اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > ناس وعدالة > جريمة الأسبوع: باسم الحب ... أدمنت السرقة

جريمة الأسبوع: باسم الحب ... أدمنت السرقة

نشر في: 11 يناير, 2015: 09:01 م

بغداد / المدى
ليس الفقر وحده هو السبب وراء انحراف بعض الفتيات وسيرهن في طريق الجريمة ، وإنما هناك أسباب أخرى وراء انحرافهن ... ولدت (ص) في أسرة متوسطة الحال تسكن حي الموظفين في البصرة ... الأب موظف كبير بشركة الموانئ والأم اختارت المهنة الأسمى وهي ا

بغداد / المدى

ليس الفقر وحده هو السبب وراء انحراف بعض الفتيات وسيرهن في طريق الجريمة ، وإنما هناك أسباب أخرى وراء انحرافهن ... ولدت (ص) في أسرة متوسطة الحال تسكن حي الموظفين في البصرة ... الأب موظف كبير بشركة الموانئ والأم اختارت المهنة الأسمى وهي ان تظل سعيدة في البيت من اجل تربية أولادهما ورعايتهم ... (ص) يأتي ترتيبها الأخير بعد شقيقتين تزوجتا وصارت كل واحدة منهما مهتمة في بيتها وحالتها وأسرتها وبقيت آخر العنقود تمثل صداعا في رأس الأب وخوفا في صدر الأم ... إن لم يكن الفقر هو السبب من انحراف الفتاة الصغيرة التي تبلغ من العمر 20 عاما ... ترى ما هو السبب ؟ ربما كان الطموح الزائف ... وهم كان ينمو بداخل عقلها وصدرها ان تصبح امرأة ثرية من اللاتي تشاهدهن في مسلسلات الفضائيات ... باختصار كانت تتمنى ان تكون ثرية بأقصر الطرق ! في أثناء مرحلة الثانوية كان عمر (ص) 17 سنة ... لم يكن شغلها إلا الاهتمام بأناقتها ووضع المساحيق فوق وجهها ولفت أنظار أكبر قدر من الرجال يتطلعون إلى رؤيتها وتكون سعيدة عندما يطرونها بكلمات الغزل حتى وإن فاقت حدود القول ! ذات يوم لم تعد (ص) إلى بيتها ... تأخرت كثيرا حتى دب الخوف في صدر الأب وسالت دموع الأم على ابنتها الطائشة ومر يومان ... ولا خبر يتلقون عن الفتاة (ص) ... لم يستطع الأب ان يخبر الشرطة عن اختفاء ابنته خوفا على سمعته ومركزه الوظيفي ... صباح ذات يوم كان يحمل مفاجأة للأسرة ... مكالمة هاتفية من امرأة مجهولة يكشف عن المكان الذي تختبئ فيه (ص) ... كانت شقة صديقة لها تكبرها في العمر 15 سنة ... تعمل مضيفة طيران ! وانتهت رحلة الهروب بعودة الفتاة الصغيرة إلى بيت أسرتها بلا دمعة ندم واحدة أو حتى كلمة اعتذار ... عادت تندب حظها العاثر في رسوبها في المدرسة ... محطتها الثانية هروبها من الإعدادية ... فلم يعد يسترعي انتباهها ان تمسك كتابا أو يشغلها حلم ان تصبح طالبة جامعية مثل بنات كثيرات سبحت في خيال الحرم الجامعي ! حلم واحد كان يسلب عقلها وهو ان تصبح سيدة نفسها ... تخرج وقتما تشاء وتعود وقتما تحب ! ولأنها اختارت الفشل بيدها كتم الأب حزنه في يصدره وبقي امل واحد بل مهمة واحدة محدودة وهي ان تتزوج ابنته ... ان تزاح عن كاهله ... ولكن ليت كل الأمور تؤخذ بالتمني ... أحيانا تعاند الظروف وتقف أمام امر واقع رغم انفنا ! بعد مرور ثلاث سنوات رسالة قصيرة وجدتها الأم صباح ذات يوم فوق فراش ابنتها قالت سطورها (ماما .. بابا ... أرجوكم لا تبحثوا عني ... أريد ان أعيش كما أريد ... لا كما تريدون ! ) ماذا يفعل الأب المسكين أمام رسالة كهذه ... هل يستسلم للأمر الواقع وينسى ان له ابنة متمردة ؟ هذه المرة ذهب إلى بغداد ليبحث عنها كثيرا ... في المطاعم، في الملاجئ ،عند الأقارب ولكن بدون جدوى ... رجع إلى البصرة وقلبه منكسر يفيض حسرة ولوعة على هذا التصرف ! وأخيرا قرر الأب ان يغلق هذا الملف إلى الأبد ... أشياء كثيرة تعلمتها (ص) وأتقنتها في رحلة هروبها من صديقتها السابقة المضيفة التي انتقلت إلى بغداد منذ سنين ... تعلمت خداع الناس... ان تسقطهم في شباكها وعندما يذهبون في نوم عميق تسرقهم تم تغادر المكان وكأن شيئا لم يحدث ... تعلمت ان ترتكب جرائمها باسم الحب ... ظنت أنها بهذه الطريقة لن يكشفها احد ... توالت الشكاوى في مركز شرطة المسبح والسعدون والعلوية من ضحايا وقعوا تحت يدي فتاة أوصافها: لونها حنطي ... شعر رأسها ناعم ... جسدها نحيل ... تتحدث بلباقة ... دموع عينيها مثل شلال يتدفق لا تمتلك أمامها إلا الصمت ... رجل في الأربعين من عمره تعرف عليها وحكت له قصة غريبة زعمت فيها ان أمها طردتها من البيت بعدما تزوجت بآخر بعد طلاقها من أبيها الذي رفضها هو الآخر وطردها من حياته وعندما صدقها وبدأ يعطف عليها فوجئ بها قد سرقت مجوهرات وحلي زوجته المرحومة وحوالي خمسة ملايين دينار يضعها في دولاب ملابسه ثم اختفت في غمضة عين ... رجل في العقد الثالث من عمره قدم شكوى لأحد المراكز ذكر بأنه تعرض إلى سرقة في ملهى ليلي في احد الفنادق الفخمة عندما جلست بجانبه فتاة جميلة وقد سرقت المحفظة وساعة يد وهاتفة المحمول في غمضة عين ... وبدأت الشرطة في جمع المعلومات عن هذه الفتاة وحركة نشاطها في الفنادق الكبرى وحملت المعلومات اكثر من مفاجأة ... أهمها ان هذه الفتاة ترتكب جرائمها بمساعدة شابة أخرى تقوم بتصريف المسروقات وبيعها مقابل عمولة تأخذها ... وجد ضابط الشرطة بأن أوصاف هذه الفتاة تنطبق على أوصاف فتاة هربت من بيتها في مدينة الكوت وحرر أهلها إخبارا بذلك ... المفاجأة الأخيرة هي شكوى من سائق أجرة تعرض على يديها للسرقة حيث سرقت منه أمواله التي يضعها دائما في سيارته مع جهاز الموبايل ومسدس يضعه في صندوق السيارة ... لم يعد أمام الشرطة سوى القبض على هذه الفتاة التي أدمنت سرقة ضحاياها من الرجال باسم الحب والذين يصدقونها من نظرة عين ودمعة تسقط على الخدين!

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

قناديل: أما كفاكُمْ تقطيعاً بأوصال الوردي؟

التجنيس الأدبي والاكتفاء الذاتي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

جانٍ .. وضحية: مدفع السحور.. جاء متأخراً !!

كانت ليلة من ليالي رمضان، تناول الزوج (س) فطوره على عجل وارتدى ملابسه وودّع زوجته، كان الأمر عادياً، لكن لسبب تجهّله، دمعت عينا الزوجة. ابتسم في وجهها وهَمَّ بالخروج الى عمله بمحطة الوقود الخاصة...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram