التشدد و التطرف الإسلامي امتد من أوساط الجاليات الإسلامية في أوروبا الى معتنقي الإسلام من الأوروبيين الذين باتوا يلعبون دورا متزايدا في شبكات الجهاد العالمي ،ووفقا للباحث في معهد الدراسات الدولية في الدنمارك مايكل تارنبي " ان عدد معتنقي الإسلام يتزاي
التشدد و التطرف الإسلامي امتد من أوساط الجاليات الإسلامية في أوروبا الى معتنقي الإسلام من الأوروبيين الذين باتوا يلعبون دورا متزايدا في شبكات الجهاد العالمي ،ووفقا للباحث في معهد الدراسات الدولية في الدنمارك مايكل تارنبي " ان عدد معتنقي الإسلام يتزايد،وان التيارات المسلحة تعي قيمة هؤلاء ليس فقط من الناحية العملية ،وانما من الناحية الثقافية".
ويلقي العمل الإرهابي في باريس ضد جريدة " شارلي إبدو" المزيد من الضوء على ظاهرة التشدد الإسلامي في المجتمعات الأوروبي و اكتسابه يوما بعد يوم طابعا عنفيا ،وكان رئيس وكالة الأمن و الاستخبارات الهولندية روب بيرثولي اشار الى" ان الوضع تغير جذريا اوائل العام 2013 حيث في غضون أشهر معدودة غادر مئات المسلحين الى سوريا وبشكل موجات فاجأت الجميع".وأضاف " ان الحركة السلفية الهولندية أصبحت تشكل مؤخرا أرضية اخرى حاضنة للجهادية" ،موضحا " كان السلفيون الذين يدعون الى " الدعوة" خلال السنوات الماضية بمثابة عازل مع دعوتهم الى الخطاب اللاعنفي ،فيما يتحدث الدعاة الأجانب الان خارج المساجد ويدعون الى القتال القائم على العنف وهم ينجحون في جذب الكثير من الشباب" ،معتبرا " ان الخطاب الأجنبي اكثر تطرفا بكثير".
يهود في داعش
ولعل ما يثير الدهشة و الانتباه ما كشفه احد أقطاب الجالية اليهودية في فرنسا لأصدقائه في إسرائيل عن وجود اكثر من شخص يهودي في صفوف " داعش" في سوريا و العراق ،وكانت وسائل إعلام فرنسية تحدثت عن " فتاة يهودية تدعى سارة ،تحمل الجنسية الفرنسية ،انضمت منذ عدة شهور الى " داعش" وهي تحارب الان في صفوفه" ،مشيرة نقلا عن مصادر في الجالية اليهودية في فرنسا الى " ان مجموعة لا تقل عن 10 اشخاص مختفون عن عيون أهلهم،ويعتقد انهم اعتنقوا الإسلام وغادروا الى سوريا".
وكانت الاستخبارات الفرنسية كشفت " ان هناك نحو 100 فتاة و امرأة يحملن الجنسية الفرنسية ويقاتلن في صفوف التنظيم بعد ان تسللن عبر تركيا الى سوريا و العراق".ويقول الباحث في " الثورات و الانقلابات السياسية والعسكرية" في جامعة تل ابيب د. داني اورباخ" ان داعش يحرص على تعدد الهويات القومية في صفوف،وليس لديه مشكلة في ان يكون فرنسي قائدا في مجموعاته القتالية،لكي يظهر انه يريد جمهورية إسلامية واحدة في العالم".وذكرت جريدة " الغارديان" " ان 10% من النساء و الفتيات اللاتي يقمن روابط مع الجماعات الاسلامية المتطرفة ،هن من اولئك اللاتي يتركن اوروبا و اميركا الشمالية و استراليا" وبينت " ان لفرنسا العدد الاكبر من المجندات ،اذ يبلغ عدد الفرنسيات المقاتلين في صفوف الجماعة الإرهابية نحو 25% من مجموع النساء الغربيات اللاتي انضممن الى المتطرفين".ووفقا للرئيس السابق للأمن القومي الفرنسي لويس كابريولي فأنه " في معظم الحالات تغادر الفتيات للزواج من مسلحين ،وتسيطر عليهن فكرة دعم المجاهدين و إنجاب الأطفال لاستمرار الحرب ونشر الإسلام".
وكانت السلطات الفرنسية اعتقلت عناصر خلية متخصصة في تجنيد فتيات فرنسيات وسط فرنسا"،فيما اشار تقرير صادر عن المركز الدولي لدراسة التطرف"في جامعة " كينغز كوليدج" الى " ان الفئة العمرية للفتيات اللاتي يلتحقن بالتنظيم تتراوح بين بين 16و24 ،وان الكثير منهن جريجات جامعات جديدات تركن وراءهن عائلاتهن" ،مؤكدا وجود " اتجاه متزايد بين المراهقين للتطرف و الذهاب للشرق الأوسط".