حلول العام الجديد يفرض على العراقيين اعتماد طريقة واسلوب حداثوي في التعامل مع المسؤولين والسياسيين، لانهم تحملوا من الانتقادات واللوم والاتهامات واحيانا السخرية ما يعجز الجمل على حمله ، لذلك وفي ضوء متطلبات ما بعد الحداثة ، يجب ان يكون عام 2015 بداية لتجاوز اخطاء السنوات السابقة ، بجملة خطوات في مقدمتها احترام المسؤول ، ودعمه في السرّاء والضرّاء ، والابتعاد عن الحديث حول امتيازاته وعدد عناصر حمايته وسيارته المدرعة ذات الدفع الخماسي وليس الرباعي ،والمقصود بالخماسي هنا تفاني المسؤول في الدفاع عن حقوق شعبه .
الدفع الخماسي للمسؤول يتحقق بالدعم الشعبي الواسع ، وإعلان الإيمان المطلق بقدراته الجبارة على تحقيق النصر على الإرهاب ، ثم التوجه نحو الإعمار والبناء ، والعملية تتطلب اولا الكف عن رصد أخطاء الوزراء ووكلائهم والمستشارين والسفراء ورؤساء الهيئات المستقلة ، وشرها على الحبل ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي ، بحيث أصبح الكثير من المسؤولين مسخرة ومضحكة تلاحقهم اتهامات التورط بسرقة المال العام ، وتعيين المقربين موظفين في السفارات العراقية بدول خارجية، والاستحواذ على البعثات لصالح الأبناء والبنات لاستكمال دراساتهم في الخارج للتخلص من تداعيات تراجع الأوضاع الأمنية ، ومشاهدة إطلالة بعض النواب اليومية عبر شاشات الفضائيات .
المسؤول صاحب الدفع الخماسي يستحق الشكر والثناء ، لانه جازف بحياته يوم شارك في العملية السياسية ، ووافق على شغل منصب وزاري بتكليف من رئيس كتلته النيابية او رئيس قائمته الانتخابية ، وهو مكلف بتنفيذ واجب مقدس ، تنازل عن حريته الشخصية، وفضل الاقامة الجبرية في المنطقة الخضراء ، ليس بإمكانه القيام بجولة في أحياء العاصمة ، وتناول الباجه في مطعم الحاتي في منتصف الليل بعد قضاء سهرة في منتدى ليلي، ساعات عمله تمتد من الصباح الباكر وحتى المساء ، يستقبل الضيوف ويعقد اجتماعات يومية ، ويقابل المراجعين لانجاز معاملاتهم بأسرع وقت ممكن ، يخضع لرقابة هيئة النزاهة ، والمفتش العام ، وترفع عنه تقارير يومية او اسبوعية من موظفين تخصصوا بكتابة التقارير ينتمون الى احزاب متنفذة ، ويتعرض للاستجواب من مجلس النواب على شبهات تتعلق بقضايا فساد ، وفوق كل هذه الضغوطات يلاحق المسؤول حيف كبير ، وتطارده نظرات الحسد ، واحتمال التعرض لمحاولات اغتيال بعبوات ناسفة وسيارات ملغمة ومسدس مجهز بكاتم الصوت .
في العام الجديد ولغرض إرساء علاقة جديدة بين المسؤول والسياسي من جهة ، وشعبهم من جهة اخرى ، ولحسم الملفات الشائكة والمعقدة ولتجاوز كل مظاهر الانقسام والخلاف السياسي ولتحسين الأداء الحكومي والنيابي ، تتطلب المرحلة اللاحقة رفع شعار ما يطلبه المسؤولون ،ليتفرغوا لخدمة المصالح الوطنية ، بجعل السنة الجديدة هدنة طويلة ، خالية من الانتقادات الجارحة ، فالمسؤول من دم ولحم يحتاج الى التشجيع والتصفيق ، وترديد الاناشيد الوطنية ليصل الى خط النهاية ويحرز الميدالية الذهبية ،ليمنحها لزوجته الثانية او الثالثة هدية باسم الجماهير.
ما يطلبه المسؤولون
[post-views]
نشر في: 30 ديسمبر, 2014: 09:01 م
جميع التعليقات 1
ام رشا
خطية المسؤولين شرح يسوون بعد التقشف الذي اعلنه زيباري ..اكيد رح منا وغادي يتغدون تمن ومركة بلا لحم ويتعشون تشريباية ..الله يعينهم