ما من بلد من البلدان، خاصة العربية، كثرت به ألقاب الحاكم الا وكان مصيره الخراب والدمار وسفك الدماء. العكس قد يكون صحيحا. ألقاب الحاكم كصبغ شعره قطعا هدفها إخفاء عيوبه. والا لماذا يصبغ شعره ان لم يكن قد رآه عيبا؟فان سمعتم بأحدهم لقّب بفارس الفرسان، مثلا، فضعوا بحسابكم انه قد لا يجيد حلّ رجل دجاجة.
خذوا ليبيا قبل العراق كمثال. أظن ان القذافي كان أكثر من صدام في عشقه للألقاب حتى سمى نفسه ملك الملوك وامام المسلمين وقاهر الجبارين. لكني لم اجد ملكا قال له انت ملكي المفدى، ولا مسلما واحد صاح يوم اقتيد من حفر المجاري، وا إماماه. انتهى الأول في بوري مجاري والثاني في زاغور لا يليق بأجرب. ثم انتهى معهما البلدان الى حيث ترون اليوم.
لا تستغربوا بلدا كان مصيره بيد "القائد الضرورة" و "بطل التحرير القومي" وصاحب القاب تجاوزت أسماء الله الحسنى عددا وعدة، ثم صار بيد "دولة الرئيس" و "مختار العصر" و "ولي الدم" و "تاج الراس"، ان أتتكم الأخبار منه لتقول لكم ان فيه 50 الف جندي لا وجود لهم على أرض الواقع وان ثلثه قد ضاع برمشة عين.
الكنى والألقاب مجلبة للنحس. انها كذب. والكذب يهجم البيوت كما يقولون. وها هو أمامكم قد هجم بلدانا كان العراق أولها. في بريطانيا وحتى في أمريكا يخاطب السياسيون الحاكم باسمه الأول. أما نحن فالحاكم عندنا يسمي نفسه بنفسه: دولة.
ومن صدق نفسه بانه "دولة" أو "أمة" فقد نأى بنفسه عن صنف البشر. ومن يكن كذلك يصعب فهمه او التفاهم معه. وصف كارل يونغ هتلر بانه ليس انسانا حتى تتكلم معه مثل سائر البشر. والسبب لأنه يرى نفسه أمة بكاملها وليس فردا. هؤلاء عندما يضيعون او ينتهون تضيع معهم الدولة التي ظنوا انهم هي. ولكم في العراق مثال يا أولي الألقاب.
الألقاب أساس الخراب
[post-views]
نشر في: 6 يناير, 2015: 09:01 م
جميع التعليقات 2
مجيب حسن محمد
إن الزرازير لما طار طائرها.. توهمت انها صارت شواهينا هذه هي نماذج القادة الفضائيين كما هم جنودهم الفضائيين ... صناع للهزيمة على مر العصور.
مجيب حسن محمد
إن الزرازير لما طار طائرها.. توهمت انها صارت شواهينا هذه هي نماذج القادة الفضائيين كما هم جنودهم الفضائيين ... صناع للهزيمة على مر العصور.