TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > لمن تقرع الأجراس؟

لمن تقرع الأجراس؟

نشر في: 24 ديسمبر, 2014: 09:01 م

باقتراب العد العكسي لأيام سنة تترنح ساعاتها بالانزياح من المشهد الدامي لمشهد مجهول، تتبارى الصحف الغربية والعالمية بتعداد أبرز إنجازات العام الوشيك الرحيل، وتركز معظمها على ما تحقق منها على الصعيد العلمي.
من بين تلك الإنجازات التي تبدو كالمعجزة، ما يتحقق في الولوج لعالم الفضاء وسبر أغواره وفض أسرار الكواكب والنجوم . ومنها تطوير قدرة وحجم الحاسبات والأجهزة الإلكترونية بحيث يمكن طيها لتصبح بحجم كف ، وفردها لتغدو بحجم صحيفة ، وتتجاوز مهمتها كونها مجرد وسيلة اتصال ومخزن معلومات ومصدر ترفيه وتعلم، ومنها ما ينجز بالحقل الطبي من إسهامات في التداخل الجراحي المذهل . أو اكتشاف أدوية تخفف من وطأة الأمراض المستعصية ، ومنها برمجة خلايا الفئران المعمرة لاستعادة الشباب تمهيدا لتطبيقها فيما بعد على الإنسان، ومنها تصنيع أدوية لتحفيز خلايا الجسم لإنتاج أنسولين ذاتي والذى يؤدي خلل إنتاجه لكوارث محدقة : كالعمى او بتر الأطراف ، ومنها طريقة مستحدثة لزيادة الذكاء في أدمغة الأجنة وهي في الأرحام!
ومنها إيجاد طريقة مبتكرة لتفاهم الروبوتات الآلية مع بعضها البعض دون تدخل بشري ، ومنها تسخير أشعة الليزر لرتق ما يتمزق من إهاب او غشاء..
إلى جانب ذاك التقدم ومئات النماذج مثله، تصعقنا الأخبار المتواترة عن تصعيد النزعات الوحشية في النفس البشرية ، وتسلل الجماعات الإرهابية نحو الثغور والعواصم ،والعودة إلى جز الرقاب بحد السكين ، والتعذيب بالكي ، والتعرض لنهش الكلاب الجائعة لمجرد خلاف في الرأي او الدين او العقيدة .. او النزاع على مغنم او سلطة.
كل تلك الإنجازات العلمية لا تحد من رغبة البعض بإنتاج غواصات ومدمرات وصواريخ عابرة للقارات، وتتباهى بحيازتها دول بإظهار عضلاتها وإخافة جيرانها.!!.الأزمات الاقتصادية تهدد دولا نفطية بكوارث إقتصادية محدقة .. بينما المجتمعون في (منتجع كذا )، يتبادلون أنخاب النصر بنجاح الخطط المرسومة بالحذافير .
عيد ميلاد مجيد ، وسنة سعيدة قادمة لا يخفي فيها ( الدهاقنة الكبار ) ابتساماتهم الشامتة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

 علي حسين منذ أيام والجميع في بلاد الرافدين يدلي بدلوه في شؤون الاقتصاد واكتشفنا أن هذه البلاد تضم أكثر من " فيلسوف " بوزن المرحوم آدم سميث، الذي لخص لنا الاقتصاد بأنه عيش...
علي حسين

كلاكيت: مهرجان دهوك.. 12 عاماً من النجاح

 علاء المفرجي يعد مهرجان دهوك السينمائي مجرد تظاهرة فنية عابرة، بل تحوّل عبر دوراته المتعاقبة إلى أحد أهم المنصات الثقافية في العراق والمنطقة، مؤكّدًا أن السينما قادرة على أن تكون لغة حوار، وذاكرة...
علاء المفرجي

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

لطفيّة الدليمي هناك لحظاتٌ تختزل العمر كلّه في مشهد واحد، لحظاتٌ ترتفع فيها الروح حتّى ليكاد المرء يشعر معها أنّه يتجاوز حدود كينونته الفيزيائية، وأنّ الكلمات التي كتبها خلال عمر كامل (أتحدّثُ عن الكاتب...
لطفية الدليمي

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

رشيد الخيّون حصلت أكبر هجرة وتهجير لمسيحيي العراق بعد 2003، صحيح أنَّ طبقات الشعب العراقي، بقومياته ومذاهبه كافة، قد وقع عليهم ما وقع على المسيحيين، لكن الأثر يُلاحظ في القليل العدد. يمتد تاريخ المسيحيين...
رشيد الخيون
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram