TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > تعالوا إلى الفردوس..

تعالوا إلى الفردوس..

نشر في: 11 يناير, 2015: 09:01 م

إنها فرصتنا الذهبية النادرة لأن نصنع لأنفسنا مستقبلاً اقتصادياً زاهراً، يجعلنا دولة عضواً في نادي الأثرياء الدولي، لا تخشى حكومتها انهيار أسعار النفط كما هو حاصل الآن، ولا تضطر للتقشف ولا للجدل طويلاً بشأن الموازنة العامة السنوية، ولا تظل تتلفت يمنة ويسرة لا تعرف ما تفعل للخروج من المأزق، مثلما هو جار لنا الآن.
النفط تنحدر أسعاره الى ما دون الخمسين دولاراً للبرميل الواحد.. أهل الاقتصاد يتوقعون المزيد من انحدار الخط البياني لأسعار سلعتنا التي منها وحدها نأكل ومنها نلبس ومنها نتطبب ونتعلم ونتنقل وننير بيوتنا بضوء الكهرباء.. حكومتنا السابقة تترك لحكومتنا الحالية خزينة تعوي فيها الريح كما الذئاب الجائعة في البراري. هل ثمة فرصة أعظم من هذه الفرصة لنلتفت الى زراعتنا والى صناعتنا والى سياحتنا التي بمجموعها يمكن لها أن تعوّض ثروة النفط الضائعة غير مأسوف عليها؟
انه الجدّ، بل جدّ الجدّ، أن نستغل هذه الفرصة لنستثمر في الزراعة والري والصناعة والسياحة، ولعل الخطوة الأهم في سبيل إطلاق ثورة زراعية وصناعية حقيقية، فرض رسوم جمركية عالية على السلع الغذائية التي نستوردها طازجة ومصنّعة.. هذه السلع التي تعبر الحدود إلينا من دون رقابة ولا رسوم دمّرت زراعتنا بأسعارها المتدنية غير القابلة للتنافس.
البضائع الاستهلاكية المُصنّعة هي الأخرى يتعيّن فرض رسوم عالية عليها .. سوقنا متخمة بالأردأ من مصنوعات الصين وكوريا وإيران وتركيا وسوريا، وهي تستنزف الخزائن العامة والخاصة، فضلاً عن انها، بأسعارها المتدنية كذلك، تُلهب النزعة الاستهلاكية في المجتمع.
السياحة في بلادنا، بشقيّها التأريخي والديني، هي أيضاً كنز الكنوز الذي لا يفنى ولا تتراجع موارده لا في الصيف ولا في الشتاء ولا في السوق ولا في السوق الموازية.
انسوا النفط .. انسوه تماماً .. تخيّلوا أننا دولة غير نفطية كلبنان والأردن وتركيا.. كاليابان وأستراليا.. ككل دول أوروبا .. كثلاثة أرباع دول أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، ما كنّا سنفعل؟
منذ شهرين كتبت في هذا الحيّز عموداً بعنوان "الى الجحيم أيها النفط" تعليقاً على انحدار أسعار النفط الى مستوى 80 دولاراً للبرميل، تمنيت فيه أن تتردى الأسعار الى أدنى من الخمسين دولاراً، لنفكّر بأنفسنا ومستقبلنا بطريقة مختلفة. وها إنني أكرر الهتاف: ليذهب الى الجحيم النفط الذي أحال حياتنا الى جحيم.. لم نكسب منه غير الانقلابات العسكرية والمذابح والاحترابات الإثنية والطائفية والتكالب على المناصب الحكومية والمال العام .. فردوسنا ونعيمنا في الزراعة والصناعة والسياحة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 6

  1. محمد توفيق

    من يحكم العراق الآن، هم وأولادهم ، مافيات سياسية طائفية أثخن قادتها لم يعملوا يوماً ما حتى في متجر بسيط ليعرفوا قيمة العمل الخالق لقوى الإبداع الإنساني . هؤلاء جاءوا للحكم بعد أن قضوا أعمارهم جياعاً مفلسين في أعماق العمل السري الحزبي ، ولم يخطر على بال

  2. قيران المزوري

    لانجاح هذا المشروع سنحتاج الى قائد عظيم ثائر مخلص ، مهيب وصادق و امين كامين بغداد السيد سعادة نعيم عبعوب ،،،،،،

  3. كاطع جواد

    البترول سلعة ريعية بيد السلطان الجائر بهذه السلعة ذبح العراق و العراقيين بهذه السلعة توقفت الزراعة و الصناعة ليصبح لدينا راعي و قطيع ، ضحية و جلاد و ليس حاكم و شعب ، منذ ان غادرنا صدام حسين غير مأسوف عليه و ساستنا لا هم لهم غير الكرسي لم يطّلع علينا واح

  4. محمد توفيق

    من يحكم العراق الآن، هم وأولادهم ، مافيات سياسية طائفية أثخن قادتها لم يعملوا يوماً ما حتى في متجر بسيط ليعرفوا قيمة العمل الخالق لقوى الإبداع الإنساني . هؤلاء جاءوا للحكم بعد أن قضوا أعمارهم جياعاً مفلسين في أعماق العمل السري الحزبي ، ولم يخطر على بال

  5. قيران المزوري

    لانجاح هذا المشروع سنحتاج الى قائد عظيم ثائر مخلص ، مهيب وصادق و امين كامين بغداد السيد سعادة نعيم عبعوب ،،،،،،

  6. كاطع جواد

    البترول سلعة ريعية بيد السلطان الجائر بهذه السلعة ذبح العراق و العراقيين بهذه السلعة توقفت الزراعة و الصناعة ليصبح لدينا راعي و قطيع ، ضحية و جلاد و ليس حاكم و شعب ، منذ ان غادرنا صدام حسين غير مأسوف عليه و ساستنا لا هم لهم غير الكرسي لم يطّلع علينا واح

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: في محبة فيروز

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

العمودالثامن: تسريبات حلال .. تسريبات حرام !!

الفساد ظاهرة طبيعية أم بسبب أزمة منظومة الحكم؟

قناديل: (قطّة شرودنغر) وألاعيب الفنتازيا

العمود الثامن: ليس حكماً .. بل مسرحية كوميدية

 علي حسين قالوا في تسويغ الافراج عن بطل " سرقة القرن " نور زهير ، ان الرجل صحى ضميره وسيعيد الاموال التي سرقها في وضح النهار ، واخبرنا القاضي الذي اصدر قرارا بالافراج...
علي حسين

العراق بانتظار العدوان الإسرائيلي: الدروس والعبر

د. فالح الحمــراني إن قضية أمن البلاد ليست ذات أفق عسكري وحسب، وإنما لها مكون سياسي يقوم على تمتين الوحدة الوطنية والسير بالعملية السياسية على أسس صحيحة،يفتقدها العراق اليوم. وفي هذا السياق يضع تلويح...
د. فالح الحمراني

هل هي شبكات رسمية متشابكة أم منظمات خفية فوق الوطنية؟

محمد علي الحيدري يُشير مفهوم "الدولة العميقة" إلى شبكة من النخب السياسية، والعسكرية، والاقتصادية، والاستخباراتية التي تعمل خلف الكواليس لتوجيه السياسات العامة وصناعة القرار في الدولة، بغض النظر عن إرادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيًا. ويُعتقد...
محمد علي الحيدري

الليبرالية والماركسية: بين الفكر والممارسة السياسية

أحمد حسن الليبرالية والماركسية تمثلان منظومتين فكريتين رئيستين شكلتا معالم الفكر السياسي المعاصر، وتُعدّان من الأيديولوجيات التي لا تقتصر على البعد الفلسفي فحسب، بل تنغمس أيضًا في الواقع السياسي، رغم أن العلاقة بينهما وبين...
أحمد حسن
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram