شهد هذا الموسم عددا من أفلام السيرة ، والذي يميزها هذا العام أنها أفلام حققت حضورا مهما سواء في منصات الجوائز في المهرجانات السينمائية او في طريقها للترشح للجوائز القادمة ومنها جائزة الأوسكار.
من هذه الأفلام وثائقي يحمل عنوان (أنا بيغ بيرد: قصة كارول سبيني) إخراج : ديف لاماتينا, تشاد واكر، ويتناول جانبا من حياة الممثل "كارول سبيني" الذي لعب دور "بيغ بيرد" في البرنامج الجماهيري "شارع السمسم" لسنوات طويلة . في هذا الفيلم يكشف "كارول سبيني" هذا البرنامج التلفزيوني الشهير الذي تابعه اكثر من جيل على مدى سنوات طويلة، والأثر الذي تركته هذه الشخصيات في حياة أجيال من الأطفال. فالطائر ذو الريش الأصفر الذي اشتعل شيباً يروي قصة مشاركة ابداعية تابعها العالم باهتمام وشوق.
ومن أفلام السيرة هذه فيلم المخرج المكسيكي ، الحائز على جائزة "بافتا"، أليخاندرو غونزالس إناريتو الذي يقف وراء أربعة أفلام طويلة هي “أموريس بيروس” و “21 غراماً” و “بابل” و “بيوتيفول”، حققت حضورا كبيرا لدى جماهير السينما ونقادها، يحضر هذا الموسم بفيلمه "بيردمان" أو "فضيلة الجهل المفاجئة"، وهي كوميديا سوداء تروي تحول الممثل الشهير (مايكل كيتون) الذي عرف بقدرته على تجسيد الشخصيات الخارقة للعادة على الشاشة الفضية مثل شخصية باتمان وهو يعود إلى مسارح "برودواي"، وتتجلى في الفيلم مصاعب هذا التحول على شخصية كيتون وصراعه مع محيطه ، وايضا قدرته على استعراض قدراته الادائية في حاضنته الاولى المسرح.
أما الفيلم الآخر فهو فيلم (نظرية كل شيء) إخراج : جيمس مارش، تمثيل : إيدي ريدمايني، وهو فيلم الموسم إن صحت العبارة. والفيلم يروي قصة استثنائية عن أعظم عقل إنساني لا يزال على قيد الحياة، إنه عالم الفيزياء الفلكية ستيفن هوكينغ وقصة عشقه لطالبة كمبريدج "جين وايلد"، التي ناضلت بلا كلل وملل إلى جانبه، هو المُقعد الذي يعاني من مشاكل صحية كثيرة ليحقق طموحاته الخارقة في مجالات شتى من العلم، ولينجزا سوية ما يتخطى الواقع إلى الخيال. الفيلم مقتبس عن مذكرات "جين هوكينغ"، "السفر إلى اللانهاية: حياتي مع ستيفن".
فيلم (اسكوبار: الفردوس المفقود) إخراج الممثل الايطالي اندريا دي ستيفانو، وبطولة بينشيو ديل تورو, جوش هاتشرسون وهو من الأفلام التي تصنف ضمن هذا النوع من الأفلام ، ولكن بتحفظ سنأتي عليه لاحقا. الفيلم يتناول الأيام الأخيرة من حياة بابلو إسكوبار، ملك تجارة المخدرات في العالم بلا منازع، من خلال قصة حب بين نِك " جوش هاتشرسون " الشاب القادم من كندا ليمارس مع اخيه هواية التزلج على الماء ، في فردوس كولمبيا المتمثل بسواحلها الخلابة الجمال.
يمضي راكب الأمواج الكندي ممتلئا بالجمال على شواطئ غاية في الجمال، هناك يلتقي بـ "ماريا"، لتنشأ بينها قصة حب عاصفة ، وهي العلاقة التي ستقوده فيما بعد للقاء بابلو اسكوبار اهم اباطرة المخدرات في كولومبيا والعالم ، ولتأخذ الأحداث بعدها بعدا مغايرا، تتسيد به شخصية اسكوبار بأداء الممثل العبقري (بينيشيو ديل تورو) .
اكثر من ميزة لهذه الأفلام وهي تنتمي لهذا النوع من أفلام السيرة الذاتية ، فنحن في فيلم (نظرية كل شيء ) سنكون مع سيرة لشخصية مازالت على قيد الحياة وهي شخصية العالم الفذ (ستيفن هوكينغ) ... فيما نكون مع فيلم (بيردمان) عند مايكل كيتون وهو يمثل جانبا من سيرته...