تحقيق وتصوير وائل نعمةحينما ذهبت ( هدى ) الى مكتبة الكلية لتبحث عن مصادر خاصة بدراستها، لم تجد ضالتها في هذا المكان ، مما دفعها إلى ان تتجه الى مكتبات أخرى ، تتكبد من أجلها عناء الطريق والجهد والوقت الذي يذهب دون مبرر، ناهيك عن المال الذي يبذل من أجل الحصول على مصادر المفروض بها ان تكون متوفرة في مكتبة الكلية.
هدى طالبة الماجستير في كلية التربية (ابن رشد) التي تبحث في طرائق التدريس وهو موضوع دراستها للماجستير ، تشكو من مشكلة حدثت في كليتها ودائما ما تحدث ، وتعطل مسيرة طالب الدراسات العليا وتجعله مقيدا ، لأنها تمس صميم عمله الا وهي مشكلة المصادر، من كتب وأطاريح ودوريات وغيرها . حيث ان كلية التربية في جامعة بغداد (أبن رشد) تحوي مكتبة صغيرة وفيها عدد محدد من الكتب الخاصة بدراسات التربية المختلفة ، ورغم شحة كتبها هناك من يفاقم المشكلة ، حيث ماتزال هدى منذ اكثر من أسبوع ما تزال تبحث عن كتب مهمة لدراستها وبحثها ، ودونها لن يستقيم الأمر وستضطر الى ان تسلك طرقا اخرى للحصول عليها ، و المشكلة تكمن في ان إحدى التدريسيات في الكلية قد استعارت هذه الكتب لطالب اخر من خارج الكلية او الجامعة وأياً يكن، المهم انها اخذت الكتب وسجلت الاستعارة بأسمها ولم ترجعها الى الآن . أمينة المكتبة تجد ان هذه مشكلة دائمة الحصول ، حيث ان معظم المكتبات في الكليات المختلفة تعتمد نظاماً للإعارة ، حيث ان طلاب الكلية هم الوحيدون من لهم الحق في استعارة الكتب ولمدة ثلاثة ايام من مكتبة الكلية ، وغيرهم يسمح لهم بتصوير الكتاب او الاطلاع عليه داخل المكتبة ، اما الاطاريح فلا يسمح بتاتا باستعارتها وإنما فقط استنساخها بجهاز النسخ الموجود داخل المكتبة . لكن أحيانا تحدث بعض ( الاحراجات ) من خلال قيام احد التدريسيين باخذ كتاب لطالب اخر( خارج او داخل الجامعة ) ،ويذهب والكتاب في يده وأحيانا كثيرة يتأخر في إرجاعه، وهنا تقع المشكلة حينما يأتي الطالب باحثا عن كتب او مصادر خرجت ولم تعد ! البحث عن المصادر طالبة أخرى وجدناها قابعة في مكتبة كلية الآداب تقلب الاطاريح ، وتنظر بعين ( المغبون حقه ) لأنها تركت مكتبة كليتها التي تعطيها الحق في استعارة الكتب ، وجاءت باحثة في مكتبة كلية أخرى لا تعطيها الا حق الاطلاع او تصوير الاوراق داخل أروقة المكتبة . ف ( هديل ) طالبة الدراسات العليا في كلية التربية بجامعة بغداد ضاقت ذرعا بالبحث عن الكتب الخاصة بدراستها ، وقد وجدت نفسها في كل المكتبات جالسة تبحث بين الأوراق عن فصول وأبواب وأقسام تنفعها بدراستها ، وفي أحيان كثيرة لا يجدي بحثها نفعا فتضطر الى الخروج الى الشارع وتجند أخاها معها لأنها تخشى الخروج بمفردها، وتتجول في شارع المتنبي وباب الشرقي عسى ان يكون لبحثها مخرج. مكتبة الأداب فيما كانت أمينة مكتبة كلية الآداب بجامعة بغداد ، ( نجاة علي ) غير راضية تماما عن حالة المكتبة ، لكن للضرورة أحكام كما يقال . فالمكتبة قد سرقت وأحرقت بعد احداث 94 ولم يبق منها غير الرماد ، بعد ان كانت عامرة بكتبها ومخطوطاتها ووثائقها ، فالمكتبة ما تزال تعاني من عدم وجود المخطوطات. والاطاريح فيها نقص 20% ، ولولا خزن نسخ أخرى منها في مخزن الكلية الخاص الذي لم يصله الحريق لذهبت كل الاطاريح وأصبحت أثراً بعد عين. وبجهود المحبين والمهتمين بالكتب ، والساعين لإعادة مكتبة الكلية في خدمة الطلاب، استطاعت الكلية ان تستعيد أنفاسها ،بعدما أعيد بناؤها من جديد ، وقامت مؤسسة اصدقاء الكتاب برفد المكتبة ب 500 كتاب ، وتوافدت الاهداءات من الأساتذة والشخصيات الأدبية والسياسية ، وقد ساهمت الدكتورة فائزة حسين هادي وزوجها المقيمان في انكلترا بأهداء مكتبة كاملة من الكتب المهمة الى مكتبة الكلية . ومن جهة اخرى هناك جانب سلبي قد جعل المكتبة تخسر الكثير من كتبها المهمة ، حيث تنوه امينة المكتبة الى هذه الظاهرة السلبية ، وهي ما قام به بعض الطلاب الذين استعاروا كتباً قبل سقوط النظام من المكتبة وعندما أعيدت الدراسة بالجامعات لم يقوموا بإرجاع الكتب التي استعاروها. ورغم مطالبة الجهات الأمنية للبعض منهم ممن تذكروا بأنهم اخذوا كتباً ولم يعيدوها الا انها تقابل بالإنكار ويصرون على أنهم لم يأخذوا اي كتاب . وببقائنا في مكتبة كلية الآداب وجدنا حسن النجفي احد طلبة الدكتوراة في الادب العربي بجامعة الكوفة ، وكانت هناك حالة من الاستغراب بسبب انتقال حسن من مكتبة جامعة الكوفة واللجوء الى مكتبة جامعة بغداد قاطعا كل تلك المسافة ! لم يكن حسن محبا للسفر وترك أهله ولم يقطع كل هذه المسافة الا اضطرارا لان مكتبة جامعة الكوفة فقيرة جدا في الاطاريح وهي ما يبحث عنها ، لذلك جاء باحثا عنها في مكتبة كلية الآداب التي يقول عنها :انها أفضل بكثير من مكتبة جامعتنا ورغم قلة المصادر هنا أيضا الا أنها أفضل حالا من غيرها . مكتبة في الصباح فقط حين تدخل الى مكتبة كلية الهندسة بجامعة بغداد فانك ستجدها مليئة ومكتظة بالكراسي والطاولات لكن دون قراء! أمينة المكتبة (ليلى) ترى ان الإقبال جيد بالنسبة لطلبة الدراسات العليا ومتوسط بالنسبة لطلبة الدراسات الأولية وأكثر الطلاب حضورا هم طلاب هندسة الميكانيك وهندسة المدني لان دراستهم تحتاج دائما الى مصادر خارجية . وعن
مكتبات الجامعات العراقية .. كتب مفقودة وأطاريح مزيفة
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 04:25 م