اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > الآثار البيولوجية في مسرح الجريمة وأهمّيتها الجنائية

الآثار البيولوجية في مسرح الجريمة وأهمّيتها الجنائية

نشر في: 28 ديسمبر, 2014: 09:01 م

الآثار البيولوجية من الآثار المهمة جداً في مسرح الجريمة. وهي تتميز باختلافها عن الآثار المادية الأخرى في مسرح الجريمة باختلاف طبيعتها، وذلك لكونها ذات أصول حيوية/بايولوجية/ أولاً. والنشاط الحيوي البيولوجي لهذه الآثار مهم جداً، خصوصاً وقد أمكن تكثير ا

الآثار البيولوجية من الآثار المهمة جداً في مسرح الجريمة. وهي تتميز باختلافها عن الآثار المادية الأخرى في مسرح الجريمة باختلاف طبيعتها، وذلك لكونها ذات أصول حيوية/بايولوجية/ أولاً. والنشاط الحيوي البيولوجي لهذه الآثار مهم جداً، خصوصاً وقد أمكن تكثير النشاط البيولوجي، وتطويره، إلى الحد الذي يجعله صالحا لإجراء الاختبارات المتعلقة بهذه الآثار.
لذلك فإن الأساليب الواجب اتباعها في تسجيل وحفظ ورفع ونقل هذا النوع من الآثار له طبيعة خاصة. وبقدر ما يطبق الأسلوب العلمي الصحيح في هذا الجانب، فان ذلك يخفف العبء عن خبراء المختبر الجنائي، ويسهل الوصول إلى الحقائق بأسرع وقت، وبأقل جهد.
ولابد من الانتباه جيداً إلى ان مراعاة أصول الحفظ، والتحريز الصحيح، يحفظ للدليل قيمته القانونية عند المحاكم، ويدفع شبهة العبث أو الإهمال، أو التبديل، أو التلوث. مثلما يحفظ له قيمته المادية من التعفن والتلف والفساد .
ما هي الآثار البيولوجية ؟
تشمل الآثار البيولوجية ما يأتي:
1- الدم. 2- سوائل الجسم الأخرى. 3-الأنسجة والخلايا. 4- العظام. 5- الشعر. 6- الحيامن أو الحيوانات المنوية.
وهنا لابد من الانتباه: في حالة التعامل مع الآثار البيولوجية، فإنه يجب على المحقق والفني الجنائي، الذي يقوم برفع وتحريز هذه الآثار، ضرورة ارتداء قفازات(كفوف)، وكمامات-عند الضرورة، حتى لا تختلط الآثار البيولوجية، التي عثر عليها في مسرح الجريمة، بالعَرَق، أو اللعاب، الذي يمكن ان يصدر من المحقق أو الفني، أو غيرهما، أثناء العمل..
من جهة أخرى، فإن استخدام وسائل الوقاية من الأمراض المُعدية ،كالكمامات والكفوف، مهم جداً، إذ أن الآثار البيولوجية غالبا ما تحمل الجراثيم، والفيروسات،والأمراض التي يعاني منها الضحية، وأحياناً الجاني، وقسم منها خطر،مثل فايروسات الأيدز، والتهاب الكبد الوبائي، وغيرها. وباستخدام وسائل الوقاية يحمي المحقق الجنائي، والفني، وغيرهما، أنفسهم من انتقال العدوى إليهم، ودرء نقلها إلى الآخرين .
الأمر الآخر الذي يجب الانتباه إليه هو البحث في مسرح الجريمة عن الآثار في الأماكن التي يتوقع وجودها فيها. ففي جرائم الاعتداء الجسدية،مثلاً، يُتوقعُ العثور على عينات شعر، أو بقع دم، أو أثر لعاب على جسد المجني عليها، أو على ملابسها. كما يتوقع وجودها على جسم المشتبه به، أو تحت أظافر المجني عليها، أو لدى الجاني، وعلى أعقاب سجائر ملقية في المكان، أو بقايا عرق الأيدي على الأسطح والأماكن التي لامسها الجاني، أو الجناة، أو المجني عليها، أو المجني عليهم .
ويتوقع وجود الآثار البيولوجية، وخصوصاً السوائل المنوية في الاعتداءات الجنسية، في مناطق الملامسة، المتوقعة بين الجاني والمجني عليها أو عليه. وتتجاوز نقاط الملامسة هنا مناطق المواقعة والأعضاء التناسلية، إلى أعضاء أخرى، وفي أشياء أخرى، حملت آثاراً منوية، أو عرقاً، أو شعراً، أو لعاباً، وخلاف ذلك من الآثار البيولوجية، وغيرها .
وحتى لا يقع سوء فهم حول ارتباط الآثار البيولوجية بجرم ٍ، أو نوع من الجرائم، علينا ان نتوقع الآثار البيولوجية في جميع أنواع الجرائم، من دون استثناء..
للتدليل على ذلك نسوق المثال الآتي :
حدث أن شوهد أحدهم يقوم بسرقة بعض الحاجيات من سيارة متوقفة، وأثناء مطاردته من قبل الشرطة سقطت قبعة(شفقة) كان يضعها على رأسه.. ضُبطت القبعة(الشفقة) وأرسلت للمختبر، حيث امكن العثور على شعرة عالقة بها، امكن فحصها، وتحديد مصدرها، من خلال قاعدة بيانات الجينات الوراثية (DNA)، وتبين أنها تعود لأحد أرباب السوابق. اعتقل واعترف في ما بعد بارتكاب الكثير من السرقات على هذا النحو. وما دمنا نتحدث عن التعامل مع الآثار البيولوجية في مسرح الجريمة، فإن مكان العثور على الآثار، والوضع والشكل الذي كانت عليه، مسألة ذات أهمية،ولذا كررنا أكثر من مرة،في فصول سابقة، ضرورة عدم تضييع أي دليل من الأدلة الموجودة،أو العبث بها، أو الإهمال في المحافظة عليها، وذلك لدورها المهم في الإثبات الجنائي، من حيث نَسَب الجريمة إلى فاعلها، أو من حيث تحديد الوصف القانوني للجريمة (التكييف ).. في السياق ذاته، فإن إهمال تثبيت مكان العثور على الآثار، والمحافظة على الوضعية والشكل الذي كانت عليه،وتثبيته، قد يؤدي إلى فشل التحقيق، أو إثارة الشكوك حول أشخاص أبرياء في جرائم لم يكن لهم ضلع فيها.. فعلى سبيل المثال:من خلال التحقيق في أشكال البقع الدموية، وتناثرها، وبعدها، أو قربها، من الجثة، قد ترشدنا إلى المكان الفعلي لارتكاب الجريمة، وعن وضع الجاني، والمجني عليه، وأيهما المعتدي، وأيهما كان في حالة دفاع شرعي، أو في حالة هروب قبل ارتكاب الجريمة، مثلاً.
كما تبرز أهمية ذلك في تحديد ما إذا كانت الآثار والأدلة حقيقية أم مفتعلة- بقصد تضليل المحقق . من كل ذلك تأتي ضرورة عدم السماح بإهمال المحافظة على الأدلة الموجودة، وعدم العبث بها .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram