TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > عام جديد.. راية سوداء أخرى

عام جديد.. راية سوداء أخرى

نشر في: 12 يناير, 2015: 09:01 م

(1)
كأن العراق يحتاج مزيداً من الرايات.. ها هو "داعش" يضيف راية سوداء جديدة.
لم يرفع العراق راية عراقية طيلة حياته.. الراية دائماً ترتفع "فوق" العراق وليس من العراق.. ولا للعراق.
تضمر راية بلد، أي بلد، إشارات حياته الدفينة والمعلنة، مما قبل ولادته (آشوربانيبال مثلاً) وحتى تألقه (وانحداره أيضاً) مروراً بأحلامه المتيسرة والمتعسرة، ولا بأس بإشارة ما إلى صبواته مهما التبست.
مرّ عامٌ آخر علينا.. على العالم كله.
.. والعراق من هاوية إلى أخرى.
متى لهذا الحصان الجامح أن يستريح؟
عرب وشيشان وأوزبك وأفغان وفرس وغربيون بسحنات شرقية وعربية أكملوا حشدهم في قلب الوطن لكأنهم انبثقوا من تحت قدمي الوطن.. يعيدون إنتاج أسوأ ما في الإسلام من نصوص وتعاليم بينما يقف زعيمهم على المنبر ينذر الجميع ويهددهم بالسيف والنص العنيف ليكونوا تحت إمرته ويبايعوه في العودة إلى السلف العنيف ورفض كل ما أنتجته الحضارة الإنسانية من علوم وفنون وآداب وأزياء وطعام وشراب وملابس جينز وقصات شعر وموسيقى لأنها لا تمت إلى الإسلام بصلة.. بينما تظهر ساعته الرولكس الذهبية من تحت كمه في غفلة من اللغة، هاربة من النص، ضاحكة من الجميع.
هل هم صناعة عراقية؟
هل هم صناعة عربية؟
هل هم صناعة أجنبية؟
أم هم صناعة تجميعية لكل خردة العالم الصدئة؟
الألوان تستولد بعضها: الخاكي عمّرَ طويلاً في بلاد المياه والنخل وتكرّس لوناً للاستعراض العسكري وحراسات الوطن وفي جبهات الحرب وساحات المدارس وستوديوهات التلفزيون والإذاعة وفي لغة الجريدة وخطاب الرئيس وندوة التاريخ المجيد وجوهر الرسالة الخالدة، حتى انتشر الأسود على القباب والمآذن وبوابات القلوب وواجهات البيوت وأجسام النساء وحقائب التلاميذ وإفطار الصباح وشاي المساء حيث الجثث لم تجد من يدفنها بل ممنوع على ذوي القتلى حتى إقامة مجلس عزاء وقراءة سورة الفاتحة.
الخاكي يستولد الأسود دائماً.
حروبنا "الصغيرة" داخل حدود البلد، خاضها الانقلابيون: رشيد عالي الكيلاني وأحمد حسن البكر – صدام حسين وعبد السلام عارف وعارف عبدالرزاق وأضرابهم، ليكون الشعب العراقي هو الشعب الوحيد عبر التاريخ الذي يحرق كتبه أو يدفنها أو يلقيها في الآبار لأنها دليل إثبات على المعارضة ورفض انقلابات العسكر حيث الكتب هي الميدان الوحيد لممارسة الديمقراطية حتى لو كانت مجرد حوار ثنائي بين الكاتب وقارئه.
خضنا تلك الحروب المحلية (الصغيرة) مع أو ضد، وفي كردستان كانت الحكومة تزج بنا في جيش عرمرم لقتل أشقاء شمال القلب: الكرد.. كان شعارنا، آنذاك: الديمقراطية للعراق والسلام في كردستان.. شعار صار دليل إثبات آخر لينبح رشيد مصلح: أبيدوهم حيثما وجدتموهم.
رغم أن الفاشيست، في أي بلد، لا يحتاجون إلى أدلة ثبوتية لقتل خصومهم، لكنهم يشفعون عملية القتل بخطاب أعمى ومن طرف واحد باتجاه "متهم = مجرم" مكمم الفم ومعصوب العينين. إنهم تركوا أذنيه ليسمع الخطب فقط بما فيها خطبة "القاضي".
"حروبنا الصغيرة" ليست كافية.
غالباً ما تضيق الحرب الصغيرة بنفسها عندما تتراكم الكراهية.. ولا بد من منفذ إلى حرب أكبر: حرب مع الجوار.. ضد سوريا عندما يكتشف صدام حسين فجأة: مؤامرة بعثية سورية ضد سلطة البعث العراقي فيشرع بقتل رفاقه في ساحة ليست بعيدة عن قاعة الخلد، قاعة الاجتماع.
هذا ما فعله برفاقه قادة الحزب الحاكم وكوادره المتقدمة، فما الذي سيفعله بخصومه، إذن؟

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

(المدى) تنشر نص قرارات مجلس الوزراء

لغياب البدلاء.. الحكم ينهي مباراة القاسم والكهرباء بعد 17 دقيقة من انطلاقها

العراق يعطل الدوام الرسمي يوم الخميس المقبل

البيئة: العراق يتحرك دولياً لتمويل مشاريع التصحر ومواجهة التغير المناخي

التخطيط: قبول 14 براءة اختراع خلال تشرين الثاني وفق معايير دولية

ملحق منارات

الأكثر قراءة

العمود الثامن: يزن سميث وأعوانه

العمود الثامن: "علي بابا" يطالبنا بالتقشف !!

سافايا الأميركي مقابل ريان الإيراني

فـي حضـرة الـتـّكـريــم

العمود الثامن: موجات الجزائري المرتدة

العمود الثامن: المستقبل لا يُبنى بالغرف المغلقة!!

 علي حسين منذ أن اعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، والطاولات الشيعية والسنية تعقد وتنفض ليس باعتبارها اجتماعات لوضع تصور للسنوات الاربعة القادمة تغير في واقع المواطن العراقي، وإنما تقام بوصفها اجتماعات مغلقة لتقاسم...
علي حسين

إيران في استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة

د. فالح الحمـــراني تمثل استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، الصادرة في تشرين الثاني تحولاً جوهرياً عن السياسات السابقة لإدارتي ترامب وبايدن. فخلافاً للتركيز السابق على التنافس بين القوى العظمى، تتخذ الاستراتيجية الجديدة موقفاً أكثر...
د. فالح الحمراني

ماذا وراء الدعوة للشعوب الأوربية بالتأهب للحرب ؟!

د.كاظم المقدادي الحرب فعل عنفي بشري مُدان مهما كانت دوافعها، لأنها تجسد بالدرجة الأولى الخراب، والدمار،والقتل، والأعاقات البدنية، والترمل، والتيتم،والنزوح، وغيرها من الماَسي والفواجع. وتشمل الإدانة البادئ بالحرب والساعي لأدامة أمدها. وهذا ينطبق تماماً...
د. كاظم المقدادي

شرعية غائبة وتوازنات هشة.. قراءة نقدية في المشهد العراقي

محمد حسن الساعدي بعد إكتمال العملية الانتخابية الاخيرة والتي أجريت في الحادي عشر من الشهر الماضي والتي تكللت بمشاركة نوعية فاقت 56% واكتمال إعلان النتائج النهائية لها، بدأت مرحلة جديدة ويمكن القول انها حساسة...
محمد حسن الساعدي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram