اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > بلاد الـ "لا شيء"!

بلاد الـ "لا شيء"!

نشر في: 7 يناير, 2015: 09:01 م

ايران تسعى لدخول نادي الأمم "النووية"، تركيا أردوغان تنظر إلى جيران إسطنبول باعتبارهم رعايا السلطان سليمان القانوني، بلاد ما بين النهرين يريد لها البعض العودة الى عصور ما قبل القراءة والتاريخ، والسكان الأصليون لهذه الارض تحولوا الى أرقام في مخيمات النازحين، و" عريضة " استعطاف على مكاتب الأمم المتحدة، هذه هي خريطة الأحداث، لم تعد بلاد حمورابي أكثر من موضوع يثير الشفقة والحسرة كلما تحدث المستر أوباما عن مشاكل الشرق الأوسط.
اما المواطن المغلوب على امره فانه يصحو كل يوم على تصريح جديد يقول له "لا تبتئس مازال الطريق في أوله"، و"خطوة الألف ميل تبدأ بواحدة"!
عندما يخرج قيادي كبير وسياسي مارس المسؤولية منذ عام 2003 وحتى ايامن هذه ليعلن للناس "لولا مساندة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، لكانت حكومة حيدر العبادي الآن خارج العراق".. فمن المفترض أن هذا الكلام جاد وحقيقي، لأنه مصدره وقائله يعرف أسرار المعركة ومفاجآتها واعني به السيد هادي العامري.
منذ اشهر يدور كلام كثير حول الدعم الذي قدمته وتقدمه ايران للعراق في حربه ضد داعش، وإذا سئلت رأيي فيه، فأنا أيضا أعتقد أن ايران تبذل جهودا طيبة في تقديم المساعدة للقوات العراقية، لانها تدرك ان خطر داعش لا يتعلق بالعراق فقط، وانما هو خطر على المنطقة بأكملها وهو الامر الذي دفع الكثير من دول العالم لتقديم العون او المشورة العسكرية، فالمشكلة ايها السادة ليست في الدعم الذي نتلقاه، ولا في أهميته، وانما في الاحلام الوردية التي عشنا بها اكثر من ثماني سنوات لنكتشف في النهاية ان لا قوات عراقية على الارض تستطيع حماية هذا البلد، وان الأموال التي صرفت على وزارتي الدفاع والداخلية تبخرت في هواء الفساد والمناقصات المشبوهة.
بالتأكيد انتم مثلي تابعتم أخبار الأموال التي صرفت على التسليح والتدريب، وانتم مثلي ايضا همومكم بسيطة وتريدون ان تعرفوا مثلا لماذا قالوا لنا ذات يوم: "من يعتقد ان الأجهزة الأمنية غير قادرة على تسلم الملف الأمني بعد انسحاب القوات الأمريكية فهو واهم".
وايضا مثلي شاهدتم مسؤولا كبيرا يظهر مبتسما على الشاشة ليقول ان العراق جاهز لتقديم خبراته الأمنية لمن يحتاجها من الدول الصديقة والشقيقة.
كثير من التصريحات التي سمعناها من الحكومة والتي أكدت فيها أننا نعيش زمن الازدهار الامني، وان العراق اليوم أكثر استقرارا من كل دول المنطقة، وانه قطع مراحل متقدمة في طريق دحر الإرهاب.
كم هي بسيطة هموم العراقيين، أن يعرفوا مثلا، لماذا قال "فخامته" في تموز من عام 2009 إن العراق دخل مرحلة الامن المستتب، هل تعرفون كم بلغت الميزانية التي صرفت على قواتنا الأمنية:" مئات المليارات ".. ماذا حدث بعد ذلك؟ خرج وزير الدفاع انذاك سعدون الدليمي عام 2011 ليقول إن قواتنا تتمتع بكفاءة عالية وانها مجهزة بأحدث الأسلحة، ولا تسألوا ماذا قال قنبر عام 2013،:" من ان الانبار ستصبح مقبرة القاعدة " ولا عن صفقة الاسلحة الروسية التي بشرنا الدليمي نفسه بانها الأكبر في الشرق الاوسط، وان احدى دول الخليج حاولت ان تحصل على مثيلتها إلا أن الروس رفضوا، فاين أختفت هذه الصفقات وأين ذهبت هذه المليارات وداعش كان بإمكانها ان تحول الحكومة العراقية الى حكومة منفى؟.
أريد أن اقول ايها السادة من كل ما تقدّم، أنه إذا كانت الجارة ايران هي التي أنقذتنا من مخالب داعش، فلماذا العبَث بصفقات الأسلحة وتدريب الجيش الذي تجاوز تعداده المليون؟
ألا يكفي التهجير ولقتل اليومي الذي حصل لهذا الشعب؟ الا تكفي التضحيات الكبيرة والمؤلمة التي قدمها العراقيون خلال الإحدى عشرة سنة الماضية، حتى يقال لهم في النهاية انكم "لا شيء"؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 14

  1. abbas ali

    استاد علي حسين المحترم تحيه انا من متابعين لعمودك كل ما تقوله صحيح ولكن لا حياة لمن تنادي لان ياسفني اقول العيب فينا الشعب نبقئ ساكتين ولا نحرك ساكنا وندعو ان الحكام طواغيت نحن من يصنع الطاغوت عندما قام البعثيون بانقلابهم المشئؤم وجعلو كلية تربيه كليه م

  2. قيران المزوري

    اعتقد لكي نفهم هذا الموضوع علينا العوده لمقال الاستاذ هاشم العقابي قبل ايام عن ( الدولمة ) قبل ايام ......

  3. رمزي الحيدر

    لا أعرف لماذا يفتخر هادي بأنه لولا إيران لكانت حكومة العبادي خارج العراق ،!!!!!. ألم يكن هو أحد أقطاب سلطة المالكي عندما سٓلم داعش ثلث مساحة العراق وليس فقط ذلك وأنما جهزوا داعش بأحدث الأسلحة الامريكية والروسية . مسكين ياشعب العراق ،كم أنت مسكين ياشعب الع

  4. ثامر الهيمصc

    انا واثق انه لم يجرء اي من اصحاب الهويات الفرعيه والمرتزقه لظاهره اكلت في جرف الوطنيه كما تتصدى المدى بشخص نائب رئيس التحرير وهذه الظاهره المرتبطه بتسيس المذاهب التي تمخضت فولت داش والتي سيست ايضا والحبل على الجرار والعياذ بالله

  5. kais latif

    أستاذ علي حسين : هل حقاً تعتقد أن إيران تبذل جهوداً (( طيبة )) لمساعدة القوات العراقية ؟؟ وهل طيبة إيران وإخلاصها يمكن تجزئته ؟ بمعنى أنها طيبة بمكان (كالقوات العراقية ) مثلاً ! وهي غير طيبة بمكانات آخرى ؟!! تقييم مبسط وغير مقنع ربما لا ينسجم مع سياسات إ

  6. kais latif

    أنا أعجب كيف أن إيران طيبة في العراق وسافلة في سوريا !

  7. ابو اثير

    لماذا حجب التعليقات الصريحة وذات ألأمر الواقع ياسادتي ألأفاضل فالشمس لا يمكن حجبها بغربال !!!!

  8. abbas ali

    استاد علي حسين المحترم تحيه انا من متابعين لعمودك كل ما تقوله صحيح ولكن لا حياة لمن تنادي لان ياسفني اقول العيب فينا الشعب نبقئ ساكتين ولا نحرك ساكنا وندعو ان الحكام طواغيت نحن من يصنع الطاغوت عندما قام البعثيون بانقلابهم المشئؤم وجعلو كلية تربيه كليه م

  9. قيران المزوري

    اعتقد لكي نفهم هذا الموضوع علينا العوده لمقال الاستاذ هاشم العقابي قبل ايام عن ( الدولمة ) قبل ايام ......

  10. رمزي الحيدر

    لا أعرف لماذا يفتخر هادي بأنه لولا إيران لكانت حكومة العبادي خارج العراق ،!!!!!. ألم يكن هو أحد أقطاب سلطة المالكي عندما سٓلم داعش ثلث مساحة العراق وليس فقط ذلك وأنما جهزوا داعش بأحدث الأسلحة الامريكية والروسية . مسكين ياشعب العراق ،كم أنت مسكين ياشعب الع

  11. ثامر الهيمصc

    انا واثق انه لم يجرء اي من اصحاب الهويات الفرعيه والمرتزقه لظاهره اكلت في جرف الوطنيه كما تتصدى المدى بشخص نائب رئيس التحرير وهذه الظاهره المرتبطه بتسيس المذاهب التي تمخضت فولت داش والتي سيست ايضا والحبل على الجرار والعياذ بالله

  12. kais latif

    أستاذ علي حسين : هل حقاً تعتقد أن إيران تبذل جهوداً (( طيبة )) لمساعدة القوات العراقية ؟؟ وهل طيبة إيران وإخلاصها يمكن تجزئته ؟ بمعنى أنها طيبة بمكان (كالقوات العراقية ) مثلاً ! وهي غير طيبة بمكانات آخرى ؟!! تقييم مبسط وغير مقنع ربما لا ينسجم مع سياسات إ

  13. kais latif

    أنا أعجب كيف أن إيران طيبة في العراق وسافلة في سوريا !

  14. ابو اثير

    لماذا حجب التعليقات الصريحة وذات ألأمر الواقع ياسادتي ألأفاضل فالشمس لا يمكن حجبها بغربال !!!!

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

الأحوال الشخصية.. 100 عام إلى الوراء

وظيفة القرن: مدير أعمال الشهرة والانتشار

العمودالثامن: يا طرطرا.."!

العمودالثامن: ماذا يريدون ؟

العمودالثامن: نواب يسخرون من الشعب

العمودالثامن: 21 عاماً في محبة المدى

 علي حسين إسمحوا لصاحب هذا العمود أن يحتفل مع زملائه بدخول العام الحادي والعشرين لصحيفة (المدى)، وأن يعترف علنًا أنه لم يكن يعرف قواعد اللعبة الديمقراطية جيدًا، ولا يفهم أنظمتها الجديدة التي تشكلت...
علي حسين

في مواكبة الـ (المدى)..

لاهاي عبد الحسين يوافق الاحتفال بالذكرى الحادية والعشرين لانطلاق "المدى" كمشروع ثقافي واعلامي وطني مسؤول مع الضجة التي أحدثها تقديم مشروع تعديل قانون الأحوال الشخصية المرقم 188 لسنة 1959 في مجلس النواب العراقي. هذا...
لاهاي عبد الحسين

الـ (المدى).. رعاية استثنائية للثقافة العراقية

فاضل ثامر عندما بدأت جريدة المدى في الصدور، بعد الاحتلال وتحديدا في 5/8/2003، كنت ضمن كادر محرريها المحدود، حيث اتخذت لها مقراً متواضعاً في شارع فلسطين.. وبقيت أعمل في الجريدة تحت إشراف رئيس تحريرها...
فاضل ثامر

الـ (المدى).. أيقونة الصحافة العراقية

د.قاسم حسين صالح اوجع مفارقة بتاريخ العراقيين هي تلك التي حصلت في التاسع من نيسان 2003،ففيه كانوا قد حلموا بالافراح بنهاية الطغيان، فاذا به يتحول الى بوابة للفواجع والأحزان.فللمرة الأولى في تاريخهم يفرح العراقيون...
د.قاسم حسين صالح
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram