TOP

جريدة المدى > مواقف > العدوّ الحقيقيّ ليس الأسلحة النووية وإنما تبريرها

العدوّ الحقيقيّ ليس الأسلحة النووية وإنما تبريرها

نشر في: 15 ديسمبر, 2009: 04:43 م

أكد دايساكو إيكيدا، رئيس المنظمة البوذية السلمية اليابانية «سوكا غاكاي الدولية»، أن تحرير العالم من الأسلحة النووية لم يعد وهما، وإنما إمكانية محددة تستوجب تعبئة القوى السلمية كافة في مختلف أنحاء الأرض. وشرح أن»العالم قد شاهد في الأعوام الأخيرة، أمثلة قوية واضحة على قدرة المبادئ الإنسانية على التغلب على المنطق العسكري والمفهوم القصير النظر للمصالح الوطنية،
والسعي إلى التوصل إلى اتفاقيات جديدة لنزع الأسلحة». وأضاف في مقابلة قال فيها «عوضا عن التساؤل ما إذا كان إلغاء الأسلحة النووية ممكنا، يجب أن نسأل أنفسنا ما الذي يمكن أن نفعله لكي يكون ذلك ممكنا في المستقبل المنظور»، وقد قدم الزعيم البوذي منذ شهر، مقترحا لبلوغ هدف إلغاء الأسلحة النووية في العالم. وقال أن المقترح «يحث قادة الدول النووية وزعماء الدول التي تعتمد على أسلحة نووية تابعة لقوى أخرى لضمان أمنها، على التفكير في الأخطار الحاضرة والمقبلة التي تمثلها هذه الأسلحة». آي بي اس: أعرب الرئيس أوباما في أبريل/نيسان الماضي عن رؤيته لعالم دون أسلحة نووية، لكنه شكك أيضا في أن تشهد الأجيال الحالية هذه الخطة، هل تشاطر هذا الرأي؟ في اقتراحك، تطلب من «شعوب العالم أن تفصح عن إرادتها في حظر الأسلحة النووية ووضع اتفاقية عالمية بحلول سنة 2015 أساسا لاتفاقية دولية. إيكيدا: العالم يجتاز الآن مرحلة دقيقة وحرجة سوف تحسم ما إذا كانت البشرية قادرة على تحقيق تقدم حقيقي علي مسار تحرير العالم من الأسلحة النووية، وإضافة إلى مناداة قادة الدول النووية وغير النووية المعتمدة عليها لأمنها، للتفكير في مدي خطورة هذه الأسلحة، يحث اقتراحي على تفهم أن «العدو الحقيقي» ليس هو الأسلحة النووية، ولا الدول التي تحوزها أو التي تتطلع لإنتاجها. العدو الحقيقي هو أسلوب التفكير الذي يبرر هذه الأسلحة. العدو الحقيقي يكمن في تأهبنا كبشر لإزالة الآخرين طالما يقفون في طريق رغباتنا وطموحاتنا، هذا هو ما تطالب به المنظمة البوذية السلمية اليابانية منذ 25 عاما من الكفاح من أجل إلغاء الأسلحة النووية وكما تقول أعرب الرئيس أوباما عن عزمه على العمل من أجل تحرير العالم من الأسلحة النووية، لكنه شكك في أن يتم ذلك في مستقبل نعيشه، لكن لو اتخذت الدول النووية وجميع بلدان العالم، خطوات محددة من منطلق المسؤولية المشتركة، بل وما هو أهم، إذا ما مارست شعوب العالم ضغوطا متواصلة في هذا الاتجاه، لأمكن تحقيق ما قد يبدو الآن مستحيلا. العالم في أشد الحاجة إلى التزام الشعوب بتحقيق هذه الغاية. آي بي اس: تشير وثيقة «بناء التضامن العالمي نحو إلغاء الأسلحة النووية» الصادرة في 8 سبتمبر/أيلول إلى أن المسار نحو إبرام معاهدة نووية عالمية هو مسار صعب، لأسباب ليس أقلها مفهوم العسكر للأمن. إيكيدا: في السنوات الأخيرة شاهد العالم تطورات كبيرة، منها اتفاقية حظر الألغام الأرضية والأسلحة العنقودية، بفضل الحملات الدولية التي أطلقتها المنظمات غير الحكومية مع الحكومات الملتزمة جديا بنزع السلاح، ما ندعو إليه هو التوصل إلى قانون دولي واضح وقاطع يدين الأسلحة النووية، كمنطلق وأساس لمعاهدة نووية عالمية تحظر أفظع أنواع الأسلحة وأكثرها وحشية. بالطبع لن يكون سهلا، لكن هناك مؤشرات على وعي جديد بين زعماء العالم. كما هناك واقع بالغ الأهمية، ألا وهو أن الأسلحة النووية لم تستخدم طيلة الفترة المنصرمة منذ قصف هيروشيما وناغازاكي، أي منذ 64 عاما، ما يعني أساسا أنها قابلة للاستخدام لأغراض عسكرية، وحتى مع احتساب قدرتها على الردع، فهي لا تستخدم. لقد أتخذ مجلس الأمن المكون من الدول النووية الخمس، قرارا بالغ الأهمية في 24 سبتمبر، أعرب فيه عن إرادة بلوغ غاية عالم حر من الأسلحة النووية، علما بأن قرارات مجلس الأمن ملزمة قانونياً، وربما يأتي عزم الدول النووية من منطلق الاحتمال المحدد لأن يستخدم الإرهاب أسلحة نووية، وغني عن القول أن عنصر الردع غير وارد في مثل هذه الحالة. ان وسيلة الدفاع الأكبر بل والوحيدة ضد خطر الإرهاب النووي هي إلغاء الأسلحة النووية وتوضع تحت رقابة صارمة فقط بهذه الوسيلة يمكن التغلب على خطر سرقة أسلحة نووية أو تسريب تكنولوجيات نووية. في اقتراحنا، ندعو الدول الخمس النووية إلى اتخاذ ثلاثة التزامات في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية في العام المقبل: 1- وقف إنتاج الأسلحة النووية. 2- الشفافية الكاملة فيما يخص قدراتها النووية. 3- التباحث حول أدنى حد على الإطلاق من الأسلحة النووية، تجاه إلغائها. ومن المؤكد أن قرارا بوقف إنتاج الأسلحة النووية وتحديثها سيعتبر خطوة حاسمة تجاه إلغائها. آي بي اس: ما هو رأيك في العلاقات الحالية بين الأمم المتحدة والمجتمع المدني في مجال نزع السلاح النووي؟ ما هو دور منظمتك خاصة والمجتمع المدني عامة في تحقيق غاية تحرير العالم من هذه الأسلحة؟ إيكيدا: لقد تغير العالم منذ تأسيس الأمم المتحدة في عام 1945، فقد سجلت الأعوام الأخيرة إقرارا متناميا بالحاجة إلي أصوات المواطنين في العالم. من الممكن الإفادة تماما من المعرفة والخبرة المتخصصة والقدرة على التواصل التي يتمتع به المجتمع المدني، لإحراز التقدم على مسار

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية
مواقف

العراق يعاني نقصاً فـي تجهيزات المصابين بالأمراض العقلية

ترجمة : عمار كاظم محمد كانت أسماء شاكر، أحد المرضى الراقدين في مستشفى الأمراض النفسية في  بغداد، تجلس على بطـّانية مطبوع عليها صورة نمر ، كانت عيونها متثاقلة، فقد بدأ مفعول الأدوية بالعمل ،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram