ترجمة / المدى من بديهيات الحرب ان لاتبقى أي خطة لمعركة على حالها مع اول مواجهة مع العدو ، ولكن خطط سفر وزير الدفاع الاميركي في الاسبوع الماضي بالكاد بقيت على حالها فيما يخص لقاءاته بقواته وحلفائه في العراق وافغانستان.
وقد التقى روبرت غيتس القوات الاميركية في العراق قبل ارسال 30.000 جندي منهم الى افغانستان، وقال لهم: اعتقد ان الامر هناك سيكون مشابهاً للخطة التي طبقت في العراق في الاشهر الستة أو الثمانية الاولى لعام 2007، لقد كانت تلك الاشهر شديدة الى درجة كبيرة». وقد نظمت خطة رحلة غيتس الانتقال من مكان الى آخر خلال ذلك الاسبوع، وفوجئ في كانون بالرئيس حامد كرزاي ، يقول في مؤتمر صحفي في القصر الجمهوري: ان الافغان غير قادرين على دفع تكاليف قوات الامن لديهم حتى عام 2024 وتوقيت ذلك التصريح لم يكن مناسباً، اذ ان غيتس شرح لاعضاء الكونغرس (بناء على طلبهم موضوع الـ 30 مليار دولار سنوياً والتي ستخصص للحرب في افغانستان. وإزاء ما اعلنه كرزاي، احتفظ روبرت غيتس بهدوئه وتحفظه، ولكنه كان على العكس من ذلك واضحاً أمام القوات الاميركية في كركوك يوم الجمعة، بقوله: ان الترويج للحرب في الولايات المتحدة الاميركية امر في غاية الصعوبة، وفي الحقيقة فيما عدا العامين او الثلاثة الاوائل من الحرب العالمية الثانية ، لم تشهد اميركا حرباً ذي شعبية». وكانت الجولة من رحلة روبرت غيتس مخصصة لافغانستان ، ولكن الضباب الكثيف البارد الذي غلف مدينة كابول منعه من الالتقاء بالجنود. الأميركيون خارج العاصمة الافغانية في يوم الاربعاء الماضي وبدلاً من ذلك تحدث مع الجنود الاميركيين في قاعدة قندهار، معقل طالبان، ومن اجل تمضية الوقت ، نظم الفريق المرافق له جولة في المركز الجديد لقوات الناتو في مطار كابول، والذي اعطى صورة عن مدى اتساع درجة الصراع. وخلال تلك الرحلة استمرت رداءة الجو التي حالت دون الطيران والانتقال من مكان الى آخر. وفي بغداد كان الجو مشرفاً يوم الخميس ، ولكن غيتس وجد نفسه وسط ازمة سياسة متصاعدة ، إذ كان رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يدافع عن خطته الامنية امام اعضاء المجلس الوطني، بعد الانفجارات التي حدثت في العاصمة العراقية مؤخراً وقد الغى المالكي لقاء مع غيتس الذي عاد الى معسكر فيكتوري ، مقر قيادة القوات الاميركية في بغداد، حيث تناول الغداء مع كبار القادة وقد قابل غيتس المالكي يوم الجمعة، وفي ذات اليوم تحدث مع جنوده وكان ذلك في مدينة كركوك الغنية بالنفط، حيث تم توجيه اسئلة غير تقليدية اليه: لماذا ما تزال اميركا في حرب بعد ثمانية اعوام؟ واجاب روبرت غيتس « انه من الخطأ النظر الى الحرب بحساب الاعوام الثامنة ، لقد كانت لدينا حرب في 2001، 2002 والتي انتصرنا فيها، واخرجنا طالبان من افغانستان ، كما اخرجنا القاعدة منها ، وقتل الكثيرون منهمن ثم هدأت الاوضاع في افغانستان، ثم اضاف: من دون القاء اللوم على الرئيس بوش وادارته، فان الحرب الثانية في افغانستان بدأت اواخر 2005 وبداية 2006، ولكن الولايات المتحدة الامريكية لم تتدخل في ذلك الصراع بشكل جاد الا في العام الماضي. وقد عاد غيتس الى واشنطن ليلة الجمعة، وقال ان لا شيء يقارن بالسباق الطويل الذي سيجري في افغانستان. عن النيويورك تايمز
روبرت غيتس في أفغانستان والعراق
نشر في: 13 ديسمبر, 2009: 06:35 م