TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > أولمبية الدفع بالآجل

أولمبية الدفع بالآجل

نشر في: 27 ديسمبر, 2014: 09:01 م

عرفنا من مهازل العمل الرياضي طوال السنين الماضية ما جعلنا نضرب الكفوف على الرؤوس تأسفاً لواقع مرير ابتلى بنوعية خاصة من "البؤساء" هواة العمل الاداري الذين لا يفقهون متطلباته سوى الايفاد للهروب الى نعيم الدنيا وسحر الارض خلاصاً من التزامات كبيرة ليس لديهم القدرة على الإيفاء بها، لكن أن تصل المهزلة الى قيادة الأولمبية وتشعر الاتحادات بتسديد مستحقاتها بـ(الآجل) لتمشية عجلة الرياضيين وألعابهم فهذا انذار مبكر يمهد لغلق أبواب الأولمبية لانها لم تعد قادرة على النهوض بدورها "الميت" بعدما تركت الاتحادات تغرق في العوز من دون أن تمتد لها يد الانقاذ مع خواتيم عام موّشح بالقلق أبكاناً أكثر مما أفرحنا في سوح الرياضة.
لذلك يجب ألا نوجه عبارات العتب ضد الأمين المالي للجنة الأولمبية سمير الموسوي وهو يتحدث بصراحته المعهودة للإعلام عن وجود تلكؤ واضح في مفاصل المكتب التنفيذي للجنة الأولمبية وهو الأدرى بشعابها بفراسة وحرص كبيرين، لافتاً الى تحركه مع عدد من اعضاء الهيئة العامة لعقد مؤتمر قريب يطالبون فيه سحب الثقة من اعضاء في المكتب رافقت عملهم أخطاء كثيرة وبدوا كأنهم خارج التوليفة الأولمبية المفترض أن تراعي مصالح الجميع بعدلٍ ولا تنتقي العلاقات حسب الولاءات والتوافقات، فبهذا الشكل تكون أهداف الأولمبية الوطنية قد خرجت عن حدود واجباتها الطوعية واضعفت قيمتها كراعية رسمية يراهن عليها البلد في رسم سياسة مالية وخطط ستراتيجية تنهض بالرياضة وتنشّط وجودها الخارجي للمنافسة في البطولات من دون أن يشعر الرياضي بشحة الدعم وقلة مستلزمات الإعداد لتحقيق الإنجاز.
ولم تكن الاتحادات الرياضية المعنية بصناعة الإنجاز الضحية الوحيدة في العجز الأولمبي عن تأمين ميزانية مناسبة لتنفيذ الروزنامة المحلية والدولية، بل دفعت الصحافة الرياضية الثمن أيضاً بتغييب موفديها عن أداء دورهم في بطولة أمم آسيا وتسليط الضوء على مجريات مباريات الأسود الثلاث وما يصاحب البعثة من احداث وردود افعال يستوجب نقلها بأمانة الى الجمهور الرياضي أسوة ببقية المنتخبات لاسيما الخليجية التي بادرت اتحاداتها الوطنية لتكريم الصحفيين بمرافقتهم لها على متن الطائرات الخاصة التي تقلهم الى سيدني، وكان ينبغي التحرك السريع لتأمين احتياجات البعثة ومن ضمنها الوفد الصحفي الذي غالباً ما يكون في آخر قائمة اهتمام وفود الاتحادات وليس كرة القدم فقط ، ويتحمل اتحاد الصحافة الرياضية جزءاً من التقصير في غياب الموفد لعدم المفاتحة المبكرة والتنسيق مع مسؤولي الأولمبية واتحاد الكرة في تأمين الموافقات والتخصيصات اللازمة ، ولأن الإيفاد الى بطولة أمم آسيا لا يخص أي عضو من مجلس إدارة اتحاد الصحافة الرياضية (المنحل) بقي الموضوع مهملاً حتى تم وئده بحجة التقشف !
إن حرارة تطمينات رئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي بخصوص توفير الدعم لجميع الاتحادات واجب وليس منّة لا تكفي صراحة لإزاحة الثلج في العلاقة بين الاتحادات المركزية والمكتب التنفيذي، بل يجب ان تكون هناك إجراءات منطقية لمكاشفة المُخالفين ومواجهة مُريدي اشعال الفتن ليكون الجميع سواسية أمام القانون الأولمبي ولا يجوز تهميش اتحاد على حساب آخر أو انتهاز فرصة صعود البعض منصّة التنفيذي بغفلة من الزمن ليمارس تصفية الحساب الشخصي وتسديد فواتير التوترات السابقة مع رؤساء اتحادات يعانون الأمرين من عرقلة مساعيهم في قيادة ألعابهم وتأخير حسم أوراقهم الرسمية المتعلقة بتوفير أفضل سُبل نجاح منتخباتهم، هذه الاحتقانات تختزن مشاعر الكُره والحِقد ربما تُسقط آخر جدران الثقة بالمكتب التنفيذي في إعصار طرح الثقة الوشيك مع سحابات القناعة بالتغيير طالما بقيت الاتحادات رهينة مزاج المتصيّدين بالمواقف والعبارات ممن أمِنوا المساءَلة والعقاب وتركوا قارب الرياضة يتقلّب في مساره بالصدفة برغم خطورة مصيره.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

سوريا المتعددة: تجارب الأقليات من روج آفا إلى الجولاني

العمود الثامن: بلاد الشعارات وبلدان السعادة

 علي حسين نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة...
علي حسين

قناطر: شجاعةُ الحسين أم حكمةُ الحسن ؟

طالب عبد العزيز اختفى أنموذجُ الامام الحسن بن علي في السردية الاسلامية المعتدلة طويلاً، وقلّما أُسْتحضرَ أنموذجه المسالم؛ في الخطب الدينية، والمجالس الحسينية، بخاصة، ذات الطبيعة الثورية، ولم تدرس بنودُ الاتفاقية(صُلح الحسن) التي عقدها...
طالب عبد العزيز

العراق.. السلطة تصفي الحق العام في التعليم المدرسي

أحمد حسن المدرسة الحكومية في أي مجتمع تعد أحد أعمدة تكوين المواطنة وإثبات وجود الدولة نفسها، وتتجاوز في أهميتها الجيش ، لأنها الحاضنة التي يتكون فيها الفرد خارج روابط الدم، ويتعلم الانتماء إلى جماعة...
أحمد حسن

فيلسوف يُشَخِّص مصدر الخلل

ابراهيم البليهي نبَّه الفيلسوف البريطاني الشهير إدموند بيرك إلى أنه من السهل ضياع الحقيقة وسيطرة الفكرة المغلوطة بعاملين: العامل الأول إثارة الخوف لجعل الكل يستجيبون للجهالة فرارًا مما جرى التخويف منه واندفاعا في اتجاه...
ابراهيم البليهي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram