اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > البرد والمطر والثلوج في بغداد أيام زمان

البرد والمطر والثلوج في بغداد أيام زمان

نشر في: 7 يناير, 2015: 09:01 م

في هذا الشتاء داهمت القطر موجة من البرد القارس حتى بلغت درجة الحرارة الصغرى في بعض الليالي 4 درجات مئوية تحت الصفر وذلك نتيجة وقوع العراق ودول البحر المتوسط تحت تأثير منخفضات جوية متعاقبة أدت الى تغير اتجاه الريح وقدوم هواء من المناطق الباردة في أواس

في هذا الشتاء داهمت القطر موجة من البرد القارس حتى بلغت درجة الحرارة الصغرى في بعض الليالي 4 درجات مئوية تحت الصفر وذلك نتيجة وقوع العراق ودول البحر المتوسط تحت تأثير منخفضات جوية متعاقبة أدت الى تغير اتجاه الريح وقدوم هواء من المناطق الباردة في أواسط أوروبا مرورا بالأراضي التركية وقد أدت هذه الموجة من البرد الى تجميد المياه الضحلة في الشوارع وتكاثف بخار الماء على شكل قطرات ثلجية على المزروعات والسيارات وسطوح المنازل والحدائق كما أسفرت عن تساقط الثلوج بغزارة ولاسيما المنطقة الشمالية ولكي يقف القارئ العزيز على شتاء العراق بالأمس نقدم هذه اللمحات المختارة عنها لعله يتلمس فيها بعض ما يفيده.
شتاء العقد الثاني من هذا القرن
غالبا ما كان يشتد البرد في بغداد في مطلع هذا القرن ومازال في شهري كانون الاول والثاني فتهبط درجة الحرارة فيه الى 6 او 8 درجات مئوية تحت الصفر اما شتاء عام 1911 و1912 فلم تنزل الى الصفر درجتان فوق الصفر وحيث لم يكن هذا المعدل في درجات الحرارة مالوفا انذاك فقد كثرت في هذين الشهرين الأمراض ولاسيما أنواع الحميات والأدواء المتولدة من الرطوبة كالرئوية ووجع المفاصل والنقرس والنزلة والزكام ولم يخل اسبوع الا وتموت مجموعة من الناس.
وفي 18 تشرين الثاني 1912 أمطرت السماء مطرا غزيرا وهو نادر الوقوع في مثل هذا الوقت وقد سبقت المطر رياح عاصفة مع رمل دقيق ملأ الجو ورفع حرارته وبعد هذا الموجة من المطر نزلت درجة الحرارة الدنيا الى 15 درجة مئوية بعد ان كانت 28 درجة وبعد اربعة ايام من المطر زاد الشط فجأة زيادة بالغة بلغت 95 سنتمترا فأخذت المراكب التي تسير بين بغداد والبصرة تسرع سيرها اكثر من السابق .
انحباس الأمطار ثم انهمارها
انحبست الأمطار في شتاء عام 1912 حتى أوائل شهر كانون الاول منه ثم أمطرت السماء مطرا غزيرا في الأيام 2،6،7،24 من الشهر المذكور فاروت الأرض حتى ان بغداد غرقت في الأوحال التي لم يكن احد يهتم بها بكسحها وتمهيد الطرق للمارين وفي شهر كانون الثاني من عام 1913 كثرت الأمطار وعمت ديار العراق والعرب ولاسيما ما كان من هذه العارض والقصيم فحائل فالجوف فقلب الجزيرة وقد انتشرت الأعراب تفتلي المطور من أراضيها ثم تتالت الأمطار في هذا الشهر كما هبطت درجة الحرارة الى الصفر في السادس عشر منه
البرد والمطر والاربعينيات
في عام 1842 انخفضت درجات الحرارة في العراق بشكل كبير وكانت اقصى درجة هبطت فيها الى 15 درجة مئوية تحت الصفر في منطقة الرطبة وفي شتاء نهاية 1948 هطلت أمطار غزيرة استمرت اكثر من اسبوع فامتلأت الوديان وسطوح الأراضي بالمياه الغزيرة وقد بلغت كمية في الأمطار في البصرة اربع عقدات وهذه الكمية تفوق مجموع ما هطل في السنة الماضية اما في المناطق الشمالية فقد نزلت أمطار غزيرة بعد ان تراكمت الغيوم السوداء الثقيلة وفي شتاء بداية عام 1949 عانت البصرة من وطأة برد شديد لم يسبق ان شهد البصريون مثلها منذ أعوام فقد تجمدت المياه في كثير من المحلات وتلفت مزروعات كثيرة بفعل الصقيع وبخاصة الطماطم كمان لهذه الصقيع الأثر السي على المزروعات بصورة عامة في اللواء وفي عام 1950 بلغت درجات الحراة الصغرى التي سجلت في بعض المدن العراقية كالموصل والديوانية 8و9 درجة مئوية تحت الصفر فلا ننسى ذلك اليوم في منتصف الستينات الذي هطلت فيه أمطار غزيرة فأحالتها الى مدينة عائمة وسط المياه الى درجة لم تقو مجاريها وبالوعاتها على احتوائها وتصريفها فدخلت هذه المياه الى المحلات والدكاكين ودور السينما وغيرها مما اضطر الكثير من المواطنين الى ركوب العربات والربلات وظهور الحمالين للانتقال من مكان الى اخر
وفي عام 1977 عصفت العراق موجه برد بحيث انخفضت فيها درجات مئوية تحت الصفر كما داهمته موجة اشد واقسى عام 1985 بحيث هبطت درجة الحرارة فيها الى 11 درجة تحت الصفر فتجمدت المياه في الترع والمجاري والطرقات وتعطلت الكثير من مقاييس الماء الصافي في دور المواطنين.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 1

  1. طلال حميد

    هذه مبالغة جدا فكانت درجة الحرارة الكبرى ١٠ درجة مؤية و الصغرى صفر في هذه الأعوام ١٩٧٧ و ١٩٨٥

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram