أحتفل المسيحيون في محافظة السليمانية، الخميس، بأعياد الميلاد بدعوات لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وعودة النازحين إلى منازلهم، واقتصر الاحتفال على الأدعية والتراتيل، وفيما أكد نازحون من مدينة الموصل أن الاحتفالات لهذا العام تختلف عن سابقتها بسبب
أحتفل المسيحيون في محافظة السليمانية، الخميس، بأعياد الميلاد بدعوات لإعادة الأمن والاستقرار إلى البلاد وعودة النازحين إلى منازلهم، واقتصر الاحتفال على الأدعية والتراتيل، وفيما أكد نازحون من مدينة الموصل أن الاحتفالات لهذا العام تختلف عن سابقتها بسبب عمليات النزوح والحرب ضد تنظيم (داعش)، دعوا إلى تحقيق الأمن والسلام في عموم العراق. وقال راعي كنيسة مار يوسف القس أيمن في حديث إلى (المدى برس)، أن "اليوم هو يوم مجيد ونحن نحتفل وندعو الله أن يعيد أبناءنا المسيحيين النازحين والمسلمين ومن كل أطياف العراق إلى ديارهم التي هجروها بسبب الإرهاب الداعشي وهجماته البربرية على أبناء الشعب العراقي، ولم يفرقوا في قتلهم للمسيحي والمسلم الطفل أو المرأة أو الشيخ الكبير".
وأعرب يوسف عن أمله، أن "يكون العام المقبل 2015 عام الخير والعطاء والسلام والمحبة لكل العراقيين وأديانهم وطوائفهم واتجاهاتهم ومذاهبهم".
من جانبه قال الأب يعقوب في حديث إلى (المدى برس)، إن "الكنيسة تحتفل ببرنامجها الديني كل عام في السليمانية، وهذا العام له ترنيمته الخاصة بالنازحين من المسيحيين الذين لن يكون بوسعهم وخاصة في محافظة الموصل إحياء مراسم أعياد الميلاد مثل أقرانهم في دول العالم داخل الكنائس والأديرة بسبب الأوضاع الأمنية غير المستقرة في المدينة".
وأعرب يعقوب عن أمله، بأن "يكون العام الجديد عام 2015 عام القضاء على الإرهاب وطرده من المدن، وأن يعم الخير والسلام في ربوع العراق ومحافظاته وأن يعود المسيحيون إلى مدنهم، وان يعود كل النازحين والمهجرين من إخواننا المسلمين لأننا عراقيون ويجمعنا الوطن الواحد منذ آلاف السنين". من جانبها قالت نازحة مسيحية من ناحية برطلة في مدينة الموصل لينا جورج (28 عاماً)، في حديث إلى (المدى برس)، إننا "لم نشعر بفرحة العيد، فالعيد هذا العام يختلف عن الأعوام الماضية حيث تعودنا في كل عام أن نشتري الملابس الجديدة ونحضر (كليجة العيد) والحلويات ولكننا في هذا العيد بعيدون عن مناطقنا، ولم نهنئ أقاربنا ولم نزرهم كما هو الحال في الأعوام الماضية". بدوره يقول المواطن سمير رعد (35 عاماً) نازح من الموصل، في حديث إلى (المدى برس)، "نحن نعيش في هذا العيد وضعاً مزرياً، فالمسيحيون مهجرون داخل بلادهم ومشردون، معظم المسيحيين يعيشون في قاعات ضيقة في الكنائس والأديرة في إقليم كردستان، لقد دعونا الرب في هذا العيد أن يخلصنا وان تتحرر مناطقنا من داعش ونعود إلى ديارنا في أقرب وقت كما دعونا أن يعم السلام وأن تتحرر جميع المدن والمناطق العراقية من قبضة تنظيم داعش الإرهابي".
وكان بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس روفائيل الأول ساكو أكد، الخميس، أن ولادة المسيح تنعش فيهم الأمل لعودة اللاجئين إلى مناطقهم وإصلاح ما تهدم، فيما أكد أوضاع المسيحيين ما تزال حرجة ولا يبدو أن هناك حلولاً سريعة لمأساتهم.
وكان ساكو أكد في الـ(20 كانون الأول 2014)، أن اللاجئين المسيحيين في العراق "مازالوا يعيشون وضعاً مأساوياً ولا توجد أية حلول سريعة لهم، وفيما أشار إلى أنهم بحاجة وخصوصاً في عيد الميلاد والسنة الجديدة إلى "علامات تطمئنهم" بأنهم ليسوا متروكين ومنسيين، دعا جميع المسيحيين للصلاة والحفاظ على الوئام والشجاعة والأمل والثقة بأبيهم الله.
يشار إلى أن أحداث العاشر من حزيران، أجبرت قرابة 150 ألف عائلة على النزوح وترك بيوتها وممتلكاتها والتوجه إلى مدن كردستان خاصة دهوك وأربيل ومنهم من توجه الى كركوك والسليمانية والعاصمة بغداد، فيما يشهد العراق يومياً نزوح العشرات من المسيحيين للنزوح خارج وطنهم.
ويحتفل المسيحيون بأعياد الميلاد ابتداء من الـ25 كانون الأول، وتستمر الاحتفالات حتى الأول من السنة الجديدة.