TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عام التغيير؟

عام التغيير؟

نشر في: 30 ديسمبر, 2014: 09:01 م

الاختلاف ممكن بين العام الجديد والعام المنصرم الآن وكل أعوامنا البائسة .. والتغيير ممكن في العام الجديد أيضاً مثلما حصل تغيير مُعتبر في حياتنا في العام الراحل نهاية هذا اليوم .. كل ما يتطلبه الأمر أن يتوفر أهل العزم الذين يعملون للاختلاف والتغيير، فما من شيء يحصل من تلقاء نفسه، والسماء لا تمطر غير الماء والثلج والغبار.
حتى منتصف 2014 بدا لكثيرين في هذي البلاد أن لا ضوء في نهاية نفقنا الطويل، وقد تبيّن وجود كوة تكشّف لنا تحت الضوء القادم منها ان ثمة باباً للاختلاف والتغيير موارباً كان بانتظار من يدفع ليفتح، وحصل أن تقدّم الشجعان من بغداد والنجف وأربيل لفتحه، فوُئدت المساعي المحمومة لإعادة إنتاج الدكتاتورية التي خرّبت البلاد وأذلّت العباد على مدى نصف قرن.
نعم ، في الساعة الأخيرة حصل الاختلاف والتغيير.. كان يمكن أن يحدث قبل ذلك، لكن المشكلة ان الشجعان لم يكونوا قبل منتصف العام بالعدد الكافي أو بما يلزم من العزم للتغيير.
الآن لدينا برلمان جديد ماانفك يتعهد بالاختلاف، والآن لدينا حكومة جديدة ما لبثت تتعهد بتحقيق التغيير .. على قدر أهل العزم تأتي العزائم .. وعلى قدر الشجاعة التي يتعيّن أن يتحلّى بها أكبر عدد منّا سيُمكن إحداث الاختلاف المأمول والتغيير المطلوب.
أولاً وقبل كل شيء يتوجب الضغط على البرلمان والحكومة بأقصى ما يُمكن للكشف عن الفاسدين والمفسدين وتقديمهم الى القضاء، من أي دين كانوا أو مذهب أو قومية أو كتلة أو حزب أو عشيرة أو محافظة .. هذا النزيف المهول في ثروات الشعب يجب ويجب ويجب أن يتوقف .. لا يقولنّ أحد ان الوقت وقت مواجهة داعش وخطره الداهم، فما كان لداعش أن يكون، وما كان له أن يخترق الخطوط الأمامية ويجتاح الصفوف الخلفية، وما كان له أن ينتشر على ثلث مساحة البلاد ويدق أبواب العاصمة بغداد، لولا الفساد الذي استشرى في عهد الحكومة السابقة على نحو مذهل، بفضل التشجيع والحماية من "أكبر الرؤوس" في تلك الحكومة... فتشوا عن داعش في ذلك الفساد، وفتشوا عن هزيمة جيشنا المذلة أمام داعش في ذلك الفساد، وفتشوا في الفساد أيضاً عن أسباب البطالة والفقر وسوء الخدمات العامة وخراب الزراعة والصناعة وخواء ميزانية الدولة.
وليكون لنا الاختلاف والتغيير، لابدّ من الضغط بأقصى ما يمكن أيضاً على البرلمان والحكومة لتشريع قوانين بناء الدولة المؤجلة منذ ثماني سنوات: قانون الأحزاب، قانون النقابات والاتحادات، قانون النفط والغاز، قانون العمل، قانون المحكمة الاتحادية، تعديل قانون الانتخابات... فمن دون هذه القوانين لا وجود لدولة حقيقية في هذه البلاد، ومن دولة لا اختلاف يكون ولا تغيير يحصل.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram