TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > التهاب جيوب حزبية

التهاب جيوب حزبية

نشر في: 11 يناير, 2015: 09:01 م

الأحزاب والتنظيمات العاملة في الساحة العراقية بعد الغزو الاميركي تشكلت لأغراض انتخابية ، وتمكنت من الوصول الى مجلس النواب ومنحها هذا الامتياز فرصة الحصول حقائب وزارية في الحكومات المتعاقبة ، طبقا لحساب النقاط ، فتحققت الأهداف عندما اختار امين عام الحزب شقيقه او ابن عمه وربما خال الجهال لحمل الحقيبة الوزارية ، فيما أخذت الكتلة النيابية في البرلمان على عاتقها مهمة الدفاع عن الوزير، لمواجهة المطالبات باستجوابه على خلفية تورطه بقضايا فساد ، ومثل هذا النموذج له أكثر من نسخة في الحكومة السابقة ،لديها القدرة والإمكانية في رياضة طفر الموانع بمعنى الالتفاف على القانون للحصول على المزيد من المكاسب ، وفي احدى الوزارات ، وبصفقات تمت في عمان مع رئيس كتلة الوزير ، تم الاتفاق على تنفيذ مشاريع تندرج ضمن الخطة الاستراتيجية للنهوض بالصناعة العراقية ، وحصل رجل اعمال على عقد لصناعة جكاير سومر في دولة الامارات، واخر كلف بصناعة البيرة العراقية في تركيا ، وتوجه رئيس الكتلة الى مدينة هبهب لتجديد دورها التاريخي في صناعة نوع من الخمر يعرف في الاسوا ق المحلية باسم "ابو الطبة ابو الخمسين حقة" اي نسبة الكحول تتجاوز الخمسين بالمئة ، والمشروع لم يكتب له النجاح لانشغال القائد السياسي بأمور تتعلق بتفعيل المصالحة الوطنية والتحرك على شيوخ العشائر وقادة عسكريين مقيمين في العاصمة الاردنية عمان لحثهم على المشاركة في العملية السياسية ، وكانت هذه الورقة رابحة في زمن الحكومة السابقة ، لكنها ما عادت مجدية في الوقت الحاضر.
الزعيم السياسي صاحب نظرية تجديد دور هبهب التاريخي لطالما ظهر عبر شاشة الفضائيات ليقدم النصائح للعراقيين بان يلتفوا حول قيادته الحكيمة ليسير بهم نحو ضفاف المجد ، وكتلته في الدورة السابقة عندما تولت مسؤولية ادارة وزارة مهمة ، قضت على اخر ما تبقى من امال لإعادة تأهيل وتشغيل عشرات المشاريع المتوقفة منذ حرب الخليج الثانية والثالثة ، وبفضل زعيم الحل والربط استورد العراق اللبن والتمر والدبس من الجارة ايران ، وبقية البضائع الاخرى من دول الجوار ، وحتى" اللكط " مفردة المطيرجية وتعني الطعام المقدم الى طيور الحمام ، استورد من جورجيا.
اعلنت الحكومة مؤخرا وضع اللمسات الاخيرة من قبل مجلس شورى الدولى على مسودة قانون تشكيل الاحزاب في العراق المعطل منذ دورتين تشريعيتين سابقتين والامر يتعلق بالدرجة الأساس بإرادة القوى السياسية الممثلة في البرلمان صاحبة الرغبة الحقيقية في توطيد وترسيخ الديمقراطية وخدمة مصالح العراقيين ، وبخلاف هذا التوجه ستتحول الساحة السياسية الى ميدان سباق لطفر القانون ، والحصول على المزيد من المكاسب ومعالجة أمراض الجبوب الحزبية .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram