ءانتهت الخطوة الأولى لمنتخبنا الوطني بنجاح تام بعد أن اجتاز عقبة المنتخب الأردني الشقيق الذي كان يشكلاً منافساً حقيقياً في سباق التأهل عن المجموعة الرابعة الى الدور الثاني من نهائيات آسيا 2015 .
الانتصار لم يأتِ بضربة حظ وبذات الوقت لم يحضر بتلك السهولة بعد ان لعب الجانب النفسي وضغط المواجهة واحساس كلا المنتخبين بأن النتيجة ستذهب بهم بنسبة كبيرة الى حيث الاستمرار بالمنافسة للوصول الى مديات أكبر بالبطولة أو الإعلان عن المغادرة مبكراً بنسبة عالية.
الصفحة انطوت ولابد للجميع من لاعبين وإدارة وملاك تدريبي من مغادرة نشوة الفوز بتأثيره المعنوي السلبي الذي دائما ما يضرب على الاندفاع الذاتي للاعبين وتجردهم من الطاقة المخفية تحت الشعور بالثقة المفرطة.. وهنا اصبح من الضروري استثمار الفرحة وتوجيهها نحو الحرص على مواصلة المسيرة الناجحة بتعزيز الأداء والإصرار نحو الوصول الى الجاهزية التامة لمواجهة المنتخب الياباني وانتزاع نقاط المباراة لإعلان الترشح المبكر من دون انتظار ما تؤول إليه المباراة الاخيرة في المجموعة.
إن رحلة البحث عن المجد القاري ستبدأ بلقاء أبناء (الساموراي) وما تسفر عنه المواجهة المرتقبة بعد أن اتضح الكثير من مواطن القوة والضعف للفريقين وهو ما يجب العمل عليه بفكر احترافي يحاكي إمكانيات لاعبينا وتوظيفهم بما يناسب وطبيعة المباراة التي تتطلب ان تدار بانضباط عالٍ يجرد الخصم من كل أسرار تفوقه من جهة ويسحب الأداء الى حيث قدرة الأسود في إظهار اندفاعهم الفني المسيطر عليه واكتسابهم جرعات من الثقة بالنفس من جهة أخرى.
ولعل من المفيد التذكير ان المنتخب الياباني ومن خلال مواجهاته الأخيرة مع منتخبنا الوطني سواء في تصفيات كأس العالم 2014 أو على صعيد لقاءات المنتخبات الشبابية والأولمبية لم يستطع ان يحدث الفارق الكبير في المستوى كما كان عليه الحال في السنوات السابقة وهو إشارة يجب الوقوف عندها ودراسة أسبابها وإيجاد منافذ ضعف اخرى في جدار الحاجز الياباني الذي سينهار تدريجياً خاصة اذا ما جُرد لاعبوه من ميزة الشعور بالتفوق وخوف الخصوم من مواجهتهم قبل النزول الى أرض الملعب التي كانت تمنحهم ثقة الفوز ومساحة من حرية الأداء غير المضغوط. إن أمام أسودنا الشجعان فرصة الوثوب نحو أسوار المجد بقوة لو أجادوا بعثرة أوراق اليابانيين وسجلوا انتصاراً سيكون صداه مدوياً على أسماع كل المنتخبات الآسيوية تربك حساباتهم وتسحب افكارهم الى حيث الحذر من مواجهة منتخبنا الوطني وهي ميزة ستكون في صالح تعزيز شخصية الأسود وترفع قيود التوجس في لقاءاتهم القادمة وتدفعهم نحو رغبة الوصول الى نهاية المشوار.
نقول : نحن نعيش الآن لحظات التفاؤل الممزوج بالتحدي ولهفة العودة الى أمجاد 2007 التي بدأت فيها رحلتنا بالتصاعد التدريجي من مباراة الى اخرى وصولاً الى النهاية السعيدة وربما تكون الأجواء الآن مشابهة الى حد كبير من حيث ظروف الإعداد والبداية الصعبة وحجم الترشيحات التي تصب في صالح الكومبيوتر الياباني في تسيّد المجموعة وهو ما يتطلب من الأسود أحداث الصدمة وقلب التوقعات وسحب اهتمامات المراقبين الى اعادة الحسابات في ترشيحهم للمنافسة كقوة لا يستهان بها بعد فترة سبات شهدتها الكرة العراقية جعلتها تتراجع الى الصفوف الخلفية لتصنيف الأقوياء في آسيا.
وقفة : عندما تواجه قوة تعتقد أنها أكبر منك، فإن الحكمة تتطلب منك ان تبحث عن وسائل استفزازه بالتماسك والهدوء حتى يفقد التركيز ويكشف عن مواطن الخلل ، وعندها ستجد أنه أضعف مما تصورت !
طموح تحت التهديد
[post-views]
نشر في: 13 يناير, 2015: 09:01 م