TOP

جريدة المدى > تقارير عالمية > لاتأسفوا على والدنا محمد علي.. إنه سعيد

لاتأسفوا على والدنا محمد علي.. إنه سعيد

نشر في: 23 ديسمبر, 2014: 09:01 م

 
في الوقت الذي يعرض فيه فيلم جديد عن (محمدعلي) تحدثت ابنتاه عن محمد علي الاسطوري ، عن معركة والداهما مع مرض الباركينسون.
 
قبل ثلاثة اشهر، نادى محمدعلي ابنته هانا للتحدث معها، وتقول ابنته هانا: (لقد اخبرني انه سيعود الى النشاط مرة اخرى)

 

في الوقت الذي يعرض فيه فيلم جديد عن (محمدعلي) تحدثت ابنتاه عن محمد علي الاسطوري ، عن معركة والداهما مع مرض الباركينسون.

 

قبل ثلاثة اشهر، نادى محمدعلي ابنته هانا للتحدث معها، وتقول ابنته هانا: (لقد اخبرني انه سيعود الى النشاط مرة اخرى)، وتقول هانا (38 سنة) مع ابتسامة صغيرة: (انا عائد) قالها والدي مبتسماً ومضيفاً (سأعود الى ماكنت عليه وسأحصل على ذلك اللقب مجدداً للمرة الرابعة)، وعبر المائدة المصنوعة من خشب الماهوغني في فندق بيفرلي هيلز، تتبادل النظرات مع شقيقتها (مي) نظرات رقيقة مؤطرة بالحزن.
والبطل السابق للملاكمة – الوزن الثقيل، قد يكون اشهر أميركي على قيد الحياة، والمتقد وعياً إزاء الحرب الفيتنامية، والبطل الأسطوري لحركة الحقوق المدنية للسود، واشهر الرياضيين وأكثرهم شعبية، وتدرك الفتاتان ان المعركة الوحيدة التي يجب ان يفوزبها هي مع مرض الباركينسون، وهو في سن الـ72 سنة، المرض الذي ابعده عن عالم الرياضة والملاكمة منذ ثلاثة عقود في عام 1984.
وفيلم (انا علي) الجديد قد بدأ عرضه الاول وهو من اخراج البريطاني كلير لوينز، ولم يتمكن محمد علي من المشاركة فيه. والفيلم يتناول مسيرة حياة ذلك الأسطورة ومقابلات معه، اضافة الى افلام كان قد صورها في احاديثه مع ابنتيه هانا ومي في طفولتهما، واحتفظ بها لحسن الحظ، وتتحدث الفتاتان عن والديهما (انه افضل مما يظهر في الصور، انه مرتاح ولايعاني من ألم ما)، ولحسن الحظ، دخل والدهما، الاسطورة الحية ، الى المكان في تلك اللحظات لمراقبة حفيده بياغيو علي والش، الذي فاز الفريق الذي ينتمي اليه بالكأس.
وتقول ابنته مي (44 سنة) من زوجته الثانية (انه لم يعد كما كان، وغير مؤهل للحوار، ويعاني من حساسية في عينيه ازاء الضياء، كما انه طاقته محدودة)، وتتدخل في الحديث (هانا) قائلة: (ماتزال مناقشاته مع الأصدقاء على عهدها في كافة الأوقات).
ولمحمدعلي تسعة أطفال (7 بنات وولدين) من زوجاته الثلاث، وهانا ومي تنتميان الى والدة واحدة لكن ذكرياتهما مختلفة، وحملات محمدعلي في مرحلة الحقوق المدنية للسود، هي التي تحتفظ (مي) بذكرياتها – الفخر الذي أحست به، قبل وقت طويل من ادراك آراء والدها ومعتقداته، وتقول: (ان والدتي وجدي كانا يحسان بالخوف، لأنه كان يتلقى تهديدات كثيرة تستهدف حياته)، ثم تضيف قائلة: (ولكنه بقي حياً، انه رجل تحيط به الملائكة، لنتذكر ماحدث لـ جون لينون – ولم يكن مثيراً للجدل كما والدي)، وقد عانت (مي) من شهرة والدها، ومنعت من مغادرة المنزل خوفاً من تهديدات الخطف،، وتقول انها ادركت أهمية والدها في كل مايفعله وواصلت حديثها قائلة: (لن انسى قط ان شاباً ابيض جاء الى منزلنا في كاليفورنيا، وقت الغداء والدموع في عينيه قائلاً: (اقدر على شتم عائلتي، لأنهم ينتمون الى حركة "كو كلاكس كلان" المعادية للسود، وعندما كبرت وانا احس بالإعجاب برجل اسود، تبرأوا مني (وفي ذلك اليوم ادركت ان والدي لم يكن ملاكماً فقط بل ملاك على الارض)، وأوضحت كلتا الفتاتين خلال حديثهما عدم قدرتهما على التحدث عنه.
وتقول هانا: (اعتقد انه قد تألم مما حدث اخيراً من مظاهر العنصرية ضد السود والتي كانت قد اختفت، وكان يقول دوماً ان جيلاً جديداً او اكثر سيكون قادراً على حل المشكلة، وان كانت العنصرية لاتموت، فان ذلك خطأ الأطفال)، وتتدخل في الحوار بقوة: (لقد اطلقوا عليه لقب المحارب الثائر، ولكن والدي، لم يصبح شخصاً يحس بالكراهية للبيض، في مرحلة من الزمن، احس بعض الناس بالكراهية تجاهه، بسبب لونه، وكان والدي وهو طفل في الثالثة من عمره منع من شرب الماء في مكان عام لأنه كان ولداً أسود، ومع انه قد مر بتلك الأحداث كافة، فانه امضى حياته دون ان يشعر بالكراهية لاحد).
وقد تحدث باراك اوباما وكتب ايضاً عن تأثير الفتى الأسود القادم من كينتاكي، والذي يجيد الملاكمة – آنذاك – كان كاسيوس كلاي، وبالمقابل كان محمدعلي، نصيراً ومؤيداً باستمرار لاوباما، وقالت ابنتاه، انه تمنى لو تمكن من عمل شيء يزيد من شعبية اوباما، وتضيف هانا (انه يحب بقاء اوباما في منصبه، ومؤخراً طلب من الممرض الخاص به ان يطلبه هاتفياً، ليتحدث معه عما اذا كان بإمكانه شخصياً دعمه).
ومحمدعلي يتودد احياناً الى الناس وكما تقول ابنته (انه يقف احياناً خارج فندقه منتظراً فيما ان كان بإمكان الآخرين التعرف عليه)، وتضيف (انه رجل متواضع وفي المطاعم ينتقل من مائدة الى اخرى، يوقع باسمه على مناديل الجالسين، او رسم صورة صغيرة عليها، انه متواضع، وذات مرة زار منزل رجل عجوز عمره (100 سنة) وقال له الرجل (اعرف من انت، انك اعظم ملاكم في العالم: واسمك جولويس!) ولم يرد عليه والدي وقال لنا (انه متقدم في السن، وان أرادني ان أكون اليوم جولويس، فانا هو في هذه الليلة) وفي فيلم صوّرهُ في البيت منذ سنوات يتحدث اوباما بلغة سليمة وفصيحة.
وتتذكر هانا انها ارتدت (التنورة) للمرة الاولى وهي في سن العاشرة، وكانت اطرافها ترتفع عن ركبتيها بعض الشيء ومحمدعلي الذي كان قد اعتنق الاسلام آنذاك في عام 1964 اجلس ابنته في حضنه وقال لها: (كل شيء جميل خلقه الله يجب تغطيته وحمايته ومن الصعب الوصول اليه، اين يمكن العثور على الماس؟ عميقاً في الارض وفي صخور تحت الارض، واين نجد اللؤلؤ؟ في قاع المحيطات محمياً مغطى بالقشرة الصلبة للمحارة، وانت اليوم اغلى من الماس واللؤلؤ) وتضحك مي قائلة: (لقد اعتاد القول ان البقرات والكلاب تسير واثداؤها تتدلى خارجاً – وليس النساء).
وتضحك (مي) وتقول ان المرة الاولى التي زار فيها صديقها او خطيبها المنزل، رفض والدها ان ينام في غرفة الضيوف – وكان منزلنا كبيراً، وقال لي: (انك غير متزوجة، ولهذا لن تناما تحت سقف واحد، انك انسانه وقد تتسللين اليه في غرفته، وكان قلقاً جداً من الأمر)، وفي حالة هانا تغير الامر واتبع طريقة جديدة، فهو يجلس معهما ويقوم بأداء بعض التكتيكات السحرية او يقص عليهما القصص، وقد يأتي معهما الى النوادي او دور السينما، وبعد مرحلة قصيرة، اعتدت على مرافقته لنا – كان كيس الدراهم – (وتضحك لذلك) والفتاتان تحسان بالفضل لوالدهما لأنه لم يعاملهما قط مثل اطفال صغيرات.
ومن الهدايا التي منحها والدهما لهما، في خلال الاعوام، فانهما ممتنتان حتى اليوم لتلك الأشرطة التي سجلتا عليها احاديثهما معه في الطفولة، وقد تم ابقاؤها في صندوق خاص حتى تجاوزهما مرحلة الطفولة (انه ميراث رائع يتركه لنا، ولذلك السبب اردنا ان يسمع الناس شيئاً منها في الفيلم التسجيلي الجديد عنه).
وتضيف هانا (أتعجب أحيانا لتصرفه لذلك، هل كان متنبئاً! لأنه بدأ يسجل احاديثه معنا، في وقت بدأ فيه صوته بالذبول، وفي اليوم السابق كنت استمع الى احدى التسجيلات وسمعت جدتي تقول له: (تحدث بوضوح – فانا غير قادرة على سماعك)، ويقول لها (هل تعلمين، انا شخصياً لا اسمع ما اقول ايضاً!) (وعندما استمعت الى ذلك، بدأت بالبكاء لأنه يظل يغير وضعية الميكرفون دون تعديله).
وتتوقف عن الحديث قليلاً: (انا اطلب منك عدم الرثاء او الحزن عليه، ولكنك عندما تحب شخصاً فعليك ان تعرف انه يعاني من الألم)، وتتدخل مي (دعني اقول لك شيئاً ان والدي لايحتاج الى شفقة احد – ان صحته جيدة – ومايزال يحب ان يكون محمدعلي).
- الفيلم التسجيلي (انا علي) بدأ عرضه في دور السينما.
 عن: الغارديان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

برنامج دولي لتحقيق أمن غذائي دائم للمتضررين فـي العراق

 ترجمة / المدى في الوقت الذي ما تزال فيه أوضاع واحتياجات النازحين والمهجرين في العراق مقلقة وغير ثابتة عقب حالات العودة التي بدأت في العام 2018، فإن خطة برنامج الأغذية العالمي (FAO )...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram