TOP

جريدة المدى > ملحق المدى الرياضي > غياب الإنجاز الرياضي بين عشوائية التخطيط.. وخشية الأجيال من كابوس الإهمال

غياب الإنجاز الرياضي بين عشوائية التخطيط.. وخشية الأجيال من كابوس الإهمال

نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 04:08 م

كوبنهاغن / رعد العراقي تولي دول العالم اهتماما كبيراً عملية صنع الأبطال الرياضيين سواء أكانوا افردا أم مجموعة يمثلون لعبة معينة وازدادت أهمية إيجاد الوسائل والأساليب في الوصول باللاعبين لمختلف الألعاب إلى درجة حملت معها صبغة سياسية ووطنية بعد أن أصبحت الرياضة هي خير سفير يمثل صورة البلد وتقدمه ،
بل ويتجاوز الى حدود تصنيفه بالحداثة والتقدم وربما بالديمقراطي الذي يولي أهمية لقطاع الشباب ويعمل على تنمية المواهب المحلية. شهدت الفترة الحالية ظهور أسماء لدول كانت مغيبة في أذهان الكثير من سكنة الكرة الأرضية لكن انجازاتها الرياضية جعلت منها بلدا مشهورا ويتردد باستمرار على ألسنة الكثيرين ولو قدر لأحد ان يذهب لأغراض السياحة والاطلاع فيها لربما صُدم لواقعها الاقتصادي والاجتماعي. اذاً، فالمجال الرياضي أصبح ستارا وواجهة يختفي وراءها الكثير من الإخفاقات السياسية والاقتصادية بأقصر الطرق وأسهلها وهي تمثل للبعض اكبر عملية احتيال على أفكار وتصورات الشعوب عن الواقع الحقيقي لبعض البلدان، وبالمقابل هناك من الدول المعروفة بتطورها ومكانتها العالمية تسعى هي الأخرى من خلال الانجاز الرياضي الى تأكيد علو مكانتها لحدود تصل الى المنافسة الشرسة للظفر بالألقاب ليس من منطلق الروح الرياضية فقط ، بل يتعداه الى الإبقاء على الحاجز النفسي والشعور بالتميز بنظرة (هو الاول دائما في كل مجال). من هنا كان الصراع قد تحول بشكل تدريجي وغير مرئي من تنافس رياضي بحت الى رياضي الواجهة ودعائي مسيّس بأهداف وطنية خاصة لكل بلد. أما المثير في الأمر فهو بقاء الجماهير الرياضية على فطرتها وحبها المدفوع برؤية انجاز يحسب الى الوطن الذي ينتمي إليه من دون ان تعير أهمية الى ما مخفي من نوايا وغايات لهذا الانجاز لذلك فان صورة التشجيع حافظت على نقائها من دون ان تدنس أو تدخل في حسابات بعيدة عن الهدف الرياضي، ومهما كانت الدوافع فهي تبقى مشروعة للجميع طالما كانت ضمن حدود القوانين والأعراف الدولية وقبل كل شيء الأخلاقية. لأجل ذلك فان الكثير من الدول أصبحت تبحث بشكل علمي في إيجاد الوسائل التي تكفل لها المنافسة على الساحة الرياضية العالمية وضمان مكان لها مع الأقوياء لذلك فان أول ما قامت به تلك الدول هي دراسة إمكانيتها في مختلف الألعاب وبمعنى آخر اختيار اللعبة المناسبة التي يمكن ان تحقق بها انجازا او تراها قريبة من إمكانات لاعبيها من اجل تنميتها ودعمها بالشكل الصحيح وصولا الى تحقيق ما تصبو اليه ولو تابعنا كل التجارب سنرى ان هناك بعض الدول محدودة الإمكانات المادية تتميز ببعض الألعاب من دون أخرى عكس الدول الغنية التي تحاول أن تكون متميزة بجميع الألعاب، بل وتخترع ألعابا جديدة تكون لها السبق في ترك بصمة وشهرة تحسب لها. فدول كالولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وغيرها تراها تتنافس بشتى المجالات الرياضية ولها أبطال حققوا الكثير من الألقاب بعد ان نجحوا في ألامساك بأسرار التطور وصناعة الأبطال وهناك دول أخرى تمتلك الإمكانات المادية وتحاول ان تشارك بالمنافسة بمختلف الألعاب لكنها لا تحقق الانجازات أو التميز المطلوب بعد ان فقدت القدرة على ان تحدث التوافق بين البذخ غير المبرر وبين اكتشاف إمكانات لاعبيها الحقيقة وتوجيهها بصورة صحيحة لذلك فانها تراها تتبع أساليب أخرى كالتجنيس وكسب الأبطال الجاهزين لتحقيق الهدف وهي بذلك ضيعت الطريق بين التميز بكل الألعاب وبين ان تكون لها بصمة وطنية خالصة بلعبة محددة. كذلك فان هناك دولاً فقيرة جدا وقسماً منها لم نسمع بها إلا عندما حقق مواطنوها بطولات إلا أنها استطاعت بفضل تخطيطها السليم ان توجه ما تمتلكه من أموال الى لعبة معينة وتنجح بها ويكون لكيانها ورايتها مكانا مميزا بين دول العالم في السباقات العالمية. إلا ان كل تلك الدول باختلاف رؤيتها ومكانتها تجتمع على شيء واحد ربما يكون مشتركا بينهم جميعا وهو ان أبطالها الرياضيين لهم مكانة خاصة ومميزة سواء أثناء مسيرتهم الرياضية او بعد اعتزالهم حتى وان كان البعض قد حقق لتلك الدول انجازا لا يتعدى الحدود القارية.. بل وتتخذهم قدوة للأجيال القادمة في السعي والمثابرة على السير بخطاهم نفسها او تحقيق ما هو افضل.. طالما هم رموز وطنية ساهموا في اعلاء وخدمة أوطانهم خارجيا.السؤال المحير ، أين نحن من دول العالم، هل نحن دولة غنية أو دولة فقيرة وما خططنا وانجازاتنا ومشاريعنا في كلا الحالتين؟ واين نحن من اهتمامنا واحتضاننا لأبطالنا السابقين، وماذا قدمنا لهم، وهل أصبحوا قدوة للأجيال او عرضة للتنكيل والتشهير ونكران لجهودهم وما قدمه البعض منهم سابقا، أما الآخرون فقد نالوا حصتهم من الإهمال والصراع مع المرض او العمل في أردأ الأماكن مجبرين من اجل لقمة العيش! كيف نتوقع ان يبرز أبطال يرفعون اسم البلد طالما ان هناك غيابا ورؤية معدومة في كيفية الإمساك بطريق النجاح العلمي المستند الى الدعم الحقيقي وكيف نتوقع ان تخرج الإرادة والعزيمة من شبابنا وهي ترى أبطالا سابقين وكأنهم يفترشون أرصفة الشوارع بانتظار صدقة تخرج رياءً من جيوب امتلأت بخيرات بلدهم العراق!.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

الصناعة يسعى لاستعادة الصدارة والكرخ لمغادرة المركز الرابع

بغداد / خليل جليليسعى فريق نادي الصناعة لكرة القدم الى العودة الى صدارة الترتيب عندما يواجه مضيفه الكهرباء اليوم الاثنين في ابرز مواجهات الدور الاول من المرحلة الثانية لبطولة الدوري ضمن المجموعة الشمالية (الأولى)...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram