اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > طَفح الكيل .. في المستشفيات!

طَفح الكيل .. في المستشفيات!

نشر في: 12 يناير, 2015: 09:01 م

مروّع .. مروّع للغاية.. مروّع إلى أبعد الحدود، أن تتفاقم ظاهرة الاعتداء، بأشكال وأساليب مختلفة، على الأطباء وسائر الكوادر الصحية في مؤسساتهم، وأن تتسع طولاً وعرضاً فلا تقتصر قائمة المتورطين والمتهمين بها على أفراد عاديين من الطبقات الدنيا المتخلفة في المجتمع وإنما يشمل شخصيات رسمية عالية المقام يُفترض بها أن تكون قدوة ومثالاً.
مروّع أن نقرأ بياناً من نقابة الأطباء في الديوانية وتصريحاً لنقيب الأطباء في البلاد، ثم نتلقّى أخباراً عن اعتصام للكادر الطبي والصحي في مستشفى الديوانية التعليمي، كل هذا احتجاجاً على اعتداء حماية أحد أعضاء مجلس محافظة القادسية على واحد من منتسبي المستشفى، والأنكى انه بينما انتظر منتسبو المستشفى تدخّل سلطات المحافظة لردع المعتدين يتفاجؤون بان أرفع مسؤول في المحافظة يحضر ليعتدي لفظياً على الأطباء بوصفهم بانهم "تجار دم"!
من النادر أن يمرّ شهر، وأحياناً اسبوع، دون أن نسمع ونقرأ عن وقوع اعتداءات وحشية على الأطباء والممرضين، إن في المستشفيات والمستوصفات أو في العيادات الخاصة، ولابدّ ان بعض الاعتداءات لا يصل الى وسائل الإعلام، إما خوفاً او بسبب تسويات إدارية وعشائرية عاجلة.
مروّع أن تفرغ البلاد من أفضل وأكفأ أطبائها ومهندسيها وعلمائها وأكاديمييها، فيما هي في حال تستلزم بقاءهم واجتذاب أمثالهم من دول أخرى لمواجهة الكارثة الشاملة المحيقة بنا.. مروّع أن تستمر الظاهر وأن تتصاعد وتيرتها، والأجهزة المعنية بالقانون وتنفيذه تتخذ موقف المتفرج، بل يلتحق بعض مسؤوليها بقوافل المعتدين والمتجاوزين!
لقد بلغ السيل الزبى، عن حق، ولقد طفح الكيل ولم يبق في قوس الصبر منزع، كما قالت العرب منذ زمن بعيد، وليس ثمة مجال أمام الحكومة الاتحادية ومجلس النواب والحكومات المحلية ومجالس المحافظات الا تشريع القوانين الرادعة والتوثق من تنفيذ القوانين النافذة لوضع حدّ فوري ونهائي لهذه الظاهرة المُشينة.
الذين يعتدون على الأطباء وسواهم من الكوادر الاختصاصية في البلاد إنما يعملون على إفراغ البلاد من كفاءاتها وخبراتها واختصاصييها، وهم بهذا كمن يقاتلون في صفوف (داعش) وسواه من المنظمات الإرهابية.. على هذه القاعدة ينبغي تعامل الدولة مع الاعتداءات على الأطباء والكوادر الصحية والعلماء والأكاديميين والمهندسين، فكما تستصدر التشريعات وتطلب المدد من الخارج لتمكين القوات المسلحة من التصدي للإرهاب ودحره، يتعيّن عليها ان تُظهر كل الشدة والحزن حيال المعتدين على ما تبقى لنا من كفاءات قبل أن يأتي يوم فلا نجد فيه طبيباً في مستشفى أو عيادة خاصة، أو أكاديمياً مرموقاً في جامعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

جميع التعليقات 4

  1. عطا عباس

    هو شئ مروع حقاً ، والأكثر ترويعا هو هذا الحلف المقدس بين مسؤولين حكوميين من هذا النوع و نمايم مشابه لهم تماماً من بعض شيوخ العشائر المتنمرين في هذا الزمن الأغبر ! وكي يكون حديثي واقعيا انقل لك الحادثة التالية : في شتاء ٢٠١١ تم نقل أمرأة شبه

  2. ابو سجاد

    انا معك بكل ماتقول ولكن اكثر الاطباء الا ماندر من يحترم نفسه ومهنته انا اعمل اداري في احد المراكز الصحية لم ارى طبيبا واحدا او من الكوادر الطبية يحترم المراجع او يقوم بواجبه تجاه المريض او الدولةاتمنى ان تعيش الحالة بنفسك وسترى العجب من هؤلاء الذين استبدل

  3. عطا عباس

    هو شئ مروع حقاً ، والأكثر ترويعا هو هذا الحلف المقدس بين مسؤولين حكوميين من هذا النوع و نمايم مشابه لهم تماماً من بعض شيوخ العشائر المتنمرين في هذا الزمن الأغبر ! وكي يكون حديثي واقعيا انقل لك الحادثة التالية : في شتاء ٢٠١١ تم نقل أمرأة شبه

  4. ابو سجاد

    انا معك بكل ماتقول ولكن اكثر الاطباء الا ماندر من يحترم نفسه ومهنته انا اعمل اداري في احد المراكز الصحية لم ارى طبيبا واحدا او من الكوادر الطبية يحترم المراجع او يقوم بواجبه تجاه المريض او الدولةاتمنى ان تعيش الحالة بنفسك وسترى العجب من هؤلاء الذين استبدل

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

العمودالثامن: فولتير بنكهة عراقية

من دفتر الذكريات

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

العمودالثامن: هناك الكثير منهم!!

قناطر: من وصايا أبي المحن البصري

العمودالثامن: إنهم يصفقون !!

 علي حسين كان الشاعر الزهاوي معروف بحبه للفكاهة والظرافة، وقد اعتاد أن يأخذ من زوجته صباح كل يوم نقوداً قبل أن يذهب إلى المقهى، ويحرص على أن تكون النقود "خردة" تضعها له الزوجة...
علي حسين

باليت المدى: على أريكة المتحف

 ستار كاووش ساعات النهار تمضي وسط قاعات متحف قصر الفنون في مدينة ليل، وأنا أتنقل بين اللوحات الملونة كمن يتنقل بين حدائق مليئة بالزهور، حتى وصلتُ الى صالة زاخرة بأعمال فناني القرن التاسع...
ستار كاووش

ماذا وراء التعجيل بإعلان " خلو العراق من التلوث الإشعاعي"؟!!

د. كاظم المقدادي (3)ميزانية بائسةبعد جهود مضنية، دامت عامين، خصص مجلس الوزراء مبلغاً بائساً لتنفيذ البرنامج الوطني لإزالة التلوث الإشعاعي في عموم البلاد، وقال مدير عام مركز الوقاية من الإشعاع في اَذار2023 إن وزارة...
د. كاظم المقدادي

السيستاني والقوائم الانتخابية.. ردٌ على افتراء

غالب حسن الشابندر منذ أن بدأت لعبة الديمقراطية في العراق بعد التغيير الحاصل سنة 2003 على يد قوات التحالف الدولي حيث أطيح بديكتاتورية صدام حسين ومكتب سماحة المرجع يؤكد مراراُ وتكراراً إن المرجع مع...
غالب حسن الشابندر
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram