TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > وجبة الخطوط العراقية.. علف

وجبة الخطوط العراقية.. علف

نشر في: 21 ديسمبر, 2014: 09:01 م

اتحزرون اي حزن يبعث السفر؟!
ما لون الفجيعة ؟ ما طعمها في بلد حلمنا به قمة بين القمم ، وشهدناه منزلقا نحو الحضيض ؟
يوم كانت طائرات الخطوط الجوية العراقية — في الستينات والسبعينات — تضاهي اعرق الخطوط الجوية العالمية رسوخا وخبرة ... يوم لم تكن الخطوط الجوية الخليجية قد ترعرعت بعد …راحة ورفاهية خدمة ودقة مواعيد...
يومذاك ، كان اختيار السفر على متن الخطوط الجوية العراقية مثار زهو ومتعة وحسن اختيار، لما تتمتع به من سمعة حسنة : كفاءة القيادة والطاقم المدرب ، ودقة مواعيد . وأمان وخدمة ورفاهية مقاعد و…. وجبات شهية .
الاستهانة بالركاب عيب ومنقصة وقصر نظر ، هذا ما يلمسه المسافر . الذي يفجعه عدد الركاب الثلاثين على متن طائرة تستوعب تسعين مسافرا او أكثر .
أضرب صفحا عن الخسائر المادية المنظورة وغير المنظورة التي تتكبدها المنشأة بشح الركاب ، وامنح البعض العذر بتجنب السفر على متن الخطوط العراقية .
لا يمكن تجاهل أمر وجبات الطعام — التي تعتبر بعض متع الرحلة — حيث ترمى لهم الوجبة في قصعة بلاستيكية ، تضم صمونة باردة محشوة بشيء مبهم لا هو باللحم ولا هو بدجاج او خضار ، وجبة لو رميت لقطة جائعة لعافت الاقتراب منها .
على متن الخطوط العالمية التي تجاهد بالحفاظ على سمعة بلدانها . تسالك المضيفة بكل لطف: هل آنت نباتي ؟ هل تفضل أساس الوجبة لحما او دجاجا اوسمكا ؟ ماذا تفضل شرابا ؟
ما من شيء كهذا الترف على متن العراقية……
دأبت بعض الخطوط العريقة على عادة تقديم هدايا عينية بسيطة : قلم عليه وشم الخطوط ، حلقة مفاتيح مزينة بمعلم بارز من معالم البلد ، مفكرة للسنة الجديدة ، وشاح عليه شارة او علم البلد . إلخ إلخ…. ما من شئ كهذا تتأمله على العراقية .
قد يتناسى المسافر على متن العراقية كل ذاك ( العطب الفاضح) في وجبات الطعام . قد يتناسى الوسائد المتسخة، والشاشات التلفزيونية شبه المعطلة والشحيحة البرامج، و…و.. ولا يتذكر من الرحلة المتعبة إلا براعة القائد ( الكابتن ) والطاقم عند الإقلاع والهبوط ، فقد حلق بالطائرة كنسر متمكن ، ملك جناحيه الفضاء ، وحط على أرض صلبة كما تحط فراشة على صحن زبدة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram