يقول د. أجود العزاوي(عاجلتني الغربة قبل أن يتسنى لي أن أودع بعض ما أفرغته من روحي على الورق والقماش من إيحاءات ورموز بهاء مدينتي بغداد بتراثها ومعاصرتها، وبما أبهرت به من جيل الرواد وأولهم أستاذي عطا صبري ومعلمي قاسم ناجي ,وممن تلاهم من مبدعين هم مصد

يقول د. أجود العزاوي(عاجلتني الغربة قبل أن يتسنى لي أن أودع بعض ما أفرغته من روحي على الورق والقماش من إيحاءات ورموز بهاء مدينتي بغداد بتراثها ومعاصرتها، وبما أبهرت به من جيل الرواد وأولهم أستاذي عطا صبري ومعلمي قاسم ناجي ,وممن تلاهم من مبدعين هم مصدر فخر لهذا الوطن ولأجياله المتعاقبة ، ومما أوجعني أني أضعت في طريق عودتي ، جل ما صنعت ، كنت أدخره لبغداد وقاعاتها !)
هكذا يبدأ الفنان د. جواد العزاوي حديثه عن معرضه الذي أقامه في قاعة حوار. والعزاوي من مواليد 1942 يحمل شهادة الدكتوراه في علوم الاقتصاد من جامعة غرنويل للعلوم الاجتماعية في فرنسا ، وعمل مستشارا في وزارتي التربية والنفط ، وخبيرا في الاوابك , واستشاريا للطاقة مع الاتحاد الأوروبي والتحق بوزارة الخارجية كوزير مفوض ، وحاليا يعمل مستشارا لوزير الخارجية . والفن يمثل الوجه الآخر للسياسي والاقتصادي أجود العزاوي الذي نجد في أعماله روحا صوفية تحاول أن تخفي رموزها لكنها تنكشف أمام ما يسطره إبداعها بموسيقى اللون وعشق الرمز المتجلي في تلافيف اللوحة. وموضوعاته مستمدة من الروح الخالصة للخط العربي الذي يهيمن على أسلوبه ورسوماته .
التقينا بالفنان د. أجود العزاوي ودار معه هذا الحوار :ـ
* هل كانت غربتك قسرية أم اختيارية؟
- كانت قسرية . فقد كنت وزيرا مفوضا في وزارة الخارجية في بداية تسعينات القرن المنصرم . وكان الحصار القاتل يعيق الحياة في العراق . فقرأت الواقع بعلمية ووجدت ان الحصار سيطول لأمد طويل, كذلك العقوبات الاقتصادية الأخرى جعلتني أصل إلى نتيجة أن الأمور لن تتعدل خلال فترة قصيرة . فقمت بكتابة تقرير مهني يوضح الواقع وقلت أن الأمر يتعلق بموضوع سياسي وليس قانونا
دوليا ! كما أرادوا تصويره. وعلينا أن ندفع ثمنا غاليا هو الحرب والأمور متروكة للقيادة . وكان هذا الأمر في بداية عام 1992وتمت مناقشته في المجلس الوطني. وبعد التقرير قررت مغادرة العراق فتم الاعتداء على بيتي وأرادوا اعتقالي.
* تأثير الغربة على فنك ؟
- وجدت نفسي بعيدا عن أهلي ومعدم الوسيلة ، فسكنت في الريف بالسلط في الاردن . واتجهت إلى رسم التخطيطات الملونة. وأصبحت ارسم رموزا واضحة لأني كنت متحررا من القيود ولا أخاف شيئا كما كنت في العراق . والعزلة ساعدتني في تكوين رؤيتي الفنية . كذلك دفعتني للعمل باختصاصي كخبير طاقة.
* هل ما زلت تحتفظ بتخطيطاتك؟
- بعضها ضاع وبعضها الآخر موجود لدي. وهي تتحدث عن شناشيل وشبابيك بغدادية .
* الم تحاول تنفيذها كلوحات فيما بعد؟
- الفكرة مازالت تراود ذهني. وربما أنفذها قريبا ,بالرغم من تحولي في الأسلوب من شبه الواقعي إلى التجريدي .
* هل تأخذ المرأة حيزا في أعمالك؟
- نعم ، المرأة لها أهمية عندي, وتظهر كوجوه رمزية وليس بصفة واضحة . والمرأة هي حياتنا فهي أمنا وحبيبتنا .
*هل فكرت بإقامة معرض خاص عن المرأة؟
- لديّ لوحة في عام 1992او 1994أسميتها العراق وتمثل امرأة بدون ملابس مقطعة الأذرع وهي تذكرني بأعمال بيكاسو وهي حبلى ، واقصد حبلى بالحروب كما يحدث اليوم في العراق .
* رسالة المعرض؟
- كنا نبحث عن اسم المعرض واتفقنا على تركه بلا اسم ، لكني في ليلة إقامته توصلنا الى اسم(مفترق طرق) وكأني أعيش انا والناس في مفترق طرق , وقربنا الاسم الى (تقاطعات) وهو الاسم الذي حمله فولدر المعرض . واردنا من خلاله توعية الناس بالظروف التي تحيط بنا ونحن في مفترق طرق !
*كم لوحة يضم المعرض؟
- 27 لوحة