في عام (1968) قدم ستانلي كيوبريك فيلمه (اوديسا الفضاء 2001) الذي ترك اثراً كبيراً على المشاهدين آنذاك، وفيلم كريستوفر نولان الجديد (بين النجوم- في الفضاء) يضم اسماء لها مكانتها ونجاحه يتعلق بها، ومع ذلك ففي عصرنا الحالي المتخم بكل شيء وحيث عملية صنع
في عام (1968) قدم ستانلي كيوبريك فيلمه (اوديسا الفضاء 2001) الذي ترك اثراً كبيراً على المشاهدين آنذاك، وفيلم كريستوفر نولان الجديد (بين النجوم- في الفضاء) يضم اسماء لها مكانتها ونجاحه يتعلق بها، ومع ذلك ففي عصرنا الحالي المتخم بكل شيء وحيث عملية صنع الفيلم واضحة، فهل يستطيع هذا الفيلم إثارتنا، بنفس الطريقة السابقة التي استخدمها كيوبريك؟
عندما كنا في كل يوم نسير تحت اكبر الأسرار الغامضة ورؤوسنا منحنية، ونظراتنا معلقة على هواتفنا دفعنا فيلم 2001، للتطلع الى السماء!
وغالبية ماتقدمه السينما الغربية تتلاعب بنا مثل عازف على الكمان، وبالتأكيد فاننا قد اعتدنا تعرض اوتارنا السمعية لما يؤثر سلباً عليها، ومثل سائر الافلام الكلاسيكية من تلك المرحلة، فان الخصائص التي جعلت فيلم اوديسا 2001 عملاً خالداً و كلاسيكياً في تلك المرحلة من تاريخ السينما وعملاً لاينسى، فان ذلك يعني حسب المناخ السينمائي المعاصر عدم تمكنه من تجاوز الاجواء السينمائية الحديثة وتطوراتها.وعندما كان لدى كيوبريك جهاز كومبيوتر من نظام هال، فان امكانيات البحث آنذاك كانت مختلفة، وعلى العكس من فيلم 2001 فان (بين النجوم) يتحدث عن عائلة، يحاول فيها الأب التعامل مع أطفاله بأسلوب صحيح، وفي نهاية الفيلم وعندما يستعيد الأب ماضيه لايسمح لابنته بالانضمام الى الرحلة لإنقاذ العالم، والرسالة القصيرة التي يبعثها عبر الزمن والفضاء والتي كتب عليها (لاتغادري) تثير المشاعر في النفوس.
اما الإخراج فان (اوديسا الفضاء: 2001) أيقونة كلاسيكية، وحتى بعد مرور 13 سنة على عرضه، فان ستانلي كيوبريك يبقى في ذاكرة تأريخ السينما، أيقونة كلاسيكية، وفيلمه يبقى ظلاً طويلاً على الأفلام الروائية العلمية، وسيبقى متوحداً مع مرور الأعوام وحاضراً في تأريخ السينما، مؤثراً فيها، اذ ان فيلمه قد القى بظله على السينما العلمية.
وقد تحدث كريستوفر نولان نفسه عن إعجابه بـ كيوبريك وتأثيرة الكبير، ولقطاته المتعددة التي غدت اسلوباً تتبعه معظم الأفلام المعاصرة في الغرب، وعلى الرغم من إعجاب نولان بكيوبريك فهو لايقلده، ففي فيلم 2001، كي يصل البطل الى منطقة قريبة من المشتري ويبدو وكأنه قذف عبر مدخل جديد، الى مدخل مختلف في مجرة اخرى، ليولد من جديد كنوع من نجمة طفلة، ولكن كوب كان قد قذف نحو ثقب اسود، وهو المشهد الذي يترك فيه بطل الفيلم ابنته وهذا الأمر لايبدو معقولاً ومع ذلك فيه بعض المنطق انه لغز يحتاج الى الحل.
وكان (العصر الذهبي) في السبعينات قد اطلق افلاماً عدة من هذا النوع – الخيال العلمي ومنها : سولاريس، الهرولة الصامتة، مواجهة مع النوع الثالث وهو فيلم يتقاسم مع فيلم 2001 شيئاً من الفلسفة والطموح الروحي.
وهناك محاولات عدة ظهرت ايضاً ومنها: فيلم (ضوء الشمس) اخراج داني بويل، وفيلم (رايدلي سكوت) – بروميثيوس – وفيلم ارض اخرى هي التي اقتربت من كيوبريك وأسلوبه، وفيلم كيوبريك يمنح المتفرجين صوراً يتأملها ويفسرها، بدلاً من التفكير والاجابة، وقد تحدث كيوبريك شخصياً عن الموضوع الذي تناوله فيلمه طالباً الإدراك العاطفي، من المشاهدين لان ذلك الأسلوب للفهم يتضمن فهماً عاطفياً، بدلاً من التفكير العقلي الذي يدفع المرء الى حيث مشاعره وأحاسيسه الروحية، على العكس من التحليل العلمي.ان تجربة اوديسا 2001، تجربة منفردة، في حين ان (بين النجوم) هي تحية لما يربطنا معاً.
عن: الغارديان