اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > التربية تطبق نظام الكورسات وطلبتها يواجهون صعوبة التأقلم مع التجربة

التربية تطبق نظام الكورسات وطلبتها يواجهون صعوبة التأقلم مع التجربة

نشر في: 11 يناير, 2015: 09:01 م

منذ ان بدأت وزارة التربية بتطبيق نظام الكورسات على المرحلة الإعدادية وتحديدا في الصف الرابع العام بفرعيه العلمي والأدبي ، حتى بدأت الآراء بين القبول والرفض بين الهيئات التدريسية والتلاميذ انفسهم . حيث اعتبر البعض انه شيء إيجابي ، في حين يجده البعض ال

منذ ان بدأت وزارة التربية بتطبيق نظام الكورسات على المرحلة الإعدادية وتحديدا في الصف الرابع العام بفرعيه العلمي والأدبي ، حتى بدأت الآراء بين القبول والرفض بين الهيئات التدريسية والتلاميذ انفسهم . حيث اعتبر البعض انه شيء إيجابي ، في حين يجده البعض الآخر  صعب التطبيق في الوقت الحاضر لان الأوضاع الأمنية غير مستقرة وهناك الكثير من الطلاب لم يستطيعوا خوض هذه التجربة التي تطبق لأول مرة في العراق وأكيد ان الفرصة سوف تكون سانحه لجميع الطلاب بعد استقرار الأوضاع الأمنية .

 

إلغاء الامتحانات النهائية 
وزارة التربية أشارت الى ان تطبيق هذا النظام سيلغي امتحاني نصف السنة وآخر السنة. آراء الطلاب كانت مختلفة ومتباينة من حيث ان النظام يعمل به لأول مرة وان الوقت ليس مناسبا لتطبيقه . يذكر ان نظام الكورسات تمنح الدرجة فيه من 100 وقد يكون في امتحان واحد بنهاية السنة ويشمل المادة الدراسية بأكملها، او في امتحانين احدهما بالفصل الاول والآخر بالفصل الثاني كل منهما بنسبة 25% وبعدها امتحان واحد في نهاية السنة بنسبة 50%، وقد توزع الدرجة بأشكال مختلفة اخرى منها 15% تعطى لكل من امتحاني الفصل الاول والثاني و20% لامتحان نصف السنة الدراسية، او توزع على الامتحانات بحسب رأي الجهة التربوية المستندة الى رأي القسم العلمي.
 
آراء التلاميذ اختلفت 
حيث نجد (نسرين فارس) في الصف الرابع الإعدادي تقول بانها تجد صعوبة في خوض هذه التجربة لان الدرجة التي يحصل عليها الطالب هي ثابتة ولايضاف اليها السعي او حتى درجات النشاط اليومي ، اي ان مستقبلها متعلق بما تحصل عليه من درجات في امتحاني الكورسين الاول والثاني وهي تجد ان ذلك امر صعب في ان تضمن نجاحها في ذلك . بينما علقت (فاطمة حسن) ، بأن الطلاب لم يتلقوا أية خلفية عن النظام ولم تكن هناك معلومات توضح لهم ماهية الكورسات التي سوف يتلقونها خلال دخولهم المرحلة الرابعة ، الأمر يستوجب ان تكون هناك محاضرات توضيحية قبل البدء بالتطبيق. 
في حين ان (سرمد صالح)، طالب في المرحلة الرابعة الإعدادية ، كان مستاء من تطبيق نظام الكورسات. فحسب رأيه انه صعب ويجعل الطالب في توتر مستمر والخوف من عدم الحصول على درجة نجاح تساعده على تخطي المرحلة الرابعة وحتى لو كان يستطيع تحميل المادة في حالة رسوبه يبقى القلق يراوده طوال السنه الدراسية وهو يفضل الإبقاء على الامتحانات نصف السنوية والنهائية لأنها اكثر مرونة.
أولياء الأمور يحبذون تطبيقه 
(أم استبرق) قالت "ان تطبيق نظام الكورسات كان جديدا على التلاميذ وسبب لهم إرباكا في بداية السنة الدراسية وكان الأصح إعطاء معلومات للتلاميذ قبل ان يتم تطبيقه لأنه كان جديدا وحتى لم يسمع به. هذا بالنسبة للتلاميذ ، أما نحن أولياء الأمور فنجده افضل من خوض الامتحانات النهائية."
(ستار عمار) قال "ان هذا النظام شجع على زيادة الدروس الخصوصية لان المادة محددة والطالب لا يستطيع فهمها من قبل المدرس الذي يشرح بطريقه غير جيدة، وفي حالة ان المدرسين يعملون بضمير لشرح المادة وكل فصل حسب ما هومقرر فان المستوى العلمي بالتأكيد سوف يكون افضل." 
المدرسات لهن رأي مختلف 
المدرسة (فرح) أوضحت ان نظام الكورسات وكما هو معلوم نظام مستحدث في الدراسة الإعدادية، ورغم صعوبة تقبل فكرة ان يكون الامتحان من 15 درجة فقط بعد ان اعتاد الطالب على الامتحان 100 درجة ، لكني اجد فيه جوانب إيجابية عدة منها انه يجعل للدرجة قيمة بمعنى الكلمة اي ان الطالب يكون اكثر حرصا من اجل الحصول على درجة الإجابة بشكل كامل وهناك الكثير من الاعتراضات من بعض المدرسات او حتى الطالبات لانه نظام جديد وتنتظر نتائجه .
 
التخصص مطلوب لكنه يبعد الطالب عن الدراسة 
بينما قال المدرس (قيصر حامد): "ان التخصص مطلوب في مرحلة الرابع الإعدادي ، ولكن الامتحانات الشهرية محفزة للطالب ليكون متواصلا في القراءة ، وحسب رأيي الشخصي وخبرتي في المجال الدراسي ستكون النتائج سلبية ، اضافة الى ان الامتحانات ليست الوسيلة الوحيدة لقياس كفاءة الطالب الا انها افضل الوسائل ،والتلاميذ يجب ان يبقوا على اتصال وقراءة متواصلة لا ان يعتمدوا فقط على الامتحان الفصلي للكورسات ،وبالتالي فالامتحان الشهري ليست الغاية منه قياس قدرة الطالب على الاستيعاب انما لغرض تشجيعه على المتابعة والقراءة المستمرة ، فضلا عن ان الامتحانات هي وسيلة للتواصل المستمر بين التلميذ والطالب."
الإعلام التربوي للوزارة 
مدير الإعلام التربوي ابراهيم سبتي قال في تصريح لـ(المدى): ان نظام الكورسات الذي بدأ تطبيقه على الصف الرابع الإعدادي هو أول تجربة علمية تدريسية في العراق . وفي حال نجاح التجربة فسوف يكون تطبيقها على المرحلتين المتوسطة والإعدادية . واستدرك محدثي قائلا :ان التطور في العملية التربوية اصبح ضروريا ، ليس فقط بتغيير المناهج ، انما بتغيير طرق التدريس ايضا . ويجب مواكبة التطور من اجل تجهيز وإعداد الطالب للمرحلة الجامعية ، وهو المستفيد من كل ذلك ، وما طبق عام 2014 سوف يستمر اذا ثبت نجاحه علميا وتدريسيا . وهناك قبول كبير من التلاميذ في استيعاب طريقة الكورسات لأنها سوف تساعده على تجاوز الكم الهائل من المواد الدراسية طوال العام وتقسمها الى قسمين اي بمعنى اكثر وضوحا ان الطالب بدلا من ان يقرأ الكتاب كله سوف يقرأ فقط الكورس الاول ثم الثاني ، وأكيد ان المنهج سوف يكون قليلا ومحددا ، وهنا لا يبذل الطالب جهدا كبيرا في الدراسة .اما فيما يخص العطلة الخاصة بنصف السنه ، قال سبتي انها موجودة لكن الامتحانات أُلغيت وهناك اهتمام كبير بالمدارس التي تؤوي الطلاب النازحين وتسهيل أمورهم .
 
تطبيقه أفضل في العراق لكثـرة العطل 
وأشار (عبد الزهرة آل ماجد) الباحث الاجتماعي في تصريح لـ(المدى)قائلاً: ان المناهج الدراسية في الوقت الحاضر تحتاج الى تغيير كامل وحلول ونظام الكورسات هو الحل الأفضل وذلك لان العطل كثيرة في العراق ولا يستطيع الكادر التدريسي إكمالها خلال السنة الدراسية ، اضافة الى ان التعليم يحتاج الى وسائل ايضاحية تساعد التلاميذ على فهم المواد الدراسية وهذا غير متوفر في مدارسنا ويجب تطبيقه على جميع المراحل لان الطالب لايستطيع قراءة 250 صفحة عند كل سنة دراسية لخوض الامتحانات النهائية كما ان نظام الكورسات كان لابد من تطبيقه منذ عقد الثمانيات .
 
الرصافة الثالثة والتهيئة النفسية 
أما مدير الإشراف التربوي في الرصافة الثالثة ( صباح البهادلي) فقال في تصريح لـ(المدى): نظام الكورسات يطبق في معظم الدول المجاورة وهو جديد بالنسبة للتلاميذ في العراق لكنه افضل وهذا الشيء استنتجناه بعد ان وجدنا مؤيدين للموضوع فهو يساعد التلاميذ على التهيئة النفسية والتربوية في تقبل الوضع الدراسي الجديد عند دخولهم الجامعات لان النظام المعمول به هو نظام الكورسات وجميع البوادر والتقارير تشير ان نجاحه سوف يطبق بعد ذلك على المرحلتين المتوسطة والاعدادية للصفوف غير المنتهية . وفي حالة وجود سلبيات على النظام سوف نضع الحلول ، لكن لحد الآن لا يوجد اي مؤشر سلبي وهو ايضا ساهم في إظهار قدرة الطالب الفعلية على قبول المواد الدراسية بشكل افضل لان المنهج قليل ولا يتراكم ويسبب الملل والخوف من أداء الامتحانات .
الإيجابيات والسلبيات ووضع البدائل 
المدرس (وليد خماس السبع) مدرس لغة انكليزية في الإعدادية المركزية قال في تصريح لـ(المدى): 
يجب دراسة الجوانب الإيجابية والسلبية عند تطبيق أي نظام ولابد من وضع حلول بديلة في حالة وجود ذلك . ان نظام الكورسات هو محفز للتلاميذ على الدراسة بشكل منتظم ويساعد الكوادر التدريسية على شرح المادة بشكل افضل وتوضيحها اكثر لان المنهج لن يكون كبيرا ومتراكما بل محدد ، وهنا فان الطالب سوف يستطيع الدراسة بشكل افضل لان مستقبله يعتمد على الدرجة التي يحصل عليها بالامتحان . وبيّن السبع في حديثه قائلاً : الكثير من الطلاب تقبلوا الامتحان الفصلي وبدأوا يبذلون جهدا للخلاص من أداء الامتحانات النهائية ، بينما هناك قلة منهم متخوفون لأنه يحدد مصيرهم وان اقل كبوة تجعلهم يجلسون على نفس مقاعدهم او يحملون المواد التي رسبوا فيها. 
 
وزارة التربية : التقييم جيد ومشجع 
بينما أكدت (سلامة الحسن) المتحدثة الرسمية في وزارة التربية قائلة في تصريح لـ(المدى): الجولات التربوية التي يقوم بها التربويون على المدارس أظهرت ان تطبيق نظام الكورسات جيد ومقبول من قبل التلاميذ في الصف الرابع الإعدادي ، فالمادة الدراسية يتم تقسيمها الى قسمين ، كل قسم من المنهج الدراسي يتم امتحانه في كورس واحد فصلي اي بدون امتحانات نصف السنة او نهاية السنة ،والتقارير التي رفعت الى الوزارة وجدت ان نسب الارتياح عند الطلاب كانت كبيرة ومقبولة وهذا شيء إيجابي وليس سلبيا ويساعد الطالب على التركيز والدراسة أثناء الامتحان ، وتطبيق هذا النظام يعني الغاء امتحاني نصف السنة ونهاية السنة وإحلال الكورسين الاول والثاني بدلهما، مشيرة الى انها لاتقل عن امتحانين لكل منهما بحيث تكون درجة النشاط 10 درجات ودرجة التحريري 30 درجة ليصبح المجموع 40 درجة، ويكون امتحان نهاية كل كورس امتحانا تحريريا من 60 درجة.
 
الكرخ الثالثة : مطبق في الإقليم وناجح 
بينما قال مدير الإشراف التربوي في الكرخ الثالثة (الدكتورعلي خليل) في تصريح لـ(المدى): ان التجربة جديدة وتحتاج الى تقييم جيد ومعالجة السلبيات ان وجدت ، وموضوع الكورسات مطبق في إقليم كردستان ايضا وهو بحد ذاته سوف يساعد الطالب على فهم المادة وعدم اللجوء لأخذ دروس خصوصيه اضافة الى انه يساعد الطالب على التكيف مع مراحل الدراسة الجامعية وتقبلها بشكل افضل وكل التقارير والآراء التي حصلنا عليها أثناء التجوال في المدارس وجدنا فيها قبولا لهذا النظام وهو ما يشجع على تطبيقه في المرحلتين المتوسطة والإعدادية في السنوات المقبلة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram