ضيف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الباحث والمترجم صلاح مهدي السعيد في محاضرة حول الخصائص الإبداعية للترجمة واهمية دورها في نشر الوعي الثقافي. وذلك ضمن منهاج الاتحاد ليوم الأربعاء الماضي. وأوضح مقدم الجلسة الشاعر زهير الجبوري ان الضيف المحاضر ولد في
ضيف اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين الباحث والمترجم صلاح مهدي السعيد في محاضرة حول الخصائص الإبداعية للترجمة واهمية دورها في نشر الوعي الثقافي. وذلك ضمن منهاج الاتحاد ليوم الأربعاء الماضي. وأوضح مقدم الجلسة الشاعر زهير الجبوري ان الضيف المحاضر ولد في مدينة الحلة منتصف العقد الاربعيني واكمل دراسته الجامعية في بغداد قسم اللغة الانجليزية خلال العقد الستيني، وامتهن وظيفة التدريس خارج وداخل العراق، كما انه عضو في اتحاد الأدباء العراقيين والعرب ونقابة الصحفيين وجمعية المترجمين، مارس العمل الاداري في المنظمات الثقافية واسهم في العديد من فعالياتها، ونشر الكثير من البحوث والدراسات المترجمة وحاز على جائزة الإبداع التي تمنحها وزارة الثقافة سنوياً عن كتابه الموسوم "طقوس وعقائد" عام 2011 واصدر العديد من الكتب في مجالات ثقافية منوعة بينها "شجر الرمان" قصص مترجمة 86 و "مقالات في الأدب الغربي" 97 و "الحلة في مذكرات الرحالة والمستكشفين" و "مذكراتي في خرائب بابل".
وأشار الضيف المحاضر الى انه نشأ بين أكوام من الكتب فقد كان أبوه صاحب مكتبة كبيرة، ومن خلال مطالعته المستمرة تكونت لديه ذائقة أدبية برغم ان اتجاه دراسته كان علمياً.. وقال: لكن أثناء دراستي للغة الانجليزية كنت أميل كثيراً لقراءة الأدب، وأخذت بترجمة النصوص التي نتلقاها مثل مسرحيات شيكسبير ومن الروايات العالمية ومقالات النقد الأدبي، اضافة الى مخطوطة في الشعر من عشر صفحات نشرت في مجلة الأقلام عام 69 وكانت هذه بداياتي في النشر شجعني عليها الأستاذ الراحل عبد الجبار عباس، ومنذ ذلك الحين بدأ مشواري في الترجمة التي تعد عملاً ابداعياً مهما قيل عنها بخلاف ذلك. لافتاً الى ان المترجم يعد قرين المؤلف وهو المبدع الثاني للنص بعد هضمه بالكامل، ثم يعيد نتاجه بلغة أخرى. واضاف: لولا الترجمة لما كنا قد اطلعنا على الأدب العالمي كمسرحيات شيكسبير وروايات همنيغواي او تولستوي وغيرهم من الكتّاب المهمين، فلولا المترجم لما وصلت الينا هذه الآداب. مشيراً لوجود قصور كبير في مجال الترجمة لدى بلدان الشرق الأوسط باستثناء اسرائيل فهي الأكثر اهتماماً بترجمة الكتب الى العبرية.
وفي مداخلتة أشار الناقد فاضل ثامر الى انه تربطه علاقة حميمة بالضيف المحاضر منذ ستينات القرن الماضي. وقال: كنا وقتها نشكل مجموعة تتمحور حول المرحوم عبد الجبار عباس الذي كان يرعى جيلاً كاملاً من الأدباء والإعلاميين في ذلك الوقت. مبيناً ان الضيف يتذكر دائماً اللمسات الانسانية وقد اطلع على كتاباته فوجد فيها نوعاً من التماهي، فلا نشعر أننا نقرأ نصاً مترجماً فهو يمارس اختيارات شخصية لصيقة بتجربة ابداعية ترافقها موضوعات يهتم بها اساساً.
فيما بين الشاعر والناقد مالك مسلماوي بانه عرف السعيد منذ معرفته بالثقافة وهو دائماً حاضر في المشهد الثقافي الحلي. مشيراً الى أهمية الترجمة في حياتنا الثقافية. وقال: ستكون ثقافتنا ناقصة من دون ان نطلع على ثقافة العالم، فالترجمة هي النافذة الواسعة التي توصلنا بالآخر ليكون هناك تلاقح أفكار بجميع أشكالها.