TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > البرلمان وخنجر "أبو الدولمة"

البرلمان وخنجر "أبو الدولمة"

نشر في: 4 يناير, 2015: 09:01 م

بعض النكات القوية، كما القصائد الجميلة، تظل تحتفظ بنكهتها وان طال الزمن. منذ أيام الابتدائية الى اليوم أتذكر واحدة منها، وكلما تذكرتها أضحك. حسنا، لأذكركم بها:
كان هناك رجل بغدادي يفقد صوابه ويطير عقله إذا سمع باسم الدولمة. فان مر بشارع وصاح به الأطفال: دولمة .. دولمة، ينسى وقاره ويظل يطاردهم الى ان يظفر بواحد منهم ليشفي به غليله. لذا كانت الناس تخاف من غضبه وتتجنب ذكر اسمها أمامه. ذات يوم قرر جمعٌ بالمقهى الذي يجلس صاحبنا فيه ان يستفزوه من دون أن يذكروا اسم الدولمة مباشرة ووزعوا الأدوار بينهم. أحدهم قال : لحم مثروم. قال الثاني : سلق. رد آخر : تمن، وهكذا الى ان أتوا على كل مكونات الدولمة. انتبه صاحبنا للأمر فصاح بهم بعد ان سحب خنجره من حزامه: مو مشكلة، بس إذا بيكم واحد أخو اخيته خلي يلفها حتى يعرف شسوي بيه.
تذكرت هذه النكتة وانا أتابع منذ أشهر أـخبار اللجنة التي شكلها مجلس النواب للتحقيق في أسباب سقوط الموصل دون قتال مع ترك أكوام من الأسلحة والعتاد والآليات للدواعش. وجيب ليل واخذ عتابة. برلمان في بلد تضيع ثاني أكبر مدنه خلال ساعات، ثم تتبعها مدن أخرى ليصل المجموع الى ثلث البلد، ولا يكتشف السبب بعد أكثر من ستة أشهر من التحقيقات، قطعا هناك ما يخيفه. كل المعلومات والمكونات التي تؤدي الى صنع ""دولمة" سقوط الموصل بيده، لكن جيب رجل يلفها. هل يستحون؟ الذي نعرفه جيدا انهم ليسوا كذلك والا لما انتشر الفساد. هل يخافون؟ نعم. وليته خوف من الناس او من الله، بل من خنجر "أبو الدولمة".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. رمزي الحيدر

    هذا سؤال مهم جداً ،من يستطيع لف الدولمة ؟ . إذا أستطاع العبادي لف الدولمة فقل العراق وصل الى بر الأمان ومستقبل بناء في بناء الدولة وفرض هيبتها و أصلاح مؤسساتها و محاربة الفساد ، وأذا ( لا )، فمعنى ذالك أن العراق قد أنتهى وهذا فخر الى الطائفية والإسلام ال

  2. قيران المزوري

    مختصر ومفيد أجمل مقالة وشخص الداء بشكل مذهل فهل من يتحدى أبو الدولمة وخنجره المسموم ... رائع رائع رائع ..........

  3. رمزي الحيدر

    هذا سؤال مهم جداً ،من يستطيع لف الدولمة ؟ . إذا أستطاع العبادي لف الدولمة فقل العراق وصل الى بر الأمان ومستقبل بناء في بناء الدولة وفرض هيبتها و أصلاح مؤسساتها و محاربة الفساد ، وأذا ( لا )، فمعنى ذالك أن العراق قد أنتهى وهذا فخر الى الطائفية والإسلام ال

  4. قيران المزوري

    مختصر ومفيد أجمل مقالة وشخص الداء بشكل مذهل فهل من يتحدى أبو الدولمة وخنجره المسموم ... رائع رائع رائع ..........

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram