أقرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بصعوبة الوصول إلى جميع المناطق في العراق وخاصة الخاضعة لسيطرة تنظيم (داعش)، وتحدثت عن فكرة "التواصل" مع الجماعات المسلحة للوصول إلى المواطنين، مؤكدة ان داعش لم يستجب لذلك، وفيما أشارت إلى أنها ستعمل على زيادة نشاطها
أقرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، بصعوبة الوصول إلى جميع المناطق في العراق وخاصة الخاضعة لسيطرة تنظيم (داعش)، وتحدثت عن فكرة "التواصل" مع الجماعات المسلحة للوصول إلى المواطنين، مؤكدة ان داعش لم يستجب لذلك، وفيما أشارت إلى أنها ستعمل على زيادة نشاطها في العراق خلال العام الحالي 2015، أبدت استعدادها للتوسط لتبادل الإيزيديات المختطفات. وقال رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورير خلال مؤتمر صحافي عقده بمدينة أربيل على هامش زيارته إقليم كردستان ولقائه المسؤولين في الحكومة يوم الاثنين، إن "الانطباع الذي خرجنا به خلال هذه الزيارة يتمثل في ان هناك احتياجات هائلة وهي في تزايد مستمر يومياً بسبب الحرب". وأضاف ماورير إن "هناك حاجة ملحّة للمواد الغذائية ودعم القطاع الصحي وحاجة الأطفال إلى المدارس"، متوقعا ان "يشهد الواقع العراقي تراجعا أكثر من جهة تزايد الحاجات الأساسية".
وأبدى ماورير استعداد "اللجنة الدولية للصليب الأحمر لزيادة عملها في العراق خلال عام 2015 بعد ان شاهدنا الأوضاع المزرية للنازحين واحتمال زيادة عددهم أيضا".. وقال المسؤول الدولي ان هناك مقترحا حول "التواصل مع الجماعات المسلحة (في إشارة إلى تنظيم داعش) للوصول إلى المواطنين الذين يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها تلك الجماعات".
وأكد ماورير ان "اللجنة الدولية تعبّر عن استعدادها لتقديم المساعدات وتحاول العمل في كل مكان وكل عمل نقوم به يجب ان يكون شفافا"، لافتا إلى ان "اللجنة الدولية تعمل على ان تكون لها علاقة مع جميع المجاميع المسلحة لإيصال المساعدات إلى المواطنين هناك، ولكن لا نجد أية استجابة من قبلهم".
وتابع ماورير "نعمل على استثمار علاقاتنا مع الشخصيات ورؤساء العشائر ورجال الدين للوصول إلى هذه المناطق الخاضعة لسيطرة المسلحين ،لأنه ربما هناك مواطنين بحاجة إلى المساعدة"، مبينا ان "هناك مناطق في الفلوجة والحمدانية بالموصل وجنوب كركوك من الصعوبة الوصول إليها بسبب تواجد المسلحين فيها ونحن مستعدون للوصول إلى أية منطقة إذا اعترفوا بدورنا الحيادي".
وبشأن موقف اللجنة من اختطاف النساء الإيزيديات من قبل تنظيم (داعش) أبدى ماورير استعداد "اللجنة الدولية لبحث الموضوع وتقديم المساعدة وأن تقوم بدور الوسيط في عملية تبادل المختطفات".
وسيطر تنظيم (داعش) منذ حزيران الماضي على مدن كثيرة في الموصل وتكريت كما اجتاح منذ آب مساحات واسعة من سهل نينوى بعد معارك مع قوات البيشمركة اضطرتها للانسحاب منها، وأدت سيطرة التنظيم المتشدد على تلك المناطق التي تسكنها أقليات دينية من المسيحيين والإيزيديين والشبك والكاكائية، إلى نزوح مئات الآلاف منهم، وحدوث كارثة إنسانية كبيرة من جراء محاصرة آلاف من الإيزيديين في جبال سنجار، حيث توفي المئات من النساء والأطفال وكبار السن بسبب الجوع والعطش وحرارة الجو.