وديع غزوانليس هنالك من يختلف او يناقش أهمية دور الشباب في رسم مستقبل المجتمع بما يمتلكونه من طاقات ونزوع دائم نحو التطور يحملهم مسؤولية مضاعفة عن غيرهم في اية عملية نهوض او تقدم.. لذا فقد كان الاهتمام منصباً على توظيف ما تمتلكه هذه الشريحة بما يخدم الوطن
والحرص على عدم الانجرار وراء الأفكار المنحرفة والمضللة، خاصة ان الشباب بقدر ما يندفعون الى الأفكار الجديدة، فانهم وبسبب ظروف كثيرة، من بينها عند البعض منهم، قلة التجربة اكثر عرضة للهجوم من قبل التيارات الفكرية المتصارعة بما فيها التي تحمل توجهات متطرفة وظلامية . ولان مسؤولية حماية هذه الفئة وتحصينها ضد التيارات التخريبية كبيرة ومتشعبة، فان الحكومة ومؤسساتها المعنية بالشباب تتحمل بالدرجة الأولى وزر القيام بهذه المهمة وتوظيف ما تمتلك من إمكانات بهذا الاتجاه مع تنسيق مبرمج مع منظمات المجتمع المدني وغيرها لوضع خطة تصب بتحقيق هذا الهدف . وفي إقليم كردستان جرت فعاليات عدة للمطالبة بتوسيع مشاركة الشباب في العملية السياسية وإيجاد الحلول لما يعانونه من مشاكل تحول دون اخذ دورهم المتناسب وما يمتلكونه من طاقات . ومع اننا لا نمتلك إحصائية تبين مدى الاستجابة لهذه الدعوات من قبل الجهات المختصة وحجم مشاركة الشباب في الفعاليات السياسية او غيرها من الأنشطة في الإقليم، الا ان ما يترشح من معلومات تنشر هنا وهناك تشير الى ان جل اهتمام هذه الشريحة منصب على الهجرة او ملء أوقات الفراغ بممارسات ومجالات تؤشر اتخاذ القسم الغالب منهم موقفاً سلبياً يعبر عنه بالانكفاء والعزلةعن مواكبة ومتابعة القضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية وهذا بحد ذاته يتطلب وقفة شجاعة وجريئة لتشخيص أسبابها ووضع المعالجات لها. صحيح ان مثل هذا الأمر لا ينحصر في كردستان فقط، بل هو أشبه بظاهرة عالمية شغلت اغلب ان لم نقل كل دول العالم، لكنها في الإقليم او في مدن العراق الأخرى لها خصوصيتها بسبب الحاجة الى استثمار أية طاقة في عملية البناء وعدم هدر طاقات الشباب إضافة لما يتعرض له العراق ومنه كردستان من تحديات في هذه المرحلة تستهدف بالدرجة الأولى هذه الفئة النشطة. وإذا كانت القائمة الكردستانية قد وضعت في برنامجها نقاطاً عامة مثل تقليل نسبة البطالة بين الشباب لاسيما حملة الشهادات وأصحاب التجارب وتشجيع القطاع الخاص لتشغيل العاطلين وتتبع نظام التدريب عن طريق دورات خاصة تؤهلهم لسوق العمل او من خلال إقامة مشاريع صغيرة او متوسطة وغيرها من الإجراءات، فان المهم وضع آليات لتطبيق هذه الخطوات بسرعة خاصة في مجال إنشاء دور للشباب في المحلات والمناطق ورفدها بمتخصصين قادرين على استنهاض طاقات الشباب وتوجيهها لخدمة الوطن والمجتمع.
كردستانيات: الشباب
نشر في: 14 ديسمبر, 2009: 06:05 م