لماذا يقع العديد من المسلمين الشباب في ألمانيا في قبضة المليشيات الإرهابية "داعش"
6200 سلفي في المانيا. والعدد في تصاعد. أكثر من 450 شاباً ممن يطلق عليهم في المانيا بالجهاديين كانوا قد سافروا إلى المناطق التي تدور فيها الحرب الآن، يعني إلى سوريا والعراق. الرقم هذا بتصاعد مخيف. فضلاً عن رقم غير معروف، لا يعرف أحد به أبداً. توجه راديكالي يدور بين الشباب وبهدوء غالباً، وبدون إزعاج من أحد أيضاً. الخلاصة التي طرحها قبل أيام رئيس جهاز حفظ الدستور (أحد أكبر الأجهزة الأمنية في المانيا)، السيد هانز جيورج ماسين والسيدة إيميل هوزبير سكرتيرة وزارة الداخلية الألمانية ، أمام لجنة من البرلمان الألماني تشكلت للبحث بتداعيات التحاق العديد من الشبان لألمان المتأسلمين بداعش، من غير الممكن أن تكون أكثر قوة في طرحها من هذا الإنذار. السيدة خزبير تكلمت بشكل واضح وهي تضع النقاط على الحروف: "وضع صاعق جداً"، أما السيد رئيس جهاز الأمن، فقال وكأنه شخص اصبح بلا حيلة أمام ما يحدث: بأنه سيكون "شاكراً لكل اقتراح يساعدهم بمعالجة الأمر".
الحرب "العالمية" الدائرة ضد إرهاب داعش (على الأقل هذا ما تقوله لنا الأجهزة الرسمية) هي بالنسبة لأجهزة وزارة الداخلية الألمانية تحولت إلى مشكلة أمنية كبيرة. عن طريق استماع لجنة البرلمان المختصة بذلك والتي أُطلق عليها "لجنة وقاية الأزمات المدنية"، دار النقاش بين أعضائها حول ضرورة استحداث قوانين أكثر صرامة بالإضافة لمكافحة التوجه الراديكالي عند الشباب، إلى قضية أخرى مهمة، وهي كيف ولماذا يقع العديد من المسلمين الشباب في المانيا في أيدي الإسلاميين الذين يدعون ويمارسون العنف أيضاً؟
ماسين أشار إلى ضرورة البحث في السؤال التالي: كيف سهلت وسائل التواصل الاجتماعي من فيسبوك وتوتير وغيرها للإسلاميين وبشكل دراماتيكي، كيف سهلت عليهم تعبئة الشباب المسلمين بسهولة. وحسب قوله، لم يعد يحتاج الإسلاميون إلى أية وسيلة إعلام كلاسيكية، لكي ينشروا أفكارهم. أنهم يرسلون أفلاماً حية عن طريق تويتير وأنغسترام، يصورون فيها الحياة التي يعيشونها في المعسكر بشكل مثالي، إلى جانب تصويرهم قطع رؤوس "أعدائهم". بكلمات أخرى: دعاية داعش تُنقل مباشرة على الموبايل. العمل على منع ذلك، أنه "أمر مستحيل بشكل جنوني"، كما قال حرفياً.
إزرار كوكوك، مديرة المؤتمر الإسلامي للشباب، وصفت من جانبها، كيف أن الاستبعاد وعمليات التقليل من الشأن للشباب المسلمين في المانيا تُستغل من قبل السلفيين الراديكاليين. صحيح أن فقط نسبة 1% من الأربعة ملايين من المسلمين الذين يعيشون في المانيا هم معرضون للخطر، "بالتسرب إلى جماعات الراديكالية"، كما قالت. لكن "عند أولئك الذين يرحبون بهذه الأفكار قوة الجاذبية هي أكثر". السبب يعود حسب قولها، لمقدرة السلفيين "أنهم يعرضون على هؤلاء الشباب هوية، ثقة بالنفس وتكليف واضح بالعمل". بكلمة واحدة، "أنهم يقدمون لهم بالنتيجة ما يفتقدونه"، حسب قولها.
الاختصاصية بشؤون الإسلام، كلوديا دانتشكه أكدت من جانبها على أن أغلبية الشباب المسلمين لا يهمهم أمر الدين. "الخيط الباعث بالنسبة لهم هو الشعور، بأنهم ليسوا الكلاب التحتية في المانيا"، وكيف أنهم من خلال داعش يحصلون على الفرصة، للكفاح "بتحويل الكلب المقموع في أسفل السلم، بجلبه إلى الأعلى، إلى القمة"، الأمر له علاقة حسب رأيها، بثقافة تحتية راديكالية، ولا علاقة له بالإيمان العميق. "على فكرة، من الخطأ الاعتقاد، بأن التحول الراديكالي يجري بصمت وهدوء". فحسب ما توضح أن العائلة والأصدقاء يعرفون بذلك. المهم هو بالنسبة لها، رد الفعل بالشكل الصحيح: على الأقارب والأصدقاء ألا يتجاهلوا ذلك، لكن أيضاً عليهم ألا يتصرفوا بشكل استبدادي قمعي عن طريق الرفض أو انزال العقوبة. "عليهم جلب الشباب للحديث". يعني استخلاص، إذا كانوا يذهبون للبحث عن هوية، إذا تعلق الأمر بالشعور بالاستبعاد أو تعلق بتمرد راديكالي. "من أجل ذلك لا يحتاجون إلى إمام، إنما قبل كل شيء مصلح اجتماعي مؤثر ذكر". نمط من الرجال حقيقة، يبعثون على المصداقية ومن الممكن أن يكونوا نماذج بديلة.