بغداد / إياد الصالحي بتنا على يقين ، بأن أزمة الكرة العراقية بحاجة الى عمل جبار يبدأ بثورة علمية وجدية تشعل قناديل التصحيح لتضيء مساحات واسعة من الظلام الطاغي على مفاصل كروية عدة بسبب تنامي الصراعات بشأن (كعكة) انتخابات الاتحاد المقبل ، وسواء بقي حسين سعيد رئيساً للاتحاد أم جاء غيره وفق ما تمليه خارطة التوافقات المُعدّة وراء كواليس المبادرات المفاجئة
التي يحمل بعضها نيّات طيبة من أجل مصلحة العراق ، وحتى لو طال أمد حل الأزمة الشائكة التي دخلت في متاهات أشبه بلعبة ( تقاطع الكلمات) ما كنا نتمناها ، فإن صوت العقلاء يعلو اليوم بضرورة تجمّع اصحاب الكفاءات وذوي الاختصاصات المُلمّة بشؤون ادارة الانتخابات في مؤسسات ( فيفا والقاري والمحلي) على طاولة مؤتمر انقاذ حقيقي ترتِب له اللجنة الاولمبية الوطنية ( هذه المرة) في الايام المقبلة لن يكون على غرار ما تبنته وزارة الشباب والرياضة في التاسع من الشهر الجاري باقامتها (ملتقى إنساني) ضمّ نجوم الرياضة العراقية بعد غربة طويلة ابتعدوا فيها عن شجون كثيرة مرت بها رياضاتهم ، بل نريد مؤتمراً حكراً على كفاءات معروفة لأهل الكرة ، آن الأوان ان يلبوا النداء ليس لإنقاذ اللعبة من أزمتها الآنية ، بل بحث سبل تحريرها من التخلف المريع الذي يطوقها منذ عقدين من الزمن . ليكن مؤتمر الاولمبية " نوعياً " ، يجود بالمقترحات الجادة ، ويعالج حال فقرالكرة العراقية من جميع اوجه الاختلافات والصراعات والمسببات التي لم يعد عندها السكوت او التفرج على المزيد من الخسائر التي تدفع ثمنها المنتخبات الوطنية وقاعدة اللعبة وما يتصل بالنتائج والتصنيف والسمعة المتدنية لاسيما بالنسبة للاندية الجماهيرية وسواها الطموحة لصناعة نجوم الملاعب في المستقبل . مسؤولية حمودي الكرة في الملعب الأولمبي ، كيف لا .. وابنها البار رعد حمودي يمسك قمة مناصبها الادارية وتتضاعف عليه يوما بعد يوم مسؤولية ايقاف نزيف الكرة فورياً وتضميد مواضع الجراح رحمة بمكانتها التي تدغدغ مشاعر ملايين العراقيين الذين ضحوا بانفسهم وقدموا ارواحهم نذور(الوحدة الوطنية) على اطباق انتصارها الآسيوي عام 2007 ، وكأني بهم يعيشون ساعات قلقها وامتعاضها منذ ان علق فيفا انشطتها رداً على قرار الاولمبية بحل اتحاد الكرة الشرعي بغض النظر عن احقية القرار العراقي في وقف تداعيات التمديدات الثلاثة لمجلس ادارتها وتأخر انجاز لائحتها الانتخابية لأكثر من عامين ، ما يدفع رعد حمودي واعضاء المكتب التنفيذي الى الاسراع بالتحضير لاقامة مؤتمر الانقاذ وتوجيه الدعوات " النوعية" لشخصيات يثق الشارع الرياضي بما تكتنزه من خبرة وعلمية في فك طلاسم الحيرة والشك التي اغرقت اللعبة ادارياً ومنعتها من الوصول الى ضفة الاستقرار الذي تبحث عنه للمضي بملف استعداداتها للبطولات المقبلة بشهية كبيرة على بلوغ منصات التتويج والتلذذ بفرح الانجاز على الصعيدين العربي والاسيوي لا عذر لهؤلاء بصراحة .. لن يُقبل اي عذر من مؤيد البدري وهشام عطا عجاج وعبد القادرزينل وانور جسام واكرم احمد سلمان وشامل كامل وجمال علي وفلاح حسن وحسين سعيد وعدنان حمد وكاظم الربيعي والاخوين احمد وصالح راضي وصباح قاسم ومهدي عبد الصاحب وغيرهم إذا تماهلوا في الاستجابة لانجاح هذا المؤتمر وتهيئة جميع المستلزمات الادارية والفنية والوثائق القانونية الخاصة بالانتخابات مع حضور ممثل عن وزارة الشباب والرياضة لبحث واقع الاندية الرياضية وقنوات انعاشها مادياً ومدى تأثير تخلفها على واقع الكرة العراقية بصورة عامة ومنتخباتنا الوطنية بخاصة ، سيما اذا ما أخذنا في الحسبان ان جميع الملفات المطروحة تنشد هدفا واحدا هو كيفية كتابة توصيات ملزمة على الجهات الحكومية التنفيذية لتذليل المعاناة والمساهمة في توفير تخصيصات كافية لترجمة افكار المؤتمرين الى مشاريع حقيقية تدفع اللعبة الى الخروج من شرنقة اليأس واللحاق بالركب الدولي من دون تقديم الحجج او وضع الخطوط الحمر امام اي مقترح يضمن مصلحة الكرة العراقية. الاحتراب الاعلامي أملنا كبير باللجنة الاولمبية ان تستخلص من نداءات الاعلاميين الرياضيين المخلصة العبر والدروس ومحاولة الاخذ باي فكرة مشذبة من المصلحة الشخصية ، ولا يوجد وقت احرج من الوقت الراهن الذي تشعر فيه الكرة العراقية بانها ضحية (الاحتراب الاعلامي والشخصي) بين اطراف الازمة ( لتمشية الكلام) عنوة وبالاكراه ليس إلاّ، فالاجتماعات المصغرة والشوشرات الجانبية في دهاليز اتفاقيات غير موثقة يغلب عليها طابع الشخصنة مثلما نوه عنها رئيس اللجنة الاولمبية رعد حمودي اكثر من مرة ولمسها عبر فتحه بيته لعدد من ممثلي اتحاد الكرة منهم ناجح حمود وعبد الخالق مسعود وطارق احمد ومحمد جواد الصائغ للاتفاق على صيغة مثالية لحل الازمة وكأن المشكلة تتعلق بخلاف عشائري وليس تعرض العراق الى خطر التجميد الدولي لنشاط كرة القدم . هدايا مسلفنة! نعم .. نداء الكرة العراقية الى جنرالاتها القدامى والجُدد بات اليوم ضرورياً وملزماً للتنفيذ باتجاه اتخاذ موقف مسؤول لا مجال فيه للتخاذل اوالتكاسل اوالهروب من اثبات المواطنة الحقة واستدعاء الغيرة العراقية لمجابهة حرب جديدة في سوح الرياضة اشعلها التغييرالشامل للبلاد بعد عام 2003 بقذائف الطمع ، مسلفنة بهدايا ديمو
جنرالات الكرة العراقية مدعوون لإنقاذها من حرب (الأطماع)!
نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 04:40 م