ولاقى حين عرضه صدى طيبا، والفيلم يتحدث عن ما تعرضت له المؤسسات الثقافية والفنية بعد سقوط النظام حيث تعرضت الكثير من المؤسسات الثقافية للتدمير ومنها دائرة السينما التي اتلفت الكثير من وثائقها ومعداتها، وهو يتناول ايضا ما يتعرض له الفنان العراقي من الإقصاء والتهميش. ويقدم المخرج الكردي حسين حسن فيلم (اسكتي..هذا عيب) وهو عن امراة شابةتقيم علاقة مع جارها وصديقها المخرج متحدية تقاليد عائلتها.. وسبق للمخرج الكردي شوكت امين كوركي ان اثبت حضورا مهما في المشهد السينمائي وفي المهرجانات السينمائية في فيلم(ضربة البداية) وتدور احداثه في ملعب كرة قدم عراقي يعاني من الدمار تعيش فيه ثلاثمائة عائلة من المهاجرين، قامت ببناء قرية صغيرة من الصفيح اسو هو الأبن الأكبر لاحدى العائلات الكردية وهو شاب مثالي يؤمن بالقيم النبيلة يقوم بتنظيم مباراة كرة قدم بين صبية من الاكراد والعرب العراقيين الذين يعيشون في المخيم وذلك سعيا للترفيه عنهم وعن اخيه الصغير من ناحية. وينال اعجاب جارته الجميلة هيلين من ناحية اخرى ومع حلول الموعد المنتظر تتحول حياة هؤلاء الى فوضى رهيبة اثر حادث ماساوي وهو عمل متميز بفكرته ومعالجته. ويقدم المخرج الشاب حيدر رشيد المقيم في الغربة فيلمه (المحنة) وهو عن الغربة القاسية في لندن والعاجة بفوضى الزحام والحركة.. ابن كاتب واكاديمي عراقي معروف يواجه محنة مع ذاته بسبب الحيرة فيما اذا كان عليه ان ينشر كتابه الاول ام لا مستغلا ماساة والده الذي تعرض للخطف والاغتيال في بغداد التي عاد اليها بعد انهيار النظام السابق، والتزامن مع تلك الحيرة يواجه الشاب محنة حسم الموقف من حبه، من طرف واحد.