إن قصة الجوائز بالنسبة لماريان كوتيار هذه السنة كانت غريبة. الكل يتفق تقريباً على أنها قدمت أداءين متميزين في عام 2014 هما: في فيلم "المهاجرة" لجميس غري في أوائل سنة 2014 والآخر في فيلم "يومان وليلة" للأخوين داردين الذي نجح نجاحاً ساحقاً في دور العرض
إن قصة الجوائز بالنسبة لماريان كوتيار هذه السنة كانت غريبة. الكل يتفق تقريباً على أنها قدمت أداءين متميزين في عام 2014 هما: في فيلم "المهاجرة" لجميس غري في أوائل سنة 2014 والآخر في فيلم "يومان وليلة" للأخوين داردين الذي نجح نجاحاً ساحقاً في دور العرض الأميركية ليلة عيد الميلاد. لكن العديد من النقاد يعتقدون أن كلا الفيلمين هما في غاية الغموض بالنسبة لمصوتي الأوسكار. وعلى أمل أن لا تكون تلك هي القضية، فإن كوتيار تسلمت جائزة دائرة نقاد الفيلم في نيويورك كأحسن ممثلة في كلا الفيلمين المذكورين. وذلك أمر بطولي.
تؤدي كوتيار في فيلم "يومان وليلة" دور "ساندرا" وهي أم مكتئبة تعود إلى عملها في المصنع بعد إجازة مرضية لتكتشف بأن وظيفتها في خطر. أثناء غيابها يدرك زملاؤها في العمل بأنهم قادرون على تغطية مناوبتها بالعمل ساعات أطول تقريباً وتقرر الإدارة تخصيص مكافأة سنوية لهم إذا ما وافقوا على جعل ساندرا فائضة عن الحاجة. فتلجاً إلى حل هو التصويت: تستطيع ساندرا أن تبقى إذا ما وافق زملاؤها على التخلي عن مكافآتهم السنوية. بمساعدة زوجها وبعد أن تفقد كل خياراتها المادية تتخلى ساندرا عن كبريائها وتتصل بكل العمال كي تطلب منهم التخلي عن مكافآتهم لتنجو هي وعائلتها. إنه فيلم موجع ومثير للعاطفة موسوم بأداء كوتيار الاستثنائي الذي يرتعش على حافة الاستسلام الذاتي والقرار. إنه فيلم قوي جداً عن الكفاح من أجل الكرامة في عالم لا يغفر. تكلمنا مع كوتيار عن هذا الفيلم والفيلم الآخر المتعلق به "المهاجرة" وفيلمها القادم "مكبث" التي تشارك فيه مع الممثل "مايكل فاسبندر":
*معروف عن الأخوين داردين بأنّ لديهما أرقاماً للقطات لكن هناك مسبقاً عنصراً من التكرار للقصة. أتصور أنّ هذا صعب الأداء؟
- لم يكن صعباً بل مركزاً. إن الأخوين داردين يصنعان فيلماً كل سنة تقريباً ويضعان كل شيء معاً كي تكون هناك راحة. كانت لدينا ثلاثة أشهر من التمرينات وصورنا لمدة 11 أسبوعاً وكانت مدة طويلة. بعد هذا الفيلم مباشرة ً قمت بتمثيل نسخة من "مكبث" الذي هو أثقل من فيلم الأخوين داردين لكن كانت لدينا ثمانية أسابيع. وفي تلك الأسابيع الثمانية كان لدينا أسبوعان من المعارك المجنونة !
* أخمن أنّ الأمر اعتمد على ماهية الإنتاج ومصادرك أنتِ؟
- بالطبع يعتمد الأمر على الفيلم لكن حين يكون لديك 11 أسبوعاً زائداً شهر من التمرينات فإن الراحة تكون مدهشة.
*كيف احتفظت بالنشاط بعد تلك المدة الطويلة؟ كان على ساندرا أن تكمل المهمة نفسها مراراً وتكراراً في إقناع زملائها في العمل؟
- نعم، كان الأمر قاسياً. لكنه أيضاً أرضية طيبة جداً لخيالك لأن كل المشاهد صورت بالتسلسل وأغلب الوقت قمنا بتصوير 50 إلى 100 لقطة. التي هي كثيرة لكن في المقام الأول لم يكونا ليصورا لقطة واحدة بعد ذلك إذا كان لا يتوجب عليهما فعل ذلك. لم يحاولا أن يدفعوك إلى مكان آخر. بعض المخرجين سوف يصورون 80 لقطة لأنهم يرغبون في الحصول على شيء مختلف منك. إنها الطريقة التي لا يعملان بها مطلقاً. أنهما يثقان ويقنعان بالناس الذين يعملون معهما. لهذا في كل مرة أفعل الأمر مرة أخرى أعرف بأن ذلك هو لسبب معين. لكن في اليوم التالي صورنا 56 لقطة وفي اليوم الرابع 82. واستمرّ الأمر كذلك.. وأحياناً يصل التصوير إلى 95 أو 100 لقطة.
*أليس هذا أمراً مرهقاً عاطفياً في الأقل؟
- في الواقع كلا. كنت سعيدة بهذا العمل. كتبت الكثير من المادة والكثير من المشاهد من ماضيها. كان لديّ دفتر ملاحظات مع مشاهد من وسط كآبتها وكيف أثرت على أطفالها وزوجها، مشاهد من طفولتها. لذا كان هذا شيئاً اعتدت على أن أغذي به بعض اللحظات من العاطفة التي أحتاج الوصول إليها.
ستنخرط ساندرا بالبكاء في وسط المحادثة وذلك ليس أمراً عاطفياً. حسن كيف تؤدي ذلك؟ أحياناً يكون لديك مشهد وتتكلم عن شيء درامي فائق وهو نوع من سهولة الحصول على العاطفة حين تتكلم عن زوجك المتوفى. لكن من اللامكان؟ مثل الحديث عن حديقتك التي تعيد بناءها وفجأة تنخرط بالبكاء؟ تحتاج إلى شيء تستعمله لهذا استعملت كل القصة الخلفية الدرامية التي كتبتها. لكن بعد 30 لقطة واستعمال الشيء نفسه مراراً، فجأة لم يعد الأمر ينجح بعد ذلك. بعد أن استعملت كل شيء كتبته وكنت في اللقطة 40 كنت أعرف أنه من الأرجح أن أذهب إلى اللقطة 80. لهذا احتجتُ إلى بعض المادة الخام وذلك هو المكان الذي يخلق فيه خيالك الاستمرارية كي تنعش حاسبتك الداخلية التي ستعطيك شيئاً جديداً تصل به إلى المنطقة التي تريد الوصول إليها.