قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أمس السبت إن الحكومة السورية على استعداد للمشاركة في لقاء مع المعارضة في موسكو.
وصرح المصدر لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنه "في ضوء المشاورات الجارية بين سوريا وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في
قال مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية أمس السبت إن الحكومة السورية على استعداد للمشاركة في لقاء مع المعارضة في موسكو.
وصرح المصدر لوكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" أنه "في ضوء المشاورات الجارية بين سوريا وروسيا حول عقد لقاء تمهيدي تشاوري في موسكو يهدف إلى التوافق على عقد مؤتمر للحوار بين السوريين أنفسهم من دون أي تدخل خارجي، تؤكد سوريا استعدادها للمشاركة في هذا اللقاء".
وأوضح المصدر أن القرار يأتي انطلاقاً من حرص دمشق على "تلبية تطلّعات السوريين لإيجاد مخرج لهذه الأزمة مع تأكيدها على استمرارها بمكافحة الإرهاب أينما كان وفي أي بقعة على التراب السوري توازياً مع تحقيق المصالحات المحلية التي أكدت نجاعتها في أكثر من منطقة".
وأضاف المصدر أن دمشق تؤكد أنها كانت وما زالت على استعداد للحوار مع من يؤمن بوحدة سورية أرضاً وشعباً وبسيادتها وقرارها المستقل بما يخدم إرادة الشعب السوري ويلبّي تطلعاته في تحقيق الأمن والاستقرار وحقناً لدماء السوريين كافة.
وأعلنت موسكو، الحليف الرئيسي للنظام السوري، أخيراً أنها تعمل على جمع ممثلين عن المعارضة والحكومة السوريتين على أرضها لإجراء مفاوضات حول سبل حل النزاع الذي تسبب بمقتل أكثر من مئتي الف شخص.
وسيمهد لهذا اللقاء اجتماع للمعارضة السورية تنظمه موسكو يضم مسؤولين من "المعارضة الداخلية والخارجية"، "قادرين على طرح أفكار" تسمح بالتوصل إلى تسوية للنزاع، كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش في مؤتمر صحافي عقده الخميس.
ولم تعلن موسكو من هي الجهات المعارضة التي ستدعى إلى الاجتماع.
وكان منذر خدام، رئيس المكتب الإعلامي في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي من المعارضة السورية في الداخل المقبولة من النظام، أعلن الأربعاء أن فصائل من معارضة الداخل والخارج بدأت التنسيق في ما بينها لعقد اجتماع في القاهرة من اجل التوصل إلى رؤية سياسية موحدة لحل الأزمة السورية.
وأشار إلى أن الاجتماع سيمهد للقاء آخر يعقد في موسكو، وسيضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية بينها هيئة التنسيق التي تضم 12 حزباً والإدارة الذاتية الكردية وقوى من الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وتوقع مصدر معارض آخر أن "يعقد اجتماع القاهرة في منتصف كانون الثاني (يناير)".
وأعلن الرئيس السوري بشار الأسد في 10 كانون الأول (ديسمبر) بعد لقائه نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن دمشق تتعاطى بإيجابية مع مساعي موسكو لإيجاد حل للازمة في بلاده.
وأوضحت وزارة الخارجية الروسية عقب لقاء الأسد مع بوغدانوف ان الاتصالات السورية السورية المزمع عقدها "تصب في مصلحة العملية السياسية المستندة إلى بيان جنيف في 30 حزيران (يونيو) 2012".
من جانب آخر أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري السبت بعد اجتماعه برئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض هادي البحرة أن هناك توجهاً لعقد اجتماع بين الأطياف المختلفة للمعارضة السورية، وذلك بالتنسيق مع إحدى الدوائر الفكرية في مصر، حتى يلتقوا تحضيراً للاجتماع الذي سيعقد في موسكو وفق المبادرة الروسية. وأضاف شكري إننا نبحث الخطوات المصرية القادمة في الملف السوري مع الإخوة السوريين، إذ بحثناها اليوم مع رئيس "الائتلاف الوطني السوري" المعارض، وبحثناها الأسبوع الماضي مع رئيس "هيئة التنسيق السورية" المعارضة، التي دعت إلى حل تفاوضي بلا شرط رحيل الأسد.
وأوضح شكري ان بلاده تتواصل مع كل الأطراف، قائلاً "بالطبع هناك تواصل مع المعارضة سواء كانت الائتلاف السوري أو هيئة التنسيق وكلها أطياف تمثل الشعب السوري ولدينا تواصل معها، كما أننا نتواصل مع كل الأطراف الدولية والإقليمية المهتمة بالشأن السوري". وأضاف أن اهتمام مصر بمصلحة الشعب السوري ووحدة سوريا مستمر للوصول إلى حل سلمي لهذه الأزمة.
وثمن البحرة من جانبه جهود القاهرة، قائلاً إنه "أطلع الإخوة في مصر على أن الائتلاف بدأ عملية حوار مع أطراف أخرى في المعارضة السورية".
وأضاف البحرة في تصريحات للمحررين الديبلوماسيين عقب اجتماعه مع الوزير شكري أن مصر تسعى إلى إيجاد المناخ المناسب لدفع عملية الحوار والاتفاق على حل سياسي للوضع الحالي في سوريا، واصفاً الوضع في بلاده بأنه "معقد جداً وهناك تداخلات إقليمية ودولية ومرتبط أيضاً بقضايا أخرى".
وأوضح أنه بحث مع شكري خطة المبعوث الدولي إلى سوريا ستافان دي ميتسورا، و"رؤيتنا حولها والظروف المناسبة لإنجاح مثل هذه المبادرات مع وجود ضمانات دولية بشأنها، كما طرحنا أيضاً ما نسمع عن المبادرة المصرية والجهود التي تبذلها القاهرة".
وعن كيفية تعامل المعارضة مع الطرح الروسي للخروج من الأزمة السورية، رأى البحرة أن "موسكو لا تزال حتى هذه اللحظة حليفةً للنظام، وتقدم له السلاح والمال الذي يستخدمه لقتل الشعب السوري، وبالتالي لا يمكن لروسيا أن تكون الطرف المحايد وعليها أن تبذل المزيد من الجهود لتوقف هذا الدعم (...) وتتجه نحو الشعب السوري لتكون على الأقل حيادية".