مفردة "الأسطة " اصلها فارسي "استا" دخلت الى اللغتين التركية والعربية ، وتعني الاستاذ ، والصانع الحرفي الماهر، يشهد له أصحاب المهنة بانه خبير في عمله ، ويعد مرجعا لا يمكن الاستغناء عنه ، حين تواجههم صعوبات وعقبات في عملهم ، ويعمل تحت يد الاسطة في اية مهنة "خلفات" ومساعدون ، يمنحهم حق ابداء الرأي على قاعدة التلميذ" اسطة ونص " واستنادا الى هذه الصفة اي اعتماد الاستشارة وتبادل الآراء ، انجز الاسطوات معجزات ولاسيما في مجال العمارة ، وظل منجزهم حاضرا وشاهد اثبات على منح مدنهم هوية معمارية ، مازالت تحتفظ بها بعد مرور مئات السنين على انشائها ، اما في بغداد ، فالعمارة تعرضت للتشويه بعد غياب اسطواتها .
الساسة والمسؤولون العراقيون لطالما اكدوا تمسكهم بمبدأ الشراكة في ادارة البلاد ، ومزاعمهم في هذا الشأن ، يعبر عنها عادة بقولهم ان الجميع في مركب واحد ، وعندما يغرق ستكون النتيجة معروفة ولا تحتاج الى توضيح، ومن كان سعيد الحظ في العثور على خشبة من حطام السفينة لربما يصل الى جزيرة وسط البحر ، ليواجه مصيرا اخر .
السفينة عادة يقودها ربان واحد ، اسطة يجيد عمله ، ولضمان وصولها الى بر الأمان لابد من تضافر كل الجهود ودعم الأسطة بكل الوسائل ، وفي حال تشبيه العملية السياسية في العراق بالسفينة ، يتطلب ضمان نجاحها التنازل عن المكاسب الشخصية والحزبية ، والتخلي عن إثارة الخلافات بين الشركاء والحلفاء ، والعمل المشترك لمواجة الإرهاب ، وإعادة النظر بكل الخطط الأمنية ، وإلغاء قوانين وتشريعات سابقة كانت سببا مباشرا في انضمام المتضررين منها الى فصائل مسلحة لا تؤمن بالديمقراطية والتداول السلمي للسلطة .
الاسطة العبادي يوم تصدى لقيادة السفينة ينتظر من الآخرين مساعدته في خطواته الإصلاحية ، وتحرير الوطن من خاطفيه المتورطين بسرقة المال العام ، رجال مافيات مدعومة من أحزاب متنفذة ، و قوى سخرت مليشياتها لتصفية من يحاول عبور الخطوط الحمر ويعلن مطالبته بأهمية تشريع قانون يقضي بحصر السلاح بيد الدولة.
فرضية ان يكون العراق سفينة بعشرين ربانا يعني ان الهواجس من وقوع الكوارث والمصائب والنكبات ستكون دائما مصدر قلق وإثارة مخاوف أبناء شعبه ، الأسطة العبادي مع الخلفات المخلصين المعروفين باحترام مهنتهم أمامهم مهمة الكشف عن الملفات السرية المغلقة وهي كثيرة ومسجلة بأسماء أشخاص ، مازالوا حتى هذه اللحظة يحرصون على استعراض عضلاتهم بإطلالة يومية عبر شاشات الفضائيات ليوجهوا رسائل الى الشعب العراقي تفيد بانهم خير من يقود البلاد ، نحو غد مشرق ومستقبل وضاء يعمل بخمسة امبيرات يتكرم بها ابو المولدة .
العراقيون تجرعوا مراراة معاناة السنوات السابقة ، وتحملوا فشل الأداء الحكومي والبرلماني ودفعوا ضريبة تدهور الأوضاع الأمنية بتقديم المزيد من الضحايا ، يعرفون جيدا ، من هو الأسطة الحقيقي ، القادر على تحقيق أحلامهم وآمالهم ، ويبعدهم عن رؤية نجوم الظهر.
الأسطة العبادي
[post-views]
نشر في: 26 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
عادل زينل
يبدو ان مفردة (العراقيون) قد تلاشت واصبح لكل مجوعة اسطة تعتمد عليه واذا قيض ان اتفق هؤلاء العراقيون على اسطة واحد فانهم يتراجعون عن اختياره , انه محنة تاريخية, ان لايعرف الشعب الاسطة الحقيقي واذا عرف فان مكوناته تنافق مع نفسها لابعاده , اما مايقوم به الع