TOP

جريدة المدى > تشكيل وعمارة > العالم.. كما يتمنى أن يراه!! .. وائل المرعب.. حوار الرؤية

العالم.. كما يتمنى أن يراه!! .. وائل المرعب.. حوار الرؤية

نشر في: 26 ديسمبر, 2014: 09:01 م

تلخص تواثبات تجربة الفنان التشكيلي(وائل المرعب)-عبر مسارب مجمل نواتج بحوثها التعبيرية وتحديثاتها الرؤيوية-جذوة ما سعت بالوصول إليه أهم التماعات، وأبرز امتدادات تجارب الجيل الستيني التشكيلي المحدث في العراق،بهموم وعيه وسعة تمرداته،من حيث قدرة ويفاعة و

تلخص تواثبات تجربة الفنان التشكيلي(وائل المرعب)-عبر مسارب مجمل نواتج بحوثها التعبيرية وتحديثاتها الرؤيوية-جذوة ما سعت بالوصول إليه أهم التماعات، وأبرز امتدادات تجارب الجيل الستيني التشكيلي المحدث في العراق،بهموم وعيه وسعة تمرداته،من حيث قدرة ويفاعة ورصانة خبرة الخوض في غمار التجريب و تنويعاته الأسلوبية، دون أدنى تفريط بجوهر الاحتفاظ الضمني بلوامس القيمة النوعية والفهم الأمثل لنهج الدرس الأكاديمي الرصين، ومن ثم تمهيد سبل السير نحو تجاذبات ميول حرة، التزمت بقبول وصلاحية واقع الرسم الواقعي مسارا وبوابة لذلك الدخول التمهيدي،على إنه(أي الرسم الواقعي) مثابة انطلاق وعلامة ثقة لضمان المواهب الراسخة وتوسيع مداركها، ومراس يجب أن يساير-بصدق-مهام ونبل الخطوات القادمة في عمر أية تجربة تتطلع لما هو أبعد من زاوية النظر حين ترى الأمرعلى إنه محض(رسم)،لا أكثر ولا يتعدى حدود التقليد والإتقان الأعمى له،فيما كانت تلك التجارب الحية تأمل وتتطلع لأن تكون صوتا صادحا، لا مجرد ومض صدى فحسب .
الرسم موقفاً... وملاذاً
لقد أدرك (وائل المرعب) حقيقة هذا المسعى-في وقت مبكر يعود الى بدايات سبعينات القرن الماضي- منتبها الى تحديث وتعميق رؤيته البصرية ومفاهيمه التنظيرية، لذا لجأ الى تعميد تلك الانتباهات بمياه محاور عدة، تمثلت بالرسم ملاذا وخطابا وموقفا،فضلا عن اعتباره مصبا للمحيط الذي ستصب فيه تعدد ينابيع تفهماته وصدق غاياته وطبيعة دوره في الحياة والفن، والتي منها تستقي بواقي محاوره، وإمداداته الإبداعية في مجالات الكتابة والشعر، وحمم حنين ذلك الوجد العارم للموسيقى،فتنة الروح ومبتغاها،رغم إنها بقيت ترواح في مدار وحدود أمنية لم تتحقق إلا من خلال الرسم،إذ سنلمح روح ونكهة الموسيقى تتسلل وتتسرب في نسيج نسق تعبيري حافل بأثير اللون، وبهاء الضوء وليونة وقوة الخط، وبكل عناصر ما يحفظ لأعماله التعبيرية وبكل تزهداتها التجريدية سلامة ضبط الإيقاع الداخلي للوحة، وشحذه بقوة التأثير ضمن كيان وسياق درامي، يعاضد فكرة وحتمية تنامي ذلك الصراع على نحو تفاعلي، يهيب من حيوية الحركة وتلمس النبض فيها،عبر دقة الرصد وتطويع ذلك الفعل، أو مجموعة الأفعال التي يقترحها (وائل المرعب) لصالح فكرته،حتى في أوج وأقصى لحظات اعتماده وتقصده تغيب تفاصيل ومحتويات المشهد،وتعميته بوهج ألوان حارة وتضادات لونية وتعميمات تجريدية مبهرة تسير في نسق التركيز على سمات وخواص التعبير الذي تنشده لوحاته، كما ترتهن إليه بلاغة وحكمة الموضوع المنفذ بنصاعة شديدة السطوع والسيطرة المحكمة على حركة الأشياء والشخوص داخل حلبة ذالك الصراع المحموم بقضايا الدفاع عن حرية الإنسان، حتى وإن غابت تفاصيله- قصدا...كما نوهنا قبل قليل- من أجل مد وتعزيز ثوابت النجاح في عناصر ومكملات أسلوبه ونهج اختياراته للمواضيع بنفس ملحمي حر،وبما يمنح العمل والفني بعدا تأويليا يحاذي أو يجانب أثر ما يتركه سحر ذلك الغموض الخلاب من تداعيات وتوريدات وتحريضات،تعطي للمشاهد فرصة ومتعة أكبر من التشارك والتفاعل الحي ما بينه وما بين مجسات ذلك العمل المرهون بقواعد فهم ودراية لأثر الميول الحسية والنفسية المتبعة في مجال رسم المشاهد السينمائية،كما جاء يفعل(وائل)في سياق مسيرة إنجازه لمجموعة من الأعمال أتسمت بهذا المنحى التأثيري،وعلى نحو مدهش .

اللوحة ... بقيافة النص الأدبي
وجدت التخطيطات الكثيرة بالتماعاتها الملحمية والوجوه الآدمية والتخريجات الأسطورية التي كان يوردها(وائل المرعب)ويمد بها العديد من الصحف والمجلات الثقافية والأدبية العراقية في فترة السبيعنات،طريقها نحو تأكيد خلاصة وبراعة تكثيف الفكرة بمساندة قوة الخط ومتانة التعبير وبما يجاري أو يوازي مجريات جوهر النص الأدبي(شعر/قصة)أو لوحة شاخصة في جموح وتركيز وبراعة محنكة، تقف لتتباهى بوجود مهيب لوحدها،هكذا متفردة،واثقة على صفحة جريدة أو مجلة ثقافية،معلنة عن نفسها كنص بصري رفيع المستوى والغاية وقيمة الأثر، الذي لا يختلف عن أي نص إبداعي من حيث الشكل والمضمون أو تفاعل الاثنين معا، مما أعطى ويعطي للفنان زهو معنى الحفاظ على منجزه،بكامل قيافة ما يليق بعمق وتنوع تجربته،وتحييد الكثير من النوازع التي تسعى لجعل اللوحة تدور في فلك ومدارات كوكب أخر من تبعات وتفردات فنون التعبير الأخرى وعوالمها الخاصة بها، لذا لا تضيء الكثير من أعماله بغير فنارات وعيه وطرائق تعبيره وكوامن دواخله.
إمعان(وائل المرعب) بضرورات حفظ الدرس الأكاديمي-كما قلنا--وترسيمه شروط الدراسة في(بيروت)وإقامة معارض شخصية في بغداد والدوحة ودبي وغيرها من مدن وقاعات حفلت بمنجزاته الجمالية، وتعضيداته الحسية والبصرية،وطبيعة استجابات مواقفه الإنسانية والوطنية محكومة بثقافة لوازم فكر فلسفي وتطلعات وجودية،مبصرة وانتقادية لعدة جوانب من فوضى ما يحصل في ثنايا عالمه هذا،جعله يتأمل ما يرى ويراهن على ما تمنى،وما تواثب من أجله،في أن يكون العالم ليس كما هو عليه الآن،بل بما يجب أن يكون عليه،من وجهة نظر فنان اتخذ من غنائيات اللون وعذوبة سحره منعطفا تعبيريا،وثراء روحيا ومدخلا لمتنفسات وجدانية واستعمالات مشاعراتية صاخبة،تسامت تنوء بحملها محتويات مساحات لوحات غارقة بنور وسطوع معاملات ألوان الزيت أو(الأكريلك)ومواد أخرى ومعاجين مضاءة بمعالجات وتقنيات واعية تتوزع على عدة مستويات متداخلة في فضاءات اللوحة الواحدة .
كوابيس.. وأحلام يقظة
وفق ترتيبات ذهنية ورؤى وحوارات داخلية (دايلوك) أو استنارات ذاتية،تارة تتراءى على شريط أحلام وخواطر لونية،وتارات تتوافد بثقل وطأة كوابيس،وأحيانا-تخطف-على سجية تبرعمات حالات حب وفيوضات مشاعر من ندم وخيبات ظنون،شكلت المجموعة الأخيرة من أعمال(وائل المرعب)جملة من تقاطعات بخطوط تتوازى أو تلازم مع موجودات ومحتويات اللوحة،وهي تنفتح على بهاء فضاءات وتداخل احتدامات ضاجة،بتفاعلات درامية مدروسة،وتلميحات بمقاسات تصميمية مدعمة قادحة بإخراج فني دقيق، لم يزل يحتفي بوضع تسميات أسماء وعناوين لمواضيع الأعمال التي تجترحها ذائقة وثقافة وخبرة هذا الفنان المرهف الروح والعاطفة،وجدية مسعاه وتأطير رؤاه،بما ينسجم ونهج التعبير الخاص بعوالم ما سارت عليه تطلعاته التحديثية-بالأخص-خلال السنوات العشر الأخيرة من عمر تجربته الباصرة والمتفهمة لمعنى سبل التحليق بلوحاته بأجنحة من اختزال ولغة تداخل بلاغي يتقن براعة الحذف لصالح تعميق الإضافة وزجها كشرط تحليلي يناغم ما بين وحدات موضوعاته وهواجسه الفكرية،كما في لوحة حملت اسم (الشاعر)-مثلا- الى جانب عملين جديدين(جدا) كان قد استمد موضوعيهما من وحي وآثار السبي وانتزاع نبض الروح من الأبرياء،في حاضر ما يشهده العراق بعد غزو(الدواعش) لأجزاء ومناطق منه،فضلا عن تجديدات نتاجاته بفيض مشاعره الآسرة وتأملات يومياته الحزينة،بأحلامها وكوابيسها،بأفراحها ومخاوفها المتوقعة والمحتملة،ووطأة إحساسه جراء طغيان شعوره بالغربة وتفاقماتها ومعتملات دواخله نحو طراوة تلك الأيام ودبق الحياة التي غادرها -مضطرا-هنا...في بغداد... والتي شكلت زوادة شوق بنوبات حنين جمع بها حزمة صور لأعماله الأخيرة من تلك التي زودني من هنالك...من(كندا)...حيث يقيم فيها منذ عدة سنوات،لتكشف لنا-مجددا-وهج خصوصية أسلوبه،وتفردات نظرته للعالم الذي يقتطع منه أجزاء مما يريد،ليعيد ترتيب وتأثيث ما يبغيوفق مسلماته الجمالية،ومتسعاته الفكرية،وتوافقاته الحسية،والتي سرعان ما تستجيب لمتممات ثقافته وذخائر ذكرياته الموغلة في قدرة تباريها البارع مع اللون كقيمة تعويضية للكثير من الأشياء التي غابت من حياة(وائل المرعب)بفعل تقادمات الزمن،وتمادي الظروف المحدقة بالعراق،فضلا عن اكتواءاته المتكررة بجمرات نار الغربة.!!!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

التعديل الوزاري طي النسيان.. الكتل تقيد اياد السوداني والمحاصصة تمنع التغيير

حراك نيابي لإيقاف استقطاع 1% من رواتب الموظفين والمتقاعدين

إحباط محاولة لتفجير مقام السيدة زينب في سوريا

امريكا تستعد لاخلاء نحو 153 ألف شخص في لوس أنجلوس جراء الحرائق

التعادل ينهي "ديربي" القوة الجوية والطلبة

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

إندونيسي يتزوج 87 مرة انتقاماً لحبه الفاشل 

شباب كثر يمرون بتجارب حب وعشق فاشلة، لكن هذا الإندونيسي لم يكن حبه فاشلاً فقط بل زواجه أيضاً، حيث طلبت زوجته الأولى الطلاق بعد عامين فقط من الارتباط به. ولذلك قرر الانتقام بطريقته الخاصة....
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram