TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > مقلب خليجي.. بالهنا!

مقلب خليجي.. بالهنا!

نشر في: 4 يناير, 2015: 09:01 م

صمت غير مبرر يشعرنا بمرارة المهزوم والخائب الذي وعدوه بكلامٍ معسول فكان الفعل أمرّاً من الحنظلِ، وهذه سقطة حتمية لكل من يتوّهم ويسير في درب الاحلام غير آبهٍ للنوايا والمفاجآت، مكابراً فوق الحقيقية، معانداً لمن يُصدق معه، فتأتي نتيجة الخلطة طبيعية وبلا اصباغ " مقلب خليجي.. بالهنا"!
على مدى خمسة ايام مضت، تغطّ وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم ووسائل الاعلام بسبات غريب، ولم يحرّك أحد حنجرته أو قلمه أو يومىء بوجهه ممتعضاً اضعف الإيمان أزاء التصريحين الناريين اللذين أدلى بهما بالتتابع رئيس اتحاد كرة القدم الاماراتي يوسف يعقوب السركال ورئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد ليحرقا أمل البصرة في التطلّع لتضييف دورة الخليج 23 بموافقة خالصة النية (كما يفترض) من الاشقاء الخليجيين عقب إجماعهم في الرياض على منح بلدنا مُهلة تنتهي في 18 شباط المقبل لانجاز مستلزمات الضيافة.
جاء تصريح السركال صاعقاً لمتابعي الكرة العراقية فوق المدرجات وليس وراء المكاتب، بقوله " إن منح العراق مدة ثلاثة اشهر كفرصة قبل حسم مصير خليجي 23 كان مجاملة من رؤساء الاتحادات الخليجية لأن هناك قراراً من الاتحاد الدولي يُحظر اللعب في العراق"!
لا ندري ما الربط بين صفة المجاملة وحظر دولي قائم منذ سنين لم يتحرّك أي اتحاد خليجي لزعزعة قرار (فيفا) قيد أنملة، بل قُل أبا يوسف أن التعبير خانك ولم تجد غير تلك المفردة، فالصحيح لو شِئت أن تكون مجاملة لأن الموقف الخليجي جاء ردة فعل لانقاذ العراق دورة 22 من الفشل بعدما صدر توجيه صريح من وزير الشباب السابق جاسم محمد جعفر بمقاطعة الأسود المحفل الخليجي استناداً الى سحب الملف من البصرة الى جدة قبل ان تنقل الى الرياض!
إذن اتضحت الرؤية الإماراتية بلسان السركال لتمرير موقف مغاير عمّا كنا نسمعه منه ومن الإعلام والمحللين ليس في بلده فقط، بل في المنطقة الخليجية كلها لدعم الكرة العراقية وضرورة تنظيم البصرة للدورة التي غَدَت عصيّة عليها للأسف برغم الوعود المجانية التي كانت تُطلق باريحية في المجالس الخاصة سواء لرئيس الاتحاد السابق ناجح حمود أو لخلفه عبدالخالق مسعود وحتى لوزير الشباب والرياضة عبدالحسين عبطان بأن النية الخليجية حاضرة بقوة مع التغيير الجديد الذي يشهده العراق على جميع الصُعد مؤكدين أن لا شيء يمنع من تواجدهم في البصرة حتى بوجود الـ(الفيتو) الدولي باعتبار ان الدورة غير مُدرجة ضمن روزنامة (فيفا) ويمكن تسوية الأمر باستحصال موافقة الأخير على اللعب من دون أي إحراج أو خوف!
أما رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي أحمد الفهد، فمواقفه مشرّفة بحق العراق في أسوأ الظروف الرياضية التي مررنا بها، كان "الصوت الاستثناء" كويتياً وحتى خليجياً لعزل الرياضة العراقية عن المواقف السياسية، وهو المسؤول الخليجي الوحيد الذي زار بغداد بعد تغيير النظام بهدفين معلومين الأول التضامن الصادق مع الشباب العراقي ومساندتهم في المشاركات الآسيوية والثاني استمالة صوت العراق لمصلحة الحملة الانتخابية التي قادها لحساب رئيس الاتحاد الآسيوي سلمان بن ابراهيم، وصدح صوت الفهد في مناسبات كثيرة مرحباً بتنظيم البصرة لخليجي 21 و23 بقوله الشهير (لا شيء يمنع تواجدي في مدينة البصرة وسأذهب مشياً لها من اجل المشاركة) فماذا تغير في موقف الفهد؟!
خرج علينا الفهد بتصريح عبر قناة الكاس " يجب أن تضيّف العراق الدورة في مثل هذه الظروف وقد شاهدت المنشآت جاهزة ولم يبق غير الجانبين الأمني والسياسي، ونريد تكرار التجربة اليمنية في العراق، فقد توحّدت الجماهير اليمنية في خليجي 20 برغم انها كانت تشهد أزمة تفجيرات، لكن في العراق هناك قتال في الشارع".
ما يعني ان الفهد بثقله الخليجي والقاري يعلنها أمام الملأ أنه لا دورة في البصرة برفع الحظر الدولي أو بموافقة لجنة التفتيش الخليجية على صلاح منشآتها في ظل بروز ملف الأمن وهو يعلم ان جميع دول المنطقة تعاني من توتر ومجابهات وانقسامات ومخاطر جمة لا تستثني أحداً بما فيها الكويت، فهل يستدعي هذا المشهد أن يقتل رئيس المجلس الأولمبي طموحات الشباب بمنعهم من ايقاد مشعل الدورة الخليجية على ارض البصرة وهو الثائر على خطى أبيه ضد محاولات تكسير مجاذيف الرياضة العربية بمعاول السياسة ومآرب شياطينها؟!
ليقرأ الوزير عبطان تصريحيّ الرجلين المؤثرين في القرار الخليجي مرة أخرى ولا تدفعه حماسة المنصب الجديد لاطلاق وعود أو الاستماع لتعهدات في قضية ملف البصرة لا يستطيع الخلاص من مأزقها في حال تنصل المعاهدون له من التزاماتهم وأداروا ظهورهم للعراق، ليلتفت الى استكمال أيقونة ملاعب وطننا وما تتطلبه منشآتها الملحقة من اموال وتجهيزات لتكون صرحاً عالمياً يتفاخر به الخليجيون قبل العراقيين، ولنكسب قرار استعادة حقنا باللعب على ارضنا بعد حرمان السنين السابقة، ذلكما المنجزين المرتقبين يشكلان تحديين كبيرين في ولاية استيزاره، وهي فرصة مناسبة لعبطان ليرد (المجاملة) المزعومة بتقديم تهنئة عاجلة الى الكويت لتنظيمها رسمياً خليجي 23!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمود الثامن: الداخلية وقرارات قرقوشية !!

العمودالثامن: في محبة فيروز

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

 علي حسين لا احد في بلاد الرافدين يعرف لماذا تُصرف اموال طائلة على جيوش الكترونية هدفها الأول والأخير اشعال الحرائق .. ولا أحد بالتأكيد يعرف متى تنتهي حقبة اللاعبين على الحبال في فضاء...
علي حسين

باليت المدى: جوهرة بلفدير

 ستار كاووش رغمَ أن تذاكر الدخول الى متحف بلفدير قد نفدت لهذا اليوم، لكن مازال هناك صف طويل جداً وقف فيه الناس منتظرين شراء التذاكر، وبعد أن إستفسرتُ عن ذلك، عرفتُ بأن هؤلاء...
ستار كاووش

التعداد السكاني العام في العراق: تعزيز الوعي والتذكير بالمسؤولية الاجتماعية

عبد المجيد صلاح داود التعداد السكاني مسؤولية اجتماعية ينبغي إبداء الاهتمام به وتشجيع كافة المؤسسات الاجتماعية للإسهام في إنجاح هذا المشروع المهم, إذ لا تنمية من دون تعداد سكاني؛يُقبل العراق بعد ايام قليلة على...
عبد المجيد صلاح داود

العلاقات الدولية بين العراق والاتحاد الأوروبي مابين (2003-2025)

بيير جان لويزارد* ترجمة: عدوية الهلالي بعد ثمان سنوات من الحرب ضد جمهورية إيران الإسلامية (1980-1988)، وجد العراق نفسه مفلساً مالياً ومثقلاً بالديون لأجيال عديدة.وكان هناك آنذاك تقارب بين طموحات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي....
بيير جان لويزارد
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram